حذر البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث أمس المصابين بأعراض تشبه الزكام من المساهمة في نشر فيروس كورونا، قائلا إن جميع حالات الأنفلونزا تعتبر مبدئيا لدى الأخصائيين إصابة بكوفيد 19 إلى غاية ظهور التحاليل الطبية وثبوت العكس.
وأكد مصطفى خياطي في توضيح «للنصر» بخصوص ارتفاع عدد حالات الإصابة بأعراض شبيهة بالزكام مصحوبة بالحمى مؤخرا، واكتفاء المرضى بالذهاب إلى طبيب عام للحصول على وصفة دون إجراء التحاليل الخاصة بكوفيد 19 والالتزام بالحجر الصحي، بأن ذروة الزكام الموسمي تكون عادة خلال فصل الشتاء وبداية فصل الربيع فقط، وان جميع حالات الأنفلونزا تعتبر مبدئيا إصابة بفيروس كورونا إلى غاية أن تثبت التحاليل التي يجريها المرضى عكس ذلك.
ونبه رئيس هيئة «فورام» كل من تظهر عليهم أعراض الزكام بضرورة التزام الحجر الصحي والتوجه إلى المصالح المختصة للتشخيص في حال اشتداد المرض أو استمرار الأعراض لمدة تفوق الثلاثة أيام، مؤكدا بأن تحليل المخاط أو ما يعرف لدى المختصين ب «بي سي أر» يقدم نتائج صحيحة أكثر من الأشعة التي توضح فقط وضعية الرئتين، مجددا التأكيد على ضرورة تطبيق هذه التعليمات حتى لا نساهم في نشر المرض أكثر مما هو عليه الوضع الآن.
وتأسف البروفيسور خياطي لإصرار بعض الأفراد على إخفاء الإصابة بالفيروس، والتجول بصورة عادية في الفضاءات العامة دون الالتزام بإجراءات الحجر الصحي، قائلا إن من يقوم بهذه التصرفات يكون قد ارتكب ذنبا في حق المجتمع، واقترف جرما يعاقب عليه القانون. ويعد هذا الموقف نفسه الذي اتخذته اللجنة الوزارية للفتوى حول حكم إخفاء الإصابة بكورونا عمدا، معلنة بأن هذا التصرف لا يجوز شرعا، ومن تكتم على مرضه وتسبب في نقله إلى الغير هو آثم شرعا، ومن علم بإصابة الشخص وتكتم عليه يعد مشاركا في الإثم من الناحية الشرعية.
ونصح المصدر المرضى بأن يلزموا بيوتهم في حال شعروا ببوادر المرض، وفي حال التعرض إلى تعقيدات ما عليهم سوى الاتصال بالرقم الذي وضعته وزارة الصحة لاستقبال نداءات الاستغاثة، وانتظار الفرق الطبية لنقلهم إلى المصالح الاستشفائية المتخصصة، وبشأن تخوف البعض من الخضوع إلى بروتكول العلاج بالكلوروكين، طمأن المتحدث المصابين بأن الدواء لا يمثل أي أخطار عليهم، كاشفا بأن بدايات استعماله في الجزائر يعود إلى حوالي 1842، وأن كل ما يثار بشأن العلاج لا أساس له من الصحة.
وأوضح رئيس هيئة فورام بأن استقرار الوضع الصحي مرهون بسلوكيات الأفراد ومدى الالتزام بالقواعد الصحية، لا سيما الالتزام بوضع القناع الصحي واحترام مسافة التباعد الاجتماعي وتعقيم الأماكن والمساحات وكذا الأدوات المستعملة من قبل المصابين، قائلا أن الاستمرار في التهاون وعدم الاكتراث لخطورة الوضع قد يرفع عدد الإصابات اليومية بالفيروس إلى أزيد من 1000 إصابة.
وبخصوص إحياء مناسبة عيد الأضحى أفاد البروفيسور فورار بأن الإشكال لن يطرح خلال يومي العيد، لأن معظم الناس ستلزم بيوتها تطبيقا للقرارات المتوقع أن يتم الإعلان عنها للحد من التجمعات العائلية، ومنع عمليات الذبح العشوائية بالأماكن العامة والطرقات والساحات دون احترام الإجراءات الصحية، لكنه أبدى خشيته من أن يكسر الأفراد تدابير الحجر بعد أيام العيد، على غرار ما حدث في عيد الفطر الماضي، حيث تراجعت عدد الإصابات خلال يومي العيد لترتفع بشكل ملحوظ عقب خروج الناس للمعايدة ضاربين عرض الحائط الوضع الصحي الحساس.
وجدد المتحدث الدعوة للتحلي بالوعي وعدم جعل المناسبات الدينية فرصة لانتشار المرض لأن ذلك يعارض الدين، بالحد من الزيارات العائلية والتنقلات دون جدوى، لمساعدة الأطقم الطبية على التحكم في الوضع.
لطيفة بلحاج