أعلنت شركة النقل بالسكك الحديدية أمس عن استئناف حركة نقل المسافرين بصفة تدريجية ابتداء من اليوم الأحد، بإعطاء إشارة انطلاق الرحلات ما بين المدن أي الضواحي لنقل المسافرين، وكذا رحلات نقل الطلبة الجامعيين، ليتم غدا الاثنين استئناف نشاط القطارات الجهوية والخطوط كبرى في ظل الاحترام الصارم للبروتوكول الصحي.
عقدت المديرية العامة لشركة النقل بالسكك الحديدية اجتماعا طارئا أمس، خصص لضبط الإجراءات الكفيلة بضمان انطلاق آمن لحركة النقل عبر القطارات بعد توقف دام عدة أشهر ابتداء من اليوم الأحد، وذلك تنفيذا لقرار الوزير الأول المتعلق بالاستئناف التدريجي والمراقب لحركة النقل بين الولايات بالقطار، المندرج ضمن الإجراءات الخاصة بتخفيف تدابير الحجر الصحي، والسماح بالعودة التدريجية إلى الحياة العادية تبعا لتحسن الوضعية الوبائية الخاصة المرتبطة بفيروس كورونا.
وتبعا لقرار المؤسسة، ستشهد اليوم محطات النقل عبر السكك الحديدية المعنية بضمان حركة نقل المسافرين ما بين الضواحي استئناف أولى الرحلات بداية من الساعة السادسة صباحا وإلى غاية الساعة السادسة مساء، ويتعلق الأمر حسب بيان للمؤسسة تحوز «النصر» على نسخة منه، بالخطوط الرابطة ما بين الجزائر العاصمة وولايات بومرداس وتيزي وزو والبليدة وتيبازة، التي حددت لها المؤسسة عدد الرحلات اليومية بحسب مستوى الطلب عليها.
كما سيتم ابتداء من اليوم أيضا استئناف نشاط نقل الطلبة عبر خطوط السكك الحديدية الرابطة ما بين خميس مليانة والشلف عن طريق تنظيم رحلة ذهاب وإياب يوميا، إلى جانب الخط الرابط ما بين عنابة وسيدي عمار الذي سيضمن 12 رحلة يوميا ذهابا وإيابا، وكذا الخط الرابط ما بين عاصمة ولاية باتنة وعين توتة وفسديس، الذي سيضمن بدوره 6 رحلات يومية ذهابا وإيابا.
وفيما يخص القطارات الجهوية والكبرى، فإن استئناف نشاطها سيكون غدا الاثنين، باستثناء القطارات المزودة بالأسرة، على أن يتم اليوم الكشف عن برامج الرحلات التي ستتم في إطار البروتوكول الصحي الصارم الذي ضبطته المؤسسة بداية شهر ديسمبر الماضي، استعدادا للعودة التدريجية لنشاطات النقل عبر القطارات.
ويتزامن استئناف حركة القطارات بعد توقف دام حوالي عشرة أشهر مع عودة الطلبة الجامعيين إلى مقاعد الدراسة منتصف شهر ديسمبر المنصرم، إذ تساهم شبكة النقل بالسكك الحديدية بنسبة هامة في ضمان النقل الجامعي، لا سيما بالنسبة للمراكز الجامعية التي تقع خارج مراكز المدن، كما تدعم هذه الشبكة بشكل فعال الطاقات الاستيعابية لحافلات نقل الطلبة، التي استأنفت هي الأخرى نشاطها في إطار التدابير الاحترازية.
ومن شأن قرار الوزارة الأولى أن يساهم في رفع العناء عن المئات من العمال والموظفين الذين يستعملون القطار يوميا للوصول إلى مقر العمل، خصوصا وأن جل المناطق الصناعية، على غرار المنطقتين الصناعيتين للرويبة والرغاية بالعاصمة تم ربطها بمحطات النقل عبر السكك الحديدية، لتخفيف الضغط عن الطرقات خاصة في أوقات الذروة.
وكانت مؤسسة النقل عبر السكك الحديدية قد أفرجت عن البروتوكول الصحي الذي سيدخل حيز التنفيذ اليوم، والمتضمن تخفيض عدد المسافرين في الرحلة الواحدة إلى حوالي النصف، ضمانا لمسافة التباعد الجسدي ما بين المسافرين، ليتراجع عدد المسافرين داخل القطار إلى 600 مسافر فقط بدل 1500 مسافر، فضلا عن تعقيم القطار بعد كل رحلة، في حين سيتم تعقيم المحطات مرتين في اليوم، وفرض ارتداء الكمامة.
ومن المنتظر أيضا أن تساهم عودة حركة القطارات في الحد من انتشار الناقلين غير الشرعيين الذين استغلوا ظروف الجائحة وإجراءات الحجر الصحي التي قلصت مستوى العديد من الأنشطة، في تحقيق مداخيل وأرباح على حساب الموظفين والعمال البسطاء، الذين واجهوا صعوبات كبيرة في الوصول إلى مقر العمل جراء نقص وسائل النقل، من ضمنهم من اضطروا للمبيت بالمؤسسة التي يشتغلون بها خلال أيام العمل، بسبب عجزهم عن تأمين مصاريف النقل التي كان يحددها الناقلون غير الشرعيين.
لطيفة بلحاج