تشرف مصالح الأوبئة والوقاية التابعة لقطاع الصحة على إنهاء التحضيرات لإطلاق حملة التلقيح ضد كوفيد 19 التي ستتم على مرحلتين، بحقن المعنيين بجرعة أولى ثم الثانية بعد 21 يوما، و يجري حاليا تدعيم هذه المصالح بأسرة لاستقبال ومتابعة الفئات التي ستشملها العملية من طرف طبيب مختص، مع وضع خط هاتفي للاتصال بالمصلحة في حال المضاعفات.
كشف البروفيسور رشيد بلحاج في تصريح خص به «النصر» عن خارطة الطريق المعتمدة من طرف وزارة الصحة لإنجاح حملة التلقيح ضد فيروس كورونا المزمع انطلاقها قريبا، وتتمثل في جملة الاستعدادات المادية والبشرية التي جندها القطاع لاستقبال والتكفل بالشرائح التي ستكون لها الأولوية في التلقيح، والمتمثلة في السلك الطبي وشبه الطبي والمرضى المزمنين والمسنين والأسلاك النظامية.
وستجري الحملة على مستوى مصالح الأوبئة والوقاية التابعة لقطاع الصحة، التي شرعت مؤخرا في تحضير الفضاءات والأماكن لاستقبال من سيستفيدون من اللقاح ضد كوفيد 19، الذين سيتم إخضاعهم لرقابة طبية مستمرة من طرف طبيب مختص، مع ربطهم بالمصلحة المختصة بالتلقيح عن طريق خط هاتفي للاتصال فور الشعور بمضاعفات أو آثار جانبية غير مرضية، وعلما أن ذات المصالح تم تدعيمها بالوسائل التقنية وأجهزة التبريد للحفاظ على صلاحية اللقاح.
وستجري حملة التلقيح على مرحلتين، بحقن الشخص بجرعة أولى ثم الثانية بعد 21 يوما، وخلافا للقاح المضاد للزكام الموسمي سيتم توثيق التلقيح الخاص بفيروس كورونا، بمنح المعنيين بعد إتمام المرحلة الثانية وثيقة تؤكد الاستفادة من اللقاح، وعلى إثرها يمكنهم الحصول على المتابعة الطبية بذات المصالح.
وتم إدراج إلى جانب المرضى المزمنين، المصابين بالأمراض التنفسية كالربو، والذين يعانون من السمنة ضمن الفئات التي ستحصل على اللقاح، بعد أن أثبتت المعطيات الميدانية بأن نسبة هامة من الوفيات جراء الإصابة بالوباء كانت من الذين يعانون من الوزن الزائد والمشاكل التنفسية، لذلك تم تصنيفهم ضمن الشرائح المعرضة للخطر.
تخفيض عدد الأسرة المخصصة للمصابين بكورونا والعودة إلى العمليات الجراحية
وبالموازاة مع هذه التدابير، تم على مستوى المؤسسات الاستشفائية الجامعية تخفيض عدد الأسرة المخصصة لاستقبال المصابين بكوفيد 19، عقب استقرار الوضعية الوبائية وتراجع عدد الإصابات الجديدة المسجلة يوميا، ووفق ما كشف عنه البروفيسور رشيد بلحاج فإن كل المستشفيات الجامعية دون استثناء، لجأت إلى تقليص عدد الأسرة التي وضعت لاستقبال المتضررين من فيروس كورونا، إلى 10 أسرة فقط على مستوى كل مصلحة.
كما أتاحت المعطيات المتعلقة بمستوى انتشار الفيروس الفرصة لإعادة فتح مختلف المصالح الطبية على مستوى المؤسسات الاستشفائية الجامعية للتكفل بالحالات المرضية خارج إطار كوفيد 19، إلى جانب استئناف إجراء العمليات الجراحية التي تم تعطيلها باستثناء الوضعيات الطارئة والحرجة، بسبب الضغط الذي واجهته المستشفيات، فضلا عن العودة إلى تأطير طلبة الطب بعد توقف لمدة 7 أشهر عن التربص الميداني، مما أثر على نوعية التكوين بسبب طغيان الجانب النظري على التطبيقي، حسب المصدر.
شدد رئيس نقابة الأطباء الشرعيين بأن تراجع أعداد الإصابات اليومية بفيروس كورونا لن يؤدي إلى رفع حالة الطوارئ على مستوى المصالح الاستشفائية حتى وإن تقلص العدد إلى مريض واحد فقط، لأن الوباء بدأ بمصاب واحد فقط ليصل إلى المئات، كما ستتواصل نفس التدابير الاحترازية الاستثنائية لمنع عودة الفيروس إلى الانتشار.
وأشاد المصدر بمستوى وعي المواطنين والالتزام بالإجراءات الوقائية، من ضمنها وضع الكمامة التي أصبحت عادة لدى معظم الناس، إلى جانب التزام المهنيين بنفس التدابير خاصة التجار، بعد أن أصبحت التدابير الوقائية جزءا من ثقافتنا، داعيا إلى الحفاظ على نفس المستوى من الوعي، حتى فيما يخص التعامل مع الزكام العادي، لأن وضع القناع سيمنع العدوى.
كما فسر الطبيب الأخصائي تراجع أعداد الإصابة بكوفيد 19 بتحقيق نوع من المناعة الجماعية، فالكثير من الأشخاص أصيبوا بالفيروس وشفوا منه دون أن يدركوا ذلك، فضلا عن الذين خضعوا للعلاج وتجاوزوا الحالة المرضية وهم الآن بصحة جيدة.
وتوقع من جانبه البروفيسور مصفى خياطي أن يصل فيروس كورونا إلى أدنى مستوياته خلال شهر أفريل القادم أي شهر رمضان، بفضل حملة التلقيح التي ستمس الفئات الهشة إلى جانب العاملين في القطاع الصحي والأسلاك النظامية، ومع إضافة الذين أصيبوا بالفيروس وخرجوا منه سالمين إلى جانب هذه الشرائح، توقع المصدر أن تصل نسبة المناعة العامة إلى حدود 60 أو 65 بالمائة، مما يعني التغلب شبه التام على الوباء.
وأوعز بدوره رئيس هيئة فورام استقرار الوضعية الصحية بعد أن كان البعض يتوقع الأسوأ، إلى مستوى وعي المواطن والتزامه بنصائح وتوصيات الأخصائيين. لطيفة بلحاج