قال أمس، الطيب زيتوني الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أن مشروع تعديل الدستور، فصل في قضية الهوية، ومن ذلك إبعاد المدرسة وتحصينها من الصراعات والتلاعبات الإيديولوجية، وغلق باب المناورات لمن وصفهم بالأقليات المصلحية المتاجرة بثوابت الأمة.
وتساءل الأمين العام لحزب الأرندي، في تجمع شعبي نظم بدار الثقافة محمد بوضياف، عن الجدوى من التركيز على نقاش الهوية الذي فصل فيه مشروع تعديل الدستور لتحقيق التوافق والحفاظ على ثوابت الأمة، وعلى النقيض من ذلك قال لماذا لا يدور نقاش شامل وحقيقي حول مختلف القضايا والمواد، وبالأخص قضايا الاقتصاد والتنمية لتحقيق مسعى الرقي بالبلاد إلى قوة اقتصادية.
و عقب زيتوني حول توجهات حزبه، قائلا أنه لا يدعي التواجد في الصفوف الأولى للحراك، لكن ذلك لا ينفي مشاركة أغلبية المناضلين وقادة الحزب في إنجاحه، مضيفا أن من المناضلين من كان يعارض السياسة العامة للحزب قبل الحراك، ويعبر عنها بقناعة، خاصة ما تعلق منها بقضايا خوصصة المؤسسات وإقحام المدرسة في الصراعات السياسية والإيديولوجية، كما كانت لهم قناعات واضحة وصريحة، ضد من يتاجرون بالإسلام والهوية.
ودعا منشط التجمع، إلى المشاركة بقوة في الاستفتاء المنتظر يوم الفاتح من نوفمبر، للإدلاء والتعبير عن أصواتهم بالموافقة، بدل المقاطعة التي لن تأتي حسبه بالجديد، مضيفا بالقول: «لماذا ينادي البعض بتوجهات يريدون من خلالها دستور أقليات و تأسيسيات على مقاسهم و هم لا يمثلون أغلبية الشعب الجزائري»، داعيا إلى التصويت على دستور الأغلبية، مضيفا أنه لا يشكك في وطنية أي شخص، وأن حزبه يروج للرأي السياسي ولا يخون الأخرين، أوينقص من قيمة أرائهم، لكن وجب، كما قال، التعامل بحذر مع من يروجون بحسبه لفكرة المراحل الانتقالية والمجالس التأسيسية، التي تقودها كما أضاف الأقليات الفكرية والعقائدية، كونها لم تجد موقعا للتفرقة بين الجزائريين المؤمنين بمبادئ أن الشعب الجزائري، مسلم عربي وأمازيغي متمسك بوحدة وطنه واستقراره وضد نوايا التقسيم، ما يدفعهم، مثل ما أكد، إلى المطالبة بالمجالس التأسيسية لتحقيق مصالح و تنازلات ومحاولة الوصول إلى السلطة والنفوذ عن طريق التعيين.
و أشار في هذا السياق، إلى أن الدستور ضمن توافق الأمة و زادها صونا وحصن المدرسة الجزائرية من التلاعبات الإيديولوجية، وفصل في قضية الهوية الوطنية، بأن الإسلام دين الدولة مع ضمان حرية المعتقد في إطار قوانين الجمهورية.
من جانب آخر، قال الطيب زيتوني، في تعليقه أن الجيش قوي و يمثل قوة إقليمية بالمنطقة، يستمدها من تاريخه و تكوينه، كونه سليل جيش التحرير الوطني و يستمد قوته من أعماق الشعب الحزائري، وله دور ريادي في ثورة التحرير و في معركة الاستقلال، أين بقي بالمرصاد لجميع المحاولات التي كانت تهدف إلى زعزعة استقرار الوطن، مضيفا أنه ساهم بدوره في مرحلة بناء الدولة الجزائرية، وأعطى أروع الأمثلة كما قال في مسايرته للحراك والاستجابة لمطالب الشعب بدعمها وتحقيق أهم المطالب التي نادى بها في إطار الدستور، مبديا موقف حزبه من التعديلات التي تسمح له بالمشاركة في حفظ السلام العالمي.
وأشار زيتوني إلى أن المشروع حدد بصفة نهائية عقيدة الجيش، إذا ما تطلب الأمر التدخل للحفاظ على السلم بالعالم، ووضع شروطا لذلك من بينها موافقة الأغلبية البرلمانية ووفقا للدستور والمنظمات العالمية وفي إطار احترام مبادئ الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مضيفا أن الجيش الجزائري، كان لزاما عليه مسايرة التحولات التي يشهدها العالم، وتوفير الحماية القانونية التي تسمح بتعزيز السلم والأمن العالميين، ومن ذلك حماية الحدود المشتعلة مع دول الجوار، مختتما أن «سياستنا الأمنية هي معتقد لبناء سياستنا الخارجية».
ع/ بوعبدالله