اتفقت منظمة الدول المصدرة للنفط « أوبك» و شركاؤها، على خفض إنتاج النفط بمعدل 10 مليون برميل يوميا خلال شهري ماي وجوان المقبلين، من أجل إعادة الاستقرار لأسعار النفط والتي تهاوت جراء انتشار فيروس كورونا في العالم، فيما تقدر حصة التخفيض بالنسبة للجزائر ب 200 ألف برميل يوميا، حسبما أعلنه وزير الطاقة محمد عرقاب.
تمكنت منظمة أوبك وحلفاؤها من التوصل إلى اتفاق تاريخي لتخفيض إنتاج النفط بواقع 10 مليون برميل يوميا خلال الشهرين القادمين بعد اجتماع ماراتوني ومحادثات متواصلة دامت لعدة ساعات من الخميس إلى الجمعة، ويتواصل هذا التخفيض من الفاتح جويلية إلى نهاية ديسمبر 2020 بوتيرة اقل أي ب 8 مليون برميل يوميا، كما تقرر تخفيض في الإنتاج ب 6 مليون برميل يوميا بداية من 1 جانفي 2021 إلى نهاية افريل 2022.
وأوضح بيان للمنظمة ، أن جميع القرارات المتخذة خلال الاجتماع تمت الموافقة عليها من طرف جميع البلدان المنتجة للبترول الأعضاء و غير الأعضاء في اوبك المشاركة في بيان التعاون باستثناء المكسيك« ، حيث أن الاتفاق المبرم يبقى «متوقفا على موافقة المكسيك».
وأفادت المنظمة ، أنه من المقرر عقد اجتماع جديد في العاشر من جوان بالفيديو أيضا للبت في إجراءات إضافية طالما كان ذلك ضروريا من أجل تحقيق التوازن في السوق».
وأوضح وزير الطاقة، عقب أشغال الاجتماع الوزاري التاسع الاستثنائي للدول الأعضاء في أوبك والدول المنتجة من خارج المنظمة (أوبك+)، الذي انعقد من يوم الخميس إلى الجمعة عبر تقنية «الويبينار»، أن الدول الأعضاء في الأوبك و الدول غير الأعضاء في المنظمة، قد قررت خفض الانتاج بمعدل 10 مليون برميل يوميا خلال الشهرين المقبلين (ماي و جوان) بهدف تحقيق استقرار أسعار النفط التي تأثرت بجائحة فيروس كورونا.
وأضاف عرقاب، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن دول الأوبك قررت خفض إنتاج النفط بمعدل 8 مليون برميل يوميا خلال السداسي الثاني من سنة 2020.
و أشار الوزير، إلى أنه تم اتخاذ قرار ثالث من طرف هذه الدول يتعلق بخفض إنتاج النفط بمعدل 6 مليون برميل يوميا ابتداء من شهر جانفي 2021 إلى غاية شهر أفريل 2022، مشيدا في هذا الاطار بهذه القرارات «الهامة» التي تم اتخاذها خلال هذا الاجتماع.
واعتبر عرقاب ، أن هذه القرارات الثلاثة من شأنها استيعاب العرض الفائض للنفط المتواجد حاليا على مستوى السوق و وقف تراجع أسعاره ، مشيرا في نفس السياق إلى أن هذه القرارات، ستسمح بخفض الكميات الزائدة المتواجدة على مستوى مخزونات النفط العالمية.
و بخصوص حصة خفض الانتاج الجزائري، أوضح الوزير أنها تقدر ب 200000 برميل يوميا، خلال شهري ماي و جوان، قبل أن تصل إلى 145000 برميل يوميا، خلال الشطر الثاني من سنة 2020.
و قال الوزير «تعتبر هذه التخفيضات ضرورية من أجل المساعدة على تحقيق استقرار سوق النفط»، وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية و روسيا ستقومان بخفض إنتاجهما بمعدل 2.5 مليون برميل يوميا لكل منهما؛ أي بإجمالي 5 مليون برميل يوميا.
و باستثناء المكسيك التي لم يتم تحديد حصة خفضها للإنتاج، صادقت كل دول أوبك + على هذه القرارات الثلاثة.
كما أكد الوزير، أن دول أوبك + اتفقت على اقناع الدول الأخرى المنتجة للنفط بالانضمام لهذه القرارات و هذا خلال اجتماع وزراء الطاقة لمجموعة ال20 الذي عقد أمس الجمعة عبر تقنية الفيديو عن بعد.
و حسب وزير الطاقة، ستتكفل روسيا و المملكة العربية السعودية و المكسيك، بصفتهما أعضاء في مجموعة ال20، بهذه المهمة من أجل إشراك البلدان المنتجة الأخرى في عملية خفض إضافي بمعدل 5 مليون برميل يوميا و هذا بهدف دعم الجهود الرامية إلى تحقيق استقرار سوق النفط.
وكان وزير الطاقة و رئيس مؤتمر منظمة الدول المصدرة للنفط ، قد دعا في كلمته خلال اجتماع أوبك + ، إلى اتخاذ اجراءات «حاسمة و فورية» من أجل ضمان استقرار سوق النفط.
و لفت وزير الطاقة ، إلى أن التأثير السلبي على عَائِدات البلدان المصدرة للنفط «هائل»، في وقت تواجه فيه هذه البلدان مأساة إنسانية بسبب وباء كورونا والتَّراجع الاقتصادي النَّاجم عنه.
كما تطرق الوزير ، في حديثه إلى آثار انتشار جائحة كورونا منذ الاجْتماع الأخير لأوبك+ في مارس المنصرم في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى شَلِّ الاقتصاد العالمي شيئا فشيئا.
وكانت الأنظار قد اتجهت، الخميس، إلى الاجتماع الاستثنائي لأوبك + والذي انتهى فجر الجمعة، بالتوصل إلى اتفاق على تخفيضات غير مسبوقة في الإنتاج، من شأنها إعادة الاستقرار للسوق النفطية التي تضررت كثيرا، بفعل انتشار فيروس كورونا في العالم .
و قد تهاوت أسعار النفط إلى معدلات غير مسبوقة في الأسابيع الأخيرة، في ظل تراجع الطلب وانطلاق حرب أسعار بين السعودية وروسيا، بعد انهيار التحالف النفطي بين أوبك وروسيا، حيث فشلت أوبك في التوصل خلال الاجتماع المنعقد في مارس الماضي إلى اتفاق مع روسيا بشأن تخفيض الإنتاج .
وتبلغ تخفيضات أوبك وشركائها حسب نص الاتفاق الجديد ، عشرة ملايين برميل يوميا بما يعادل عشرة بالمئة من الإمدادات العالمية، إلى جانب خمسة ملايين برميل يوميا إضافية متوقعة من دول أخرى، منها الولايات المتحدة ومنتجين آخرين .
ومن جانبه، قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بحثوا اجتماع مجموعة أوبك+ في محادثة هاتفية الجمعة، وأكدوا أن هدفهم تحقيق الاستقرار في تجارة النفط العالمية ، كما ناقش القادة مؤتمر وزراء طاقة مجموعة العشرين، فيما قال شيموس أوريجون وزير المواد الطبيعية الكندي ، إن كندا والولايات المتحدة ستعملان مع مجموعة العشرين للقوى الصناعية لتحقيق استقرار في سعر النفط.
ومن جانبها ، قالت وزيرة الطاقة المكسيكية روسيو نالي إن بلادها تقترح خفض إنتاجها النفطي 100 ألف برميل يوميا في الشهرين القادمين، مضيفة أن المكسيك ستخفض الإنتاج إلى 1.681 مليون برميل يوميا من 1.781 مليون برميل يوميا مسجلة في مارس .
وأوضح وزير النفط الكويتي خالد الفاضل، إن المكسيك عطلت الاتفاق الذي توصلت إليه مجموعة أوبك+ ، و صرح وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، أمس، إن اتفاقا نهائيا لمجموعة أوبك+ لخفض إمدادات النفط بواقع عشرة ملايين برميل يوميا، يتوقف على انضمام المكسيك للتخفيضات.
وقال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، أمس، إن الولايات المتحدة وافقت يوم الخميس، على تنفيذ خفض إضافي لإنتاج النفط قدره 250 ألف برميل يوميا لمساعدة المكسيك على القيام بمساهمتها في التخفيضات العالمية.
وانطلقت، أمس، محادثات عن بعد لوزراء الطاقة بمجموعة العشرين لمناقشة كيف يمكنهم مساعدة أوبك وحلفائها لتحقيق الاستقرار لأسعار النفط.
وقال الكرملين، إن العمل يجري من أجل إقناع المكسيك بالانضمام لجهود كبح إنتاج النفط ، واعلن الكرملين أن الرئيس الروسي بحث عبر الهاتف مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب الوضع في سوق النفط، وتخفيض الإنتاج في إطار أوبك+، مضيفا ، أن الرئيسين اتفقا على مواصلة الاتصالات بين البلدين بشأن تخفيضات إنتاج النفط.
مراد -ح