لم تمنع التقلبات الجوية التي تشهدها هذه الأيام عديد الولايات، وتساقط الثلوج على المناطق الجبلية والداخلية الاستمرار العادي للدروس، والتحاق التلاميذ بالأقسام في الموعد، وذلك بفضل تحسن ظروف النقل المدرسي، وربط المؤسسات التعليمية بالغاز الطبيعي لضمان التدفئة خلال موسم البرد.
أكد رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة في تصريح «للنصر» تسجيل تحسن ملحوظ في ظروف النقل المدرسي خلال هذا الموسم، بفضل تسخير عدد إضافي من الحافلات لفائدة التلاميذ القاطنين بالمناطق البعيدة والنائية، مما قضى نسبيا على ظاهرة الانقطاع عن الدراسة لأيام بسبب سوء الأحوال الجوية وتدهور حالة الطرقات، قائلا إن سنة 2020 شهدت تخصيص عدد هام من حافلات النقل المدرسي لحساب البلديات الواقعة بمناطق الظل، التي كانت تتفاقم مشاكلها خلال فصل الشتاء.
وأضاف عمورة الذي يعد أيضا عضوا منتخبا ببلدية أكفادو بولاية بجاية، بأنه خلافا لمواسم سابقة لم تسجل نقابته شكاوى من قبل الأولياء أو الأساتذة تتعلق بصعوبة الالتحاق بالمؤسسات التعليمية أثناء تساقط الأمطار والثلوج بسبب قلة النقل المدرسي، أو انعدام التدفئة بالأقسام، ويعود الفضل في ذلك إلى جهود الدولة لرفع الغبن عن مناطق الظل، عبر ربطها بشبكات توزيع الغاز، وتزويدها بالمركبات المخصصة للنقل المدرسي.
كما أشاد المتحدث بمبادرات جمعيات أولياء التلاميذ من خلال التكفل بمصاريف ربط مؤسسات تعليمية بالغاز الطبيعي، تحسبا لفصل الشتاء الذي يتطلب توفير التدفئة والوجبات الساخنة لتحفيز التلاميذ على الدراسة والمثابرة وتحقيق نتائج مرضية، وللقضاء على العوامل المسببة للتسرب المدرسي، من بينها انعدام النقل المدرسي والتدفئة والإطعام، لا سيما بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة بسبب صغر سنهم.
وأكد بوعلام عمورة رضاه على الوعي الذي أظهره الأولياء، من خلال دعم البلديات العاجزة في التكفل بمطالب المدارس الابتدائية، وللمساهمة في ضمان السير العادي للموسم الدراسي رغم ظروف الجائحة، كما عبر عن ارتياحه للاندماج التام للتلاميذ مع النظام التعليمي الاستثنائي، قائلا إن التأقلم يظهر أكثر لدى أقسام الامتحانات الذين استقبلوا السنة الدراسية بحماسة وإرادة لتحقيق النجاح والتفوق.
واقترح المصدر من منطلق منصبه كعضو منتخب ببلدية أكفادو على الأميار التحلي بروح المبادرة، واستغلال الوسائل المتوفرة لتحسين ظروف التلاميذ على مستوى المناطق الداخلية، وذكر على سبيل المثال ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية لفك العزلة عن المؤسسات التي تقع في المناطق المعروفة بتساقط الثلوج، والإسراع لفتح المنافذ المؤدية إليها في ساعات مبكرة قبل وصول التلاميذ، بدل انتظار تراكم الثلوج أمام مداخل المدارس للشروع في تحريك الكاسحات وإخراجها من حظائر البلديات.
وأفاد من جهته الناطق باسم مجلس ثانويات الجزائر زبير روينة بأن الدراسة لم تتوقف منذ انطلاق الموسم، وحتى خلال التقلبات الجوية الأخيرة التي تعرفها عديد المناطق، رغم بعض النقائص المسجلة على مستوى عدد من المؤسسات التعليمية بسبب تأخر مديريها عن إتمام أشغال الصيانة خلال العطلة الصيفية، فضلا عن العجز التي تعانيه البلديات الواقعة بمناطق الظل، التي خصتها الحكومة بجملة من الإجراءات لتحسين ظروف معيشة المواطنين.
وأضاف زبير روينة بأن توفر النقل المدرسي بمناطق الظل، رغم النقائص التي ما تزال مطروحة خفف المعاناة عن التلاميذ، ساعد على استمرار الدراسة في ظل التقلبات المناخية التي كانت أكثر شدة على المناطق الجبلية والداخلية، جراء تساقط الثلوج والانخفاض المحسوس في درجات الحرارة، وبحسبه فإن النقائص موجودة أيضا بالمؤسسات الواقعة بالمدن الكبرى، خاصة ما تعلق بمشكل التدفئة بسب تقاعس مسؤوليها عن إتمام عمليات الصيانة الدورية في الموعد، سواء ما تعلق بإصلاح أجهزة التدفئة أو ترقيع الجدران والأسقف.
وأكد المصدر على أهمية ضمان التدفئة خلال هذا الموسم، بسبب الوضعية الوبائية التي تفرض على الأستاذ الإبقاء على جزء من نوافذ قاعات التدريس مفتوحة من أجل التهوية، كما أفاد من جانبه صادق دزيري رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بأن نقابته لم يبلغها لحد الآن أصداء سلبية بخصوص سير الدروس في ظل الظروف المناخية التي تعرفها كثير من الولايات، بفضل التحسن النسبي في النقل المدرسي، لكنه دعا إلى بذل مزيد من الجهود للتكفل التام بمناطق الظل. لطيفة بلحاج
