حذّر مختصون نفسانيون، أمس، من تفاقم الاضطرابات النفسية مستقبلا، والتي تمس مختلف الفئات في المجتمع، سيما الهشة منها ، وذلك جراء استمرار الأزمة الصحية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا
و تواصل إجراءات الحجر الصحي، وأشاروا في هذا الإطار إلى ضرورة الاهتمام أكثر بالجانب النفسي للمواطنين واستحداث خلايا جوارية على مستوى جميع المؤسسات الصحية بغرض التكفل وضمان الإصغاء والدعم النفسي للمواطنين خلال فترة الحجر الصحي.
وأكد رئيس النقابة الوطنية الجزائرية للنفسانيين، خالد كداد في تصريح للنصر ، أمس، على ضرورة استحداث خلايا جوارية على مستوى جميع المؤسسات الصحية بغرض التكفل وضمان الإصغاء والدعم النفسي للمواطنين، خلال فترة الحجر الصحي ، مضيفا في السياق ذاته أن هذه الخلايا يجب أن تكون مكثفة لتقريب الخدمة النفسية من المواطنين ، وهذا من خلال وضع سياسة جوارية حقيقية في هذا المجال ، سيما وأننا لا نعلم ماذا سيجري مستقبلا -كما قال-
و في السياق ذاته، أشار رئيس النقابة الوطنية الجزائرية للنفسانيين، إلى ضرورة أن يكون هناك تكفل نفسي بتداعيات هذه الأزمة الصحية الراهنة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا ، وشدد على أهمية إيلاء وزارة الصحة ، اهتمام أكبر للخدمات النفسية في هذه الفترة ، لافتا في هذا الإطار إلى تحذيرات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية من أزمة صحة نفسية عالمية تلوح في الأفق، مضيفا في أن نقابته كانت قد حذرت بدورها في وقت سابق من تداعيات هذه الأزمة الصحية على الجانب النفسي.
وأكد خالد كداد ، على ضرورة عدم الاستهانة بدور الاخصائي النفسي و اتخاذ تدابير حقيقية من أجل الاهتمام بالجانب النفسي وتوفير وسائل العمل الضرورية للنفسانيين للقيام بعملهم .
واعتبر رئيس النقابة، أن دولا كثيرة أهملت الجانب النفسي في التكفل بتداعيات جائحة كورونا وهذا ما أدى إلى إطلاق تحذيرات من طرف الأمم المتحدة حول أزمة نفسية عالمية ستحدث مستقبلا، مضيفا أن فترة الحجر الصحي الممتدة أدت إلى تأثيرات على الاقتصاد العالمي وأصبح الناس مهددون في صحتهم وأعمالهم واقتصاداتهم ولقمة عيشهم وهذا ستكون له بالتأكيد تداعيات نفسية خطيرة بحيث تظهر جميع الاضطرابات النفسية والاجتماعية خاصة منها الاكتئاب والسلوكات الانتحارية والادمانية.
وقال خالد كداد ، نحن كأخصائيين نفسانيين نقوم بواجبنا ، وقد حذرنا من تداعيات هذه الازمة على الوضع النفسي بحكم تجربتنا في العمل ، بحيث ستنجم عن الوباء تداعيات نفسانية مرتبطة بالخوف من المستقبل غير المتوقع لتطور الجائحة ، داعيا في هذا الاطار، الاخصائيين النفسانيين لمواصلة مجهوداتهم، مع ضرورة تحلي المواطنين بالحس في هذا الجانب وذلك بعدم إهمال أي عرض في الوسط المنزلي ينذر بأزمة نفسية ، من خلال طلب الاستشارة للتكفل بالأشخاص في الوسط العائلي الذين تظهر عليهم علامات اضطراب نفسي والاكتئاب الشديد .
من جهة أخرى، أكد رئيس النقابة على ضرورة تعزيز المجهودات للتكفل بجميع انشغالات المواطنين وتقديم المساعدات الضرورية في فترة الحجر الصحي.
ومن جهتها ، أوضحت الأخصائية النفسانية و مدير عام مركز البحوث والتطبيقات النفسانية ، سمير ة فكراش في تصريح للنصر ، أمس، أن الآثار النفسية الناجمة عن انتشار كورونا ستكون مختلفة من فرد إلى آخر ، باعتبار أن ما يؤثر على الناحية النفسية للفرد مرتبط بكل متكامل من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والروحية .
وأضافت أن هذه الجائحة قد أثرت في ممارسة الشعائر الروحية والدينية عبر العالم ، واعتبرت أن ذلك له تأثير على نفسية الفرد من ناحية تصوراته المستقبلية ومن ناحية حياته اليومية.
وقالت أن كل علاقاتنا مع الآخر أصبحت مختلفة، فهذا الوباء يجعل الشخص الواعي بخطورته يكون أكثر حرصا واكثر حذرا في تعاملاته المستقبلية مع الاخر ، من ناحية الاحتكاك بالآخر والحياة الاجتماعية ستكون مختلفة -كما قالت- وهذا التصور حول حدوث تغييرات في المستقبل وبأنه سيكون مختلف ، يتسبب ذلك في حدوث قلق وتخوف من هذا المستقبل ،
وحذرت المختصة النفسانية من تفاقم الاضطرابات النفسية مستقبلا، فالشخص الذي يكون له في تكوينه النفسي قلق وخوف دائم و الأمراض الوهمية سيكون أكثر عرضة للاضطرابات النفسية بعد هذه الجائحة أكثر من الشخص الذي كان في توازن من الناحية النفسية ، مضيفة في السياق ذاته أن الاضطرابات النفسية، ستسجل خاصة لدى الفئات الهشة كالأشخاص الذين كان لهم استعداد لاضطرابات نفسية وكانوا في السابق عرضة للكآبة والحزن والوساوس أو يعانون من الوسواس القهري .
وترى سميرة فكراش، أن هناك سيناريوهات ستفرض نفسها وهذا كله سيكون عبئا كبيرا على الصحة النفسية للأفراد والمجتمع برمته.
وفي نفس الإطار، أشارت إلى تسجيل اضطرابات نفسية خلال هذه الفترة ومنها اضطرابات النوم واضطرابات الأكل والشراهة في الأكل و الكثير من اضطرابات القولون العصبي وهو اضطراب نفسي، وأيضا القرحة المعدية، إضافة إلى الكآبة الذي اشتكى منها الكثيرين خصوصا وأن محيط الشخص أصبح محدودا مع تغير في حياته في ظل عدم الاستقرار من الناحية المهنية والاجتماعية والبعد عن العائلة وهذا كله يؤدي إلى ظهور اضطرابات نفسية تفرض نفسها ، بالإضافة إلى عدوانية موجهة نحو الذات و أيضا موجهة نحو الآخر، بين الأزواج ومع الأبناء ونكران لما يحدث ونوع من الاستقالة عن الأدوار الأسرية في هذه الفترة. مراد - ح