شرعت أول أمس، لجان أحياء ببلديات قسنطينة في إحصاء العمال اليوميين المتضررين من تدابير الحجر الصحي، وسجلت العملية اختلالات وانتشارا لاستمارات غير معتمدة، بينما أكدت مديرة النشاط الاجتماعي الانطلاق في الإجراءات الإدارية من أجل صب أربعة آلاف دينار إضافية ضمن مبالغ قفة رمضان لتصبح مليون سنتيم.
واستقبلت مندوبيات بلدية قسنطينة مراسلة من مصالح الولاية نهاية الأسبوع الماضي، بخصوص الشروع في إحصاء المتضررين من تدابير الحجر الصحي وتوقيف النشاط الاقتصادي على أن تسلم القوائم قبل تاريخ 22 أفريل الجاري، بحسب ما أكده لنا أعضاء من خلايا الأزمة، موضحين أن المراسلة لم تتضمن أي إشارة تؤكد أن العملية خاصة بإعانة مليون سنتيم على عكس ما يتداوله المواطنون. وقد طُلب من رؤساء اللجان جمع المعلومات الشخصية الخاصة بالمتضررين من العمال اليوميين والحرفيين، مع استثناء الموظفين منها.
وذكر لنا رئيس جمعية أحد الأحياء بسيدي مبروك أن المندوبيات لم تسلم لهم استمارة نموذجية محددة، وإنما طلب منهم جمع المعلومات الشخصية للمعنيين على غرار الاسم واللقب وتاريخ ومكان الميلاد وملاحظة تتضمن سبب الإعانة والوظيفة في شكل ملف «إكسل»، لتسلم بعد ذلك في قرص مضغوط إلى المندوبية، في وقت راجت فيه في منصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» نماذج استمارات غير معتمدة يستعملها أشخاص بمبادرات فردية لإحصاء المتضررين، مثلما أكده لنا نفس المصادر، كما تجمع صباح أمس عدد كبير من المواطنين أمام مقر مندوبية سيدي مبروك من أجل الاستفسار عن طريقة استلام إعانة مليون سنتيم التي أعلن عنها رئيس الجمهورية.
وأضاف نفس المصدر أن التعليمات التي وجهت لمسؤولي اللجان لا تتضمن استلام صك بريدي مشطوب من المعنيين بالعملية، بينما علمنا من رؤساء اللجان أن بعض المبادرين إلى الإحصاء طلبوها من المتضررين من الحجر. وقد تسببت العملية في تقرب أعداد كبيرة من المواطنين من ممثليهم من السكان، ومن بينهم أشخاص لا تؤهلهم ظروفهم للاستفادة من الإعانات، فضلا عن أن تقرب الأشخاص من اللجان قد حرك مخاوف انتشار فيروس كورونا بسببها، لأنه «أخرج المواطنين من الحجر» مثلما قال أحد المعنيين الذين تحدثنا إليهم، في حين وقعت خلايا الأزمة في حرج على مستوى أحياء أخرى لا توجد بها لجان يمكن الاعتماد عليها لإجراء الإحصاء.
أما بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، فأوضح عضو من تنسيقية لجان الأحياء أن عملية رصد الأسر المتضررة من تدابير الحجر الصحي كانت تسير بطريقة جيدة منذ بداية الحجر، لكن المواطنين توافدوا بأعداد كبيرة على مصالح البلدية بسبب إعانة المليون سنتيم، كما أوضح أن التنسيقية شكلت لجانا وخلايا فرعية عبر مختلف الأحياء والوحدات الجوارية في إطار خلية الأزمة لبلدية الخروب، بينما أكد وجود أشخاص يقومون بجمع استمارات خارج إطار التنسيقية ويطلبون الصكوك المشطوبة رغم أنها غير واردة ضمن الوثائق الضرورية، فضلا عن أنّ بعض اللجان اطلعت على حالات لكثير من العمال اليوميين والحرفيين الذين لا يحوزون على حسابات بريدية جارية. وتحدث نفس المصدر عن وقوع اختلالات في نقاط غير مهيكلة ضمن اللجان في علي منجلي، في حين سيتم اليوم تجميع قوائم المتضررين من الحجر لتسلم إلى مصالح البلدية بعد ذلك. وصرح عضو التنسيقية أن بعض الأشخاص أبدوا رغبة في تسجيل أنفسهم ضمن قوائم المتضررين رغم أن وضعيتهم الاجتماعية لا تسمح لهم بذلك، كما قال أن جهودا قد بُذلت من قبل في إطار خلية الأزمة لتقديم إعانات في شكل مؤونة لبعض العائلات.
من جهة أخرى، ذكر لنا رئيس خلية الأزمة ببلدية الخروب، زبير حمود، أن خلية الأزمة اختارت عدم المشاركة في عملية الإحصاء وتركت المهمة لمصالح البلدية المخولة بها، كما أشار إلى أن الأمر بالإحصاء يمكن أن يوجه للجان التابعة للخلية مباشرة من طرف «المير» الذي يمثل الجهة القادرة على تسيير الملف.
من جهة أخرى، ذكرت مديرة النشاط الاجتماعي لولاية قسنطينة، سامية قواح، للنصر أن مصالحها لم تتلق بعدُ أي تعليمة أو قرار بخصوص إعانة مليون سنتيم الموجهة لتعويض المتضررين من تبعات توقف نشاطهم بسبب الحجر الصحي، بينما كشفت أنه تم الشروع في إجراءات رفع إعانة قفة رمضان إلى مليون سنتيم من خلال صب مبلغ أربعة آلاف دينار، يضاف إلى ستة آلاف دينار الخاصة بالمعوزين المسجلين في القائمة عبر الولاية، مشيرة إلى أنه يجري العمل من أجل أن تصل إلى الفئة المعنية بها قبل شهر رمضان. سامي.ح
