لم يفوّت سكان ولاية بسكرة أمس فرصة المشاركة في عملية الاستفتاء حول تعديل الدستور رغم الظرف الاستثنائي في ظل انتشار جائحة كورونا، وارتفعت نسب المشاركة بشكل تدريجي، رغم تفاوتها من بلدية لأخرى، إذ حافظت بلديات عين الناقة، الحوش، لوطاية، ليوة، على ريادتها المعتادة في مثل هذه المواعيد.
وعرفت الأرقام المعلن عنها من قبل المندوبية الولائية للسلطة المستقلة للانتخابات بالولاية منحى تصاعديا خلال عملية الاقتراع بداية من منتصف النهار عبر معظم مراكز التصويت بالولاية المقدرة بـ279 مركزا و1247 مكتبا و هيئة ناخبة بـ 510 آلاف و 289 ناخبا، بعد أن كانت البداية محتشمة نوعا ما و هو ما أكدته النسب المسجلة، التي بلغت 5.59 في المائة عند حدود الساعة 11 صباحا، لترتفع بشكل تدريجي مع مرور الوقت لتصل إلى 11.25 في المائة عند الثانية زوالا وسجلت أعلى نسبة على مستوى بلدية عين الناقة بالجهة الشرقية للولاية بـ14 في المئة مقارنة بباقي البلديات .
فيما وصل مؤشر الارتفاع، إلى 16.98 في المائة عند الخامسة مساء ، ووصلت النسبة عند السابعة مساء إلى 21.12 ، نتيجة لارتفاع معدل الإقبال على مراكز التصويت، بالنظر إلى طبيعة المنطقة خاصة بالجهتين الغربية و الشرقية من الولاية وتزامن ذلك مع مرحلة جني التمور، حيث فضل سكانها أداء واجبهم الوطني في الفترة المسائية بعد تفرغهم من العمل وعودتهم من المزارع والمستثمرات الفلاحية، فيما شكل مركز لبشاش بمدينة بسكرة ومراكز بلدية رأس الميعاد التي تبعد عن عاصمة الولاية بأكثر من 200 كلم الاستثناء حيث سجلت طوابير طويلة من المواطنين أمام مراكز التصويت منذ الساعة الأولى لانطلاق العملية الانتخابية.
و عرفت أغلب المراكز الخاصة بالنساء إقبالا ضعيفا في الفترة الصباحية قبل أن تتضاعف أعدادهن بعد الظهيرة، حيث سجلت طوابير أمام مكاتب التصويت لأداء واجبهن في أجواء احتفالية مميزة وهو ما وقفنا عليه بمركز بن خرف الله ببلدية سيدي عقبة وحبة عبد المجيد بعاصمة الولاية، و في حديث بعضهن للنصر أكدن على أنهن فضلن أداء واجبهن الاستفتائي في هذه المحطة الهامة في تاريخ البلاد من أجل المساهمة في تحديد معالم جزائر جديدة وبناء دولة عصرية وقوية تفتخر بها الأجيال القادمة.
وساهمت الحركة الذؤوبة للمنتخبين وتزايد الإقبال عبر معظم المراكز الانتخابية ومكاتب التصويت على مستوى 33 بلدية بعد الساعة الرابعة مساء مثلما جرت عليه العادة في مواعيد انتخابية سابقة في ارتفاع نسبة المشاركة، خاصة بالبلديات التي اعتادت صنع الحدث في مواعيد انتخابية سابقة، على غرار بلديات عين الناقة، الحوش، لوطاية، ليوة، بعد أن سجلوا نسبة مشاركة كبيرة منذ الساعات الأولى للعملية وفي جميع المراكز محافظين بذلك على الريادة في المشاركة القياسية أثناء جميع المواعيد الانتخابية.
و بمنطقة أولاد جلال ثاني أكبر وعاء انتخابي بالولاية، تميزت نسبة المشاركة بأغلب المراكز بارتفاع محسوس من ساعة لأخرى نتيجة للتوافد بأعداد معتبرة لتفضيل المنتخبين للفترة المسائية من أجل أداء واجبهم الاستفتائي، فيما صنع سكان بلدية البسباس ذات الطابع الرعوي الاستثناء حيث عرفت جميع المراكز توافدا كبيرا منذ الساعات الأولى للعملية بما في ذلك العنصر النسوي خلافا للمواعيد السابقة.
يذكر أن العملية الاستفتائية سارت في أحسن الظروف حيث لم يتم تسجيل أي تجاوزات من شأنها الإخلال بالعملية، بعد تجنيد نحو 10 ألاف مؤطر لضمان السير الحسن للعملية في ظل توفير كل الشروط لإجراء عملية التصويت لتمكين الجميع من أداء واجبهم الاستفتائي والتعبير بأصواتهم، بعد أن سخرت للعملية كافة الإمكانيات البشرية والمادية لضمان سير هذا الاستحقاق في أحسن الظروف، سيما من الجانب الصحي حيث وفرت فرق صحية وبرتوكول صحي لضمان التغطية الصحية اللازمة للناخبين و المؤطرين على حد سواء لحمايتهم من خطر الإصابة بفيروس كورونا كوفيد19.
ع/ بوسنة