خرج سكان ولاية قالمة، في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد، للإدلاء بأصواتهم و قول كلمتهم في مشروع الدستور الجديد المطروح للاستفتاء الشعبي الحر، المؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ الجزائر التي اختارت هذا التاريخ الرمزي لتجديد العهد مع الشهداء في عيد الثورة المباركة.
و كانت المناطق الجبلية في الموعد، بتوجه الناخبين مبكرا إلى مراكز التصويت، حيث عرفت نسب المشاركة ارتفاعا متواصلا بين الحادية عشرة صباحا و الثالثة مساء و انتقلت من 10 بالمئة إلى نحو 20 بالمائة في أغلب البلديات الريفية التي تتطلع إلى مستقبل جديد، بعد أن حققت مكاسب هامة في السنوات الأخيرة مثل تعبيد الطرقات و الربط بشبكات الغاز الطبيعي و الكهرباء.
و في حدود الثالثة مساء، تجاوزت نسبة المشاركة ببلدية وادي فراغة الواقعة شرقي قالمة 26 بالمائة و شارك أكثر من 20 بالمائة من الناخبين المسجلين ببلدية رأس العقبة غربي قالمة و 17 بالمائة تقريبا ببلدية عين العربي المعروفة بطابعها الرعوي و زراعة القمح.
و على خلاف البلديات الريفية النائية التي كانت في الموعد و استجابت لنداء المشاركة بقوة، فإن الإقبال بالمدن الكبرى كان متواضعا في الفترة الصباحية و قبل منتصف النهار، لم تتجاوز نسبة المشاركة 5 بالمائة ببلديات قالمة، وادي الزناتي و حمام دباغ، المدينة السياحية التي ظلت وفية للمواعيد الانتخابية السابقة، لكنها بدت مترددة هذه المرة بسبب الخوف من وباء كورنا الذي بدأ يوقع بضحاياه في الأيام الأخيرة بعد انفراج و تراجع دام عدة أشهر.
في حين كان مركز 18 فيفري رجال بالمدينة شبه فارغ عندما دخلناه في حدود العاشرة صباحا و كان كبار السن هم أول من بدأ التصويت بهذا المركز الهام، في حين كان حضور الشباب محتشما على غير العادة.
و بمركز فاطمة الزهراء رقي، أحد أكبر المراكز المختلطة بمدينة قالمة، كان المواطنون والمواطنات يدلون بأصواتهم في هدوء و تباعد و احترام كبير للبروتوكول الصحي الذي وضعته اللجنة الوطنية خصيصا لهذا الموعد الانتخابي الهام.
و حسب منسق السلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات بولاية قالمة، السيد حميد حملاوي، فإن نسبة المشاركة العامة بولاية قالمة، انتقلت من 5.58 بالمائة على الساعة الحادية عشرة صباحا، إلى 12.41 بالمائة في حدود الثالثة مساء.
و قد عرف تعداد الهيئة الانتخابية بولاية قالمة، انخفاضا مقارنة بالهيئة المسجلة في الانتخابات الرئاسية شهر ديسمبر 2019، حيث فاق عدد المشطوبين بسبب الوفاة و تغيير الإقامة، عدد المسجلين الجدد خلال فترة المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية.
و قال حميد حملاوي للنصر، بأن الهيئة الناخبة بولاية قالمة، تقدر بنحو 379 ألفا و 723 ناخبا و ناخبة موزعين على 226 مركز اقتراع و أكثر من 1050 مكتبا عبر 34 بلدية تشكل إقليم الولاية.
و أشاد المتحدث باحترام الناخبين للإجراءات الوقائية المتخذة لحماية الناخبين من عدوى وباء كورونا و قال فريق الحماية المدنية العامل بمركز فاطمة الزهراء رقي بمدينة قالمة للنصر، بأنه لو كانت إجراءات الوقاية من الوباء خلال الأشهر الماضية كما هي عليه اليوم، لانتهى الوباء تماما بالجزائر و أصبح من الماضي.
أما عند مدخل كل مركز اقتراع، فيخضع الناخبون للمراقبة و لا يسمح لهم بالدخول دون أقنعة واقية و تسلم لهم الكمامات الصحية قبل التوجه إلى مكاتب التصويت، أين يقدم لهم معقم الأيدي لتفادي أي إخلال بشروط الوقاية.
و في حدود الرابعة مساء، بدأت نسب المشاركة تتزايد بولاية قالمة و تجاوزت 20 بالمائة بأغلب البلديات.
فريد.غ