اعتبر وزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، أن تصريحات الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بخصوص الوضع الأمني بالجزائر، «جاءت في غير محلها وهي غير مرحَب بها»، وذلك في أول رد فعل رسمي حيال التصريحات المستفزة التي أطلقها ساركوزي أثناء زيارة قام بها إلى تونس. وأضاف لعمامرة قائلا «إنه أمر مشروع أن نطرح، بهذا الخصوص سؤالا يتعلق بما إذا كانت الأفكار الاستعمارية بصدد العودة من جديد، بعد أن أقصاها التاريخ تماما، وذلك عبر مواقف عقيمة تستهدف التلاعب بالجغرافيا».
في أول رد فعل جزائري رسمي على تصريحات الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، المسيئة للجزائر التي توعدت بالفوضى و الخراب، قال وزير الدولة، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، إن «هذه الخرجة غير مقبولة تماما». وأضاف الوزير رمطان لعمامرة في تصريحات للصحفيين في باريس على هامش لقائه بنظيره الفرنسي لوران فابيوس، «من المشروع أن نسأل اليوم حول ما إذا كانت هذه المحاولات العقيمة من خلال اللعب على وتر الحدود الجغرافية، تجديد للفكر الكولونيالي». في إشارة إلى استمرار «العقلية الاستعمارية» في جزء من الطبقة السياسية الفرنسية.
وأكد لعمامرة، أنه تناول موضوع تصريحات ساركوزي، خلال لقائه بنظيره الفرنسي لوران فابيوس. خاصة وان تصريحات الرئيس الفرنسي السابق تجاوز حدود الدبلوماسية، وربطها بعض السياسيين بسعي اليمين الفرنسي لضرب العلاقات بين الجزائر وتونس، لا سيما وان ساركوزي اختار تونس واللقاء الذي جمعه مع قيادات الحزب الحاكم، ليتحدث عن موقع تونس بين الجزائر وليبيا، قبل أن يتساءل عن مستقبل الجزائر، وضرورة معالجته في إطار الاتحاد من أجل المتوسط.
وأثارت تصريحات ساركوزي، بخصوص الجزائر انتقادات واسعة من قبل سياسيين وإعلاميين تونسيين وجزائريين. وندد الاتحاد العام للعمال الجزائريين، بالتصريحات غير اللائقة وغير المقبولة للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بشأن الجزائر. وجاء في بيان للاتحاد «إن رئيس حزب سياسي فرنسي تجرأ خلال زيارة له إلى تونس على مهاجمة بلدنا بعبارات غير لائقة وغير مقبولة جاءت من رئيس سابق للجمهورية»، واصفا هذه التصريحات بأنها غير مقبولة ومرفوضة من النقابيين والعمال الجزائريين. وأضاف البيان أن «هذه التصريحات تعد تدخلا في شؤون الجزائر وتعيد إلى الأذهان فترة دفع خلالها الجزائر ثمنا غاليا من أجل نيل استقلاله واسترجاع سيادته».
كما اتهم حزب الحرية والعدالة، الرئيس الفرنسي السابقة بمحاولة “زرع الشك في العلاقات الجزائرية التونسية بتحميل الجزائر مسؤولية معاناة أشقائنا لا لشيء إلا لأنها تقع على حدودهم”. وقال الحزب في بيان له، أن موقف زعيم اليمين الفرنسي ينطوي على “حثّ أوروبا على التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر، بتهديدها بالعواقب المحتملة التي قد تنجم عن تطور أوضاعها الداخلية سلبا. ومن ثمّ، ثني المستثمرين الأجانب عن تعاملهم مع بلادنا في الوقت الذي تواجه فيه تراجعا كبيرا في دخلها الوطني من المحروقات، وتسعى للتخفيف من حدة ذلك على معيشة سكانها ووتيرة التنمية”.
وفي الجارة الشرقية، انتقدت حركة النهضة التونسية، تصريح الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، عن الجزائر، قائلة إنه «حمل إساءة لجيراننا الجزائر، وأنها فوجئت بالتصريح الذي وقع إطلاقه من تونس».
وقالت الحركة، في بيان لها الخميس، إنه «ليس من عادات تونس ولا من مصلحتها أن تكون أرضًا للتدخل في شؤون الآخرين». وأكد البيان على «عمق العلاقات الأخوية وشرف الترابط التاريخي والجغرافي بين البلدين الشقيقين تونس والجزائر والشراكة الإستراتيجية بينهما». وعبّرت الحركة عن ترحيبها بأصدقاء تونس وزائريها ودعوتها إلى تعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم المصالح المشتركة.
أنيس نواري