دعا رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد أمس الجمعة من وهران، كل القوى الوطنية لبناء جدار وطني قوي لإخراج البلاد من الأزمة العميقة التي تعيشها ومن المشاكل التي تتخبط فيها، لأنه رغم الخيرات والقدرات التي تزخر بها البلاد، ولكن التصرفات التي حصلت سابقا رهنت مستقبل الأجيال، وعليه وفق المتحدث فالوحدة الوطنية وتوحيد الصفوف، ضرورة حتمية لتوحيد الرؤى ولتحقيق هذه الأهداف لأن الجزائر بحاجة للجميع.
وأكد عبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل أمس في تجمع شعبي حول الدستور الجديد، والذي احتضنته قاعة سينما السعادة بوهران، أنه لا يجب أن ننتظر أن يحدث في البلاد أي مكروه، أو أن تنهار أو تنقسم، بل يجب على الجميع الخروج لصناديق الاقتراع يوم الفاتح نوفمبر من أجل الجزائر التي ضحى من أجلها الشهداء أثناء الثورة التحريرية وخلال العشرية السوداء، وهي اليوم مستهدفة من الخارج وفي الداخل أيضا توجد بعض المجموعات التي تريد أن تزعزع البلاد وتهدد استقرارها وهذا حسب رئيس حزب جبهة المستقبل يستدعي من الجميع الوقوف والحفاظ على مسار البناء ودعم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ودعم الحكومة، من أجل أن تعيش الأجيال القادمة في حرية وكرامة وفي اطمئنان وألا يهجروا الوطن بل يجب أن يستعيدوا الأمل في البلاد، وذكر في هذا الصدد، أن جبهة المستقبل تعتبر أن العدو الوحيد هو التخلف و البطالة والاقتصاد الهش. مركزا كذلك على أن لا مشكل لحزبه مع الأحزاب المعارضة التي دعاها لتغليب لغة الحوار وفتح النقاش حول الدستور مع الجميع واحترام الآراء وإيجاد أرضية مشتركة للتعايش في ظل هذه القوانين، ومن هنا مثلما أشار رئيس حزب المستقبل، يتم بناء الاستقرار السياسي للبلاد الذي يتفق عليه الجميع.
وأضاف المتحدث أن هذا الدستور المعروض للاستفتاء يمكن أن يتضمن نقائص ولكن هذا لا يعني العزوف عن الذهاب للتصويت وأن نترك البعض يقرر مصيرنا فالدستور يعني الجميع، وهو الأرضية الأساسية لبناء الدولة، مبرزا في ذات السياق، أن هناك أمور إيجابية كثيرة في هذا الدستور حفزت حزبه للدعوة بالتصويت بنعم، وأنه ليس من هؤلاء الذين يعارضون من أجل المعارضة أو من أجل تكسير مسار شعب أو أمة، وفي الوقت نفسه أيضا مثلما أوضح بلعيد، فإن حزبه ليس بوقا للنظام بل يتحدث بوعي وذكاء، حيث يحاسب المسؤول عن أخطائه ويثمن إيجابياته.
وقال عبد العزيز بلعيد أن الدستور هو الذي ينظم حياتنا وقوانين الدولة، وعلى المواطن أن يذهب يوم الفاتح نوفمبر للانتخاب لحماية البلاد، مشيرا أنه على كل مواطن واعي أن يتخذ موقفا إزاء وثيقة الدستور وأن يصوت سواء بنعم أو بلا ولكن يجب أن يكون للجزائري موقف يعبر من خلاله عن آرائه ومطالبه ويتحمل مسؤوليته منتقدا من أسماهم ماسكي العصا من الوسط الذين يستعملون الحيلة، لأن سكوت ولامبالاة الجزائريين عما جرى في البلاد خلال العشرين سنة الماضية، فتح الباب أمام مجموعة عبثت بكل شيء، الأموال والخيرات وحتى المبادئ والقيم، وأفاد في ختام كلمته أن القوانين العضوية لاحقا من شأنها سد الثغرات التي يتضمنها الدستور الحالي المعروض للإستفتاء، وعلى الجميع أن يجعل منه قضيته ولا يتقاعس عن التصويت. بن ودان خيرة