يواصل معدل الإصابات بفيروس كورونا في الجزائر ارتفاعه بشكل مقلق في الأيام الأخيرة، ومع اقتراب عدد المصابين من 57 ألف حالة، يشدد الخبراء على ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية لمنع انتشار الوباء ما قد يدفع السلطات إلى فرض تدابير تقييدية على المناطق الموبوءة في ظل المخاوف من احتمال تعرض الجزائر لموجة ثانية هذا الخريف.
أكد بقاط بركاني، عضو اللجنة العلمية لمتابعة تفشي وباء كورونا، أمس، أن على المستشفيات الاستعداد لاستقبال المرضى من جديد في حال استمرار ارتفاع عدد الإصابات. وقال بركاني في تصريح له على القناة الإذاعية الأولى أن المستشفيات يجب أن تستعد لاستقبال المرضى من جديد في حال ارتفاع عدد الإصابات أكثر، مؤكدا أن الأطباء أصابهم إرهاق بعد 9 أشهر من العمل المستمر.
ولم يستبعد بركاني العودة إلى فرض حجر صحي في المناطق التي تشكل بؤرا ، مؤكدا أن التقدير يعود للمسؤولين المحليين على مستوى الولايات والدوائر، «لا سيما وأن الفيروس أصبح ينتشر بطريقة اجتماعية حيث أصبحت الاجتماعات الأسرية أهم أسباب الإصابات». وفي هذا السياق دعا الدكتور المواطنين إلى ترك عادة التجمعات العائلية بمناسبة الاحتفال بذكرى مولد النبي الكريم بالنظر للخطر الصحي الناجم عن التجمعات، ووجه في هذا الخصوص نداءً لكل الجزائريين والجزائريات قائلا»نحن في ظروف خاصة تستوجب التخلي عن الاجتماعات لأنها ستكون بؤرا جديدة للفيروس» .
وقد أطلقت الحكومة تحذيرات مشددة من التراخي العام الملاحظ في البلاد، بشأن عدم التقيد بالتدابير الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، وإمكانية حدوث موجة ثانية للوباء في البلاد. وهي المخاوف التي عبر عنها وزير الصحة، عبد الرحمن بن بوزيد، إذ قال إنه يلاحظ وجود « تراخ عام في التقيد بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا»، ولم يستبعد العودة إلى تشديد التدابير الوقائية في حال ارتفاع عدد الإصابات. وقد سجلت مختلف وحدات مكافحة فيروس “كوفيد 19” عبر مستشفيات الجزائر العاصمة إلى العمل من جديد بعد توقف العديد منها وتطهيرها على اعتبار أن الفيروس قد تلاشى ليعود من جديد مع مطلع أكتوبر الحالي. وقال سليم بن خدة رئيس مصلحة أمراض القلب، في المستشفى الجامعي مصطفى باشا، إن جميع مستشفيات العاصمة قد امتلأت بالمصابين بفيروس كورونا، ودعا في منشور على صفحته في فيسبوك الجميع إلى الحذر والتخلي عن حالة الإستهتار التي شهدتها البلاد في الأيام القلية الماضية.
وقد سارعت مديريات الصحة بالولايات التي عرفت ارتفاعا في عدد المصابين إلى إعادة فتح المصالح المخصصة لمكافحة فيروس كورونا، وتجهيز عديد المستشفيات بأسرة للإنعاش، على غرار مستشفى حي النجمة بوهران الذي تقدر طاقة استيعابه بـ 245 سريرًا والمخصص للتكفل بحالات الإصابة بكوفيد- 19، والذي تم تجهيزه بـ14 سريرًا للعناية المركزة.وقالت مصادر صحية، أن «التحقيقات الوبائية كشفت عن أن الإدارات و بعض أنواع وسائل النقل العمومي هي المصادر الرئيسية للعدوى»، مشددا في ذات الشأن على أهمية توخي المواطنين للحيطة والحذر و الاستمرار في تطبيق التعليمات و الإجراءات الوقائية.
من جانبه حذر رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى بوفاريك بالبليدة، محمد يوسفي، من عودة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، حيث إن المصالح المستقبلة لحالات الإصابة بكورونا قد امتلأت بنسبة 100 بالمائة، مذكرا بأنه منذ أسبوعين فقط تم تسجيل تراجع في عدد الإصابات بكورونا بحوالي 70 بالمائة حيث لم تكن سوى 30 بالمائة من الأسرة مشغولة.
وبهذا الخصوص، دعا الدكتور بن ثامر إلى احترام الإجراءات الوقائية، مشيرا إلى أن تهاون البعض أدى إلى عودة ارتفاع الإصابات. كما نبه إلى أهمية التأقلم مع الفيروس لأنه باق على الأقل إلى غاية ظهور اللقاح. مضيفا إن نظام الطوارئ لا يزال معلنا عبر كافة المؤسسات الصحية والمراكز الاستشفائية التي خصصت للتكفل بمرضى كورونا، محذرا من موجة ثانية لانتشار فيروس كورونا.
ع سمير