يعيش الطاقم الطبي وشبه الطبي بالمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس بقسنطينة، حالة استثنائية بسبب وباء كورونا، تبرز تجلياتها بالقرب من مصلحة الأمراض المعدية وفي ملحقتها المستحدثة في مربع كان يضم مجموعة من المصالح قبل أن تحول إلى مستشفيات أخرى وتخصص للوباء. وقمنا يوم أمس، باستطلاع في محيط الملحقة خلال مرافقتنا لوفد من مديرية الأمن الولائي في زيارة تشجيعية لطاقم المستشفى قضينا من خلالها صبيحة داخل مصلحة الأمراض المعدية، حيث سجلنا مجموعة من جوانب الحركية الجديدة التي أصبحت تميز المكان وتجاذبنا أطراف الحديث مع بعض المنتمين للطاقم شبه الطبي الذي يخوض الحرب ضد وباء كورونا في الجبهة الأمامية مع كل الأخطار التي يتعرض لها بصورة يومية ومستمرة.
استطلاع: سامي حبّاطي/ تصوير شريف قليب
وصلنا إلى المستشفى الجامعي ابن باديس حوالي الساعة العاشرة صباحا، حيث كانت الحركة شبه متوقفة في محيطه الخارجي، خصوصا بالقرب من المدخل الثاني المفضي إلى مربع يضم عدة مصالح، على غرار طب الأطفال ومصلحة الأنف والأذن والحنجرة، قبل أن تحول وتخصص لاستقبال المصابين وحالات الإصابة المشتبهة بفيروس «كوفيد 19» وتلحق أسرّتها بمصلحة الأمراض المعدية من أجل دعمها بمزيد من الأماكن لاستقبال الحالات. لاحظنا في المكان وجود رواق جديد للتعقيم، ليخبرنا الحارس أن الإدارة وضعت رواقا آخر بالقرب من قسم الأمراض المعدية أيضا من أجل الطواقم الطبية، بينما أوضح لنا عامل آخر أن بعض المارة يدخلون الرواق عند المرور بالمستشفى من أجل تعقيم أنفسهم.
استقبلنا أمام المدخل المكلف بالاتصال، النفساني عزيز كعبوش، ممثلا عن المدير العام للمستشفى، وسلمنا ردائين واقيين، قبل أن يصل أفراد من الطاقم الطبي ومجموعة من الممرضات على رأسهن منسقة مصلحة الأمراض المعدية، وقد تميزن عن غيرهن بملابسهن الخاصة التي يرتدينها للوقاية من الإصابة بالفيروس. وقبل الدخول إلى ساحة المربع الذي يمكث في أجنحته المصابون بفيروس كورونا، مررنا عبر رواق التعقيم على غرار باقي الحاضرين، في حين لاحظنا بمجرد وصولنا إلى الساحة مجموعة من أفراد الطاقم الطبي يطلون من نوافذ الأجنحة الخاصة بالمرضى وقد لوّح بعضهم بأيديهم تعبيرا منهم عن ترحيبهم بنا.
مديرية الأمن تجري زيارة تشجيعية للطاقم الطبي
وزارت مجموعة من ضباط الأمن التابعين لمديرية الأمن الولائي، المستشفى الجامعي، يتصدرهم نائب رئيس الأمن الولائي، مع عدد من العناصر التابعة لمختلف مصالح المديرية، حيث اصطفوا في الساحة تاركين مسافة متر بين كل فرد والآخر من أجل حماية أنفسهم من الإصابة، قبل أن يتم تسليم مجموعة من العلب الكرتونية التي تحتوي على وسائل حماية مثل معقم اليدين والكمامات والقفازات الطبية والمناديل والمراهم من أجل تشجيع الطواقم الطبية وشبه الطبية والإدارية، قبل أن يأخذوا في التصفيق للتعبير عن مساندتهم وللأطباء والممرضين الذين يتكفلون بمعالجة المصابين ومرافقة الحالات المشتبهة في المصلحة.
وأكد المكلف بالاتصال على مستوى مديرية الأمن الولائي، الملازم الأول بلال بن خليفة، في تصريح للنصر، أن الالتفاتة التي قامت بها المديرية تأتي تنفيذا لتعليمات رئيس أمن الولاية، مشيرا إلى أن مصالح الأمن تقوم بالعديد من المساهمات من خلال إجراء عمليات تعقيم على مستوى جميع أحياء مدينة قسنطينة والحرص على التطبيق الصارم لقرارات خلية الأزمة بالولاية، بينما أوضح أن هذه الالتفاتة بالمستشفى رمزية ولا تفي حق ما يبذله المنتمون للمستشفى من جهود.
حالات مشتبهة تفد إلى مصلحة الأمراض المعدية
ولاحظنا قبل دخولنا المستشفى شخصا يضع كمامة ويحمل في يده ظرفا بنيا كبيرا، حيث مر عبر رواق التعقيم ثم دخل إلى المصلحة المستحدثة، في حين لفت انتباهنا شخص، يبدو أنه من المرضى الماكثين بالمصلحة، وكان ينظر إلينا من نافذة أحد الأجنحة خلف الستار، لكنه توارى بمجرد أن لاحظ أننا ننظر إليه، كما أطلت علينا بعض النسوة من نوافذ في الجهة المقابلة من المصلحة، فيما ذكر لنا أحد المنتمين إليها أنهن ماكثات، في حين عاد الشخص الذي يحمل الظرف مرة أخرى وجلس على مقعد حجري وكان معه أحد المنتمين للسلك الطبي يرتدي بدلةً كاملة من معدات الوقاية من الوباء وظل واقفا إلى جانبه.
وقد رصدنا شخصين آخرين في نفس المكان يضعان الكمامات وينتظران في الساحة، وكان التعب ظاهرا على أحدهما، حيث علمنا منهما أن كليهما تقدما من المصلحة بمفردهما بعد أن شعرا ببعض الأعراض، قبل أن يظهر من باب الجناح الموجود بالقرب من المدخل أربعة ممرضين ببدلات حماية كاملة ويدفعون سريرا متحركا عليه أحد المرضى بدا غير قادر على الحركة، في حين اقتربت من المصلحة سيارة إسعاف للحماية المدنية وخرج منها أربعة أعوان ببدلات وقاية صفراء، وعكفوا على دفع سرير متحرك يحمل شخصا يشتبه بإصابته. وقد أخبرنا أحد موظفي المصلحة أنها حالة وافدة من محيط دائرة زيغود يوسف.
ورغم أن زيارتنا كانت قصيرة بحكم تدابير الوقاية من الوباء وعدم إمكانية دخولنا إلى أجنحة المصابين أو الحالات المشتبهة، إلا أننا تمكننا من الحديث مع مجموعة من المنتميات للطاقم شبه الطبي، من بينهن ممرضة مكثت في المستشفى لأربعة أيام بسبب الاشتباه في إصابتها بالوباء قبل أن تريحها التحاليل بأن ظهرت سلبية. وقد عبرت الممرضات اللواتي تحدثنا إليهن عن مشاعر مختلفة حول الظروف التي تمر بها البلاد وعن تعاملهن مع المرضى، إلا أن الخوف من نقل العدوى إلى أفراد الأسرة قد جمع بينهن، كما أن البعض منهن اشتقن إلى عائلاتهن بسبب تسخيرهن للعمل في المصلحة دون مغادرتها.
منسقة مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي ابن باديس: لم أدخل منزلي منذ شهر لحماية عائلتي من انتقال الفيروس إليهم
والتقينا بمنسقة مصلحة الأمراض المعدية، فايزة عطار، التي حدثتنا في حوار مقتضب عن ظروف عملها اليومية، مؤكدة أنها لم تغادر المستشفى الجامعي إلى منزلها منذ شهر لحماية أفراد عائلتها من الإصابة، بينما تشير إلى بعض الجوانب المتعلقة بالمرضى الخاضعين للعلاج والحالات التي يتم استقبالها والضغوط التي يرزح تحتها الطاقم.
7 كيف تعملون في ظل الظرف الجارية؟
توجد في المصلحة الحالات المشتبهة بالإصابة والحالات المؤكدة والمرضى الخاضعون للعلاج ونحن نقوم بما في وسعنا معهم.
7 هل يوجد بينهم من يخضعون للعلاج بالكلوروكين؟
بكل تأكيد، وهناك من ننتظر نتائج التحاليل الخاصة بهم.
7 ماهي طريقة تعاملكم مع المصابين من أول يوم من وصولهم إلى المستشفى؟
نتعامل معهم بصورة عادية كأي مريض، ولا يمكننا في الحقيقة لوم المريض على الحالة النفسية التي يكون فيها كما لا نلوم العامل على حالته النفسية، ونحن نتمنى أن يوفقنا الله فيما نقوم به.
7 هل يأتي جميع المرضى بمفردهم أم أن هناك من ينقلون إلى المستشفى بعد التبليغ عن إصابتهم عن طريق الرقم الأخضر؟
نعم، هناك من يوفدون إلى المستشفى من خلال السلطات المختصة وهناك من يأتون بمفردهم. نسجل ضغطا كبيرا في المصلحة، وهناك من يتم إرسالهم إلى مستشفى البير لتدارك المشكلة، وسيوفر هذا الجناح الجديد الذي فتحه المستشفى أماكن جديدة، نتمنى أن تستوعب جميع المرضى.
7 وماذا عن أفراد الطاقم شبه الطبي الذي تشرفون عليه؟ كيف يمارسون مهامهم في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها المستشفى وهل يغادرون إلى منازلهم أم لا؟
لا أبدا. لا يغادرون إلى منازلهم على غرار أفراد الطاقم الطبي أيضا. أنا شخصيا لم أعد إلى منزلي منذ شهر، ونقيم حاليا في فندق الباي، وأغلب أفراد الطاقم لا يذهبون إلى منازلهم كإجراء وقائي لعائلاتنا، لم نسجل في مصلحتنا أي حالة إصابة بين أفراد الطاقم الطبي وشبه الطبي، باستثناء حالة واحدة لموظفة ضمن الطاقم شبه الطبي، اشتبهنا في إصابتها وبينت التحاليل لحسن الحظ أنها سلبية في النهاية، لكن يبقى الضغط والتوتر الذي نعيشه كبيرا رغم ذلك.
7 هل تلاحظون زيادة في عدد الحالات المشتبهة التي تتوافد على المستشفى؟
يمكن القول بأن الزيادة تتوقف على ما نستقبله في اليوم.
7 وكيف وقعت الإصابة للحالات التي تعاملتم معها؟
لكل حالة إصابة وضعيتها الخاصة بها، ففي البداية استقبلنا مرضى من المسافرين إلى بلدان أخرى، لكن بمرور الوقت أصبحت تصلنا حالات إصابة لأشخاص تنقل إليهم الفيروس على المستوى المحلي بسبب الاحتكاك والاتصال بين الأشخاص. يجب على المواطنين أن يتفهموا وأن يلزموا بيوتهم.
7 هل هناك من المصابين من شفوا؟
الحمد لله، توجد حالات لمرضى شفوا وغادروا إلى بيوتهم، وأجرينا لهم التحاليل للمرة الثانية فوجدنا أنهم تماثلوا للشفاء تماما، ما يثبت أن العلاج بمركب الكلوروكين قد أعطى مفعوله.
7 توجه بعض الملاحظات حول إمكانية ظهور بعض الأعراض الجانبية على عدد من المرضى بسبب استعمال الكلوروكين. هل لاحظتم وقوع ذلك على مستوى مصلحة الأمراض المعدية؟
ما أعرفه فعلا هو أن بعض المرضى قد تماثلوا للشفاء وغادروا المستشفى بعد إصابتهم بفيروس كورونا، بينما يبقى الطاقم الطبي هو المخول بالحديث في هذه المسألة.
الممرضة هدى ذايكرة: حجرت في المصلحة لأربعة أيام بسبب الاشتباه في إصابتي
تتحدث ممرضة الصحة العمومية بمصلحة الأمراض المعدية هدى ذايكرة عن الاشتباه في إصابتها بفيروس كورونا بعد أن ظهرت عليها أعراض مماثلة للإصابة بالفيروس، حيث سردت علينا بعضا من الضغوطات التي وجدت نفسها فيها خلال الأربعة أيام التي بقيت فيها في الحجر، كما توضح أن هذه التجربة جعلتها تحس أكثر بالمرضى الذين تتعامل معهم.
ولم يكن يصلنا من الممرضة هدى ذايكرة سوى صوتها، إذ كانت متدثرة بعدة كاملة للحماية من الإصابة بالفيروس من الرداء الواقي إلى قناع العينين والوجه والرأس والقفازين وتحمي الجزء السفلي من وجهها بكمامة طبية واقية، حيث ذكرت لنا أنها تقيم منذ فترة في فندق الباي منذ ظهور الوباء، مضيفة أنها لم تر أهلها أو أبويها منذ ذلك اليوم واشتاقت إليهم كثيرا، فيما أوضحت أن العمل الوحيد للطاقم خلال هذه الأيام هو مرافقة المصابين بفيروس كورونا والحالات المشتبهة بالإصابة. وأضافت الشابة أن العمل يتم في ظروف صعبة كثيرا من ناحية المعدات والتوتر بسبب قلة أفراد الطاقم، فضلا عن نفسية المرضى الذين تمنت لهم الشفاء.
وطلبنا من الممرضة أن تعطينا أمثلة على حالات لمصابين بالفيروس أثروا فيها، حيث صمتت ثم ردت علينا بالتأكيد على أن جميع المرضى أثروا فيها لأنها مرت على نفس المرحلة ومكثت في المستشفى لأربعة أيام إلى غاية ظهور نتيجة التحاليل الخاصة بها. وأضافت محدثتنا أن الأمر الذي فاقم من وضعيتها النفسية خلال مكوثها في المستشفى هو انتظار النتيجة مشيرة إلى أنها شعرت بإحباط معنوي كبير خلال تلك الأيام كما أن تفكيرها تشوش في الوقت الذي كانت تطرح فيه التساؤلات دون أن تجد أجوبة شافية لها.
وعن الشكوك التي أدت إلى الاشتباه في إصابتها بالفيروس، تقول هدى ذايكرة أن أعراضا ظهرت عليها تشبه أعراض الإصابة بكورونا، قبل أن يكشف التحليل أنها سلبية وأن الأعراض ناجمة عن إصابتها بالتهاب الشعب الهوائية، لذلك تعود محدثتنا إلى التأكيد بأنها تحس بالمرضى وبمعاناتهم بشكل عميق، حتى قبل أن تتأكد إصابتهم بالوباء. وتضيف الممرضة أنها وقفت على حالات لمرضى تماثلوا للشفاء بينما حالة أغلبية المرضى القابعين في المصلحة مستقرة على العموم.
الممرضة ليلى أولعربي: واجهنا في البداية صعوبة في تقبل الوضع بسبب الخوف
تؤكد الممرضة ليلى أولعربي أنها تعاملت مع حالات كثيرة من الإصابات بفيروس كورونا، مشيرة إلى أنها وزملاءها واجهوا بعض الصعوبات في بداية الأمر بسبب عدم تقبل الأمر والخوف الذي تملكهم قبل أن يتلاشى هذا الشعور.
وأضافت الممرضة بمصلحة الأمراض المعدية ليلى أولعربي، أن العزيمة والإيمان هما مصدر القوة الوحيد للعمل خلال هذه الأيام، مشيرة إلى أنها تغادر إلى منزلها في ظل مخاطر كبيرة عليها وعلى عائلتها وعلى جميع الأشخاص الذين تتعامل معهم، كما أضافت أن التعامل مع المرضى يجري بصورة عادية خلال هذه الأيام، وقالت أنها أصبحت تشعر أن المصابين بفيروس كورونا مرضى عاديون ولا يمثلون حالة استثنائية تتعلق بالجائحة.
وقالت محدثتنا أن عملية استقبال المرضى تمر على مراحل، موضحة أن ساعي المصلحة هو أول من يتحدث مع المريض بمجرد وصوله إلى المصلحة، ولذلك فإن الخطر لا يستثنيه قبل أن ينتقل إلى الممرض والطبيب المناوب، بينما نبهت أنه يتم فحص المريض وسؤاله عن الأعراض التي يعاني منها، وفي حالة تأكيد أن الأمر يتعلق بإصابة مشتبهة فإنه يتم استقباله على مستوى المستشفى بينما لو وجد الطاقم أنه شخص عادي، يتم تسريحه، لأنه من غير الممكن المخاطرة بوضع الجميع في المصلحة.
وأوضحت نفس المصدر أن المرضى يصلون إلى المستشفى في حالة عالية من التوتر النفسي، كما أن الكثير من أفراد عائلاتهم يتشاجرون مع الطاقم الطبي وشبه الطبي، فالقلق والوسواس من الإصابة يجعلهم في حالة غضب، مثلما قالت، مؤكدة على أن الأمر يعود أيضا إلى الجهل بالمرض باعتبار أنه حالة جديدة. وأشارت الممرضة إلى أنه من حق عائلات المرضى الشعور بالخوف على أقربائهم وذويهم، مضيفة أنها وزملاءها يلتزمون الصمت ويحاولون عدم مجاراتهم.
أما بخصوص طبيعة الأشخاص المصابين، فأوضحت أن المصابين في البداية كانوا من الأشخاص الذين التقطوا الفيروس من الخارج، في حين جعل انتشار الوباء في ولاية البليدة الطاقم الطبي يركز أسئلته على إمكانية تواجد المشتبه بالإصابة في البليدة خلال فترة سابقة، غير أن استشراء الإصابات بالوباء على المستوى الوطني عمم تعامل الطاقم الطبي وشبه الطبي بحيث يتم استقبال الشخص بمجرد ظهور الأعراض عليه ويتم التعامل معه على أساس أنه إصابة إيجابية من أجل حماية الطاقم وحماية المحيط.
العاملة بمصلحة الأمراض المعدية آمال جبري: الخوف من نقل العدوى دفعني إلى تجنب الحديث مع أفراد الأسرة
تفصح العاملة المهنية بمصلحة الأمراض المعدية للمستشفى الجامعي ابن باديس، آمال جبري، في تصريحها للنصر، عن خوفها الوحيد من أن تنقل عدوى الفيروس إلى أفراد أسرتها عند مغادرتها العمل، حيث تؤكد أنها أصبحت تعيش غربة داخل العائلة.
وتقول آمال جبري أنها تتعامل مع المصابين وأصحاب الحالات المشتبهة بالإصابة بصورة عادية، رغم أنها وزملاءها وجدوا بعض الخطورة في الأمر في البداية، لكنهم اعتادوا عليه الآن، غير أنها تشدد على أنها لم تتمكن إلى اليوم من التخلص من خوفها بنقل العدوى إلى أفراد أسرتها، خصوصا وأن والدها مريض. وتعبر محدثتنا عن وضعيتها بالقول «أصبحت مصابة بالوسواس في المنزل»، كما تؤكد لنا أنها تغادر إلى منزلها ولا تقيم بفندق على غرار من شملهم الأمر، فضلا عن أنها تعمل في نفس الوظيفة مع اثنتين أخريين، إحداهن تقيم بالفندق بينما تغادر الأخرى إلى منزلها بصورة عادية أيضا.
وتصف لنا العاملة يومياتها في البيت بالقول أنها تعيش غربة في بيتها بين أفراد أسرتها، حيث تأكل وتنام بمفردها ولا تحتك بهم البتة، كما أن الخوف عليهم جعلها تقلل حتى الأحاديث معهم، بينما تشير إلى أنها تحرص على تنظيف غرف المرضى وتقديم الوجبات لهم، كما أنها تستلم الوجبات التي يُحضرها أفراد عائلاتهم منهم وتقدمها للمرضى أيضا، بحكم أنه لا يمكنهم الاقتراب منهم أو الدخول إليهم، لتختم حديثها بدعوات لرفع الوباء عن الجزائريين، وأكدت أنها لم تسمع بأي حالة إصابة أو اشتباه بين العمال المهنيين الذين يشغلون نفس وظيفتها.
س.ح