أكد، أمس، وزير الصناعة الصيدلانية عبد الرحمان لطفي جمال بن باحمد، بأن الجزائر تسعى لتقليص فاتورة استيراد الأدوية بتصنيعها محليا، مشيرا إلى أن الدولة تسدد فاتورة ثقيلة سنويا لاستيراد الأدوية، على غرار الموجهة لعلاج السرطان، أين يتم استيراد ما قيمته 600 مليون دولار سنويا منها، مبديا إعجابه بما وصل إليه القائمون على مجمع صناعة القفازات الطبية، الذين طوروا الصناعة الصيدلانية وجعلوها تتماشى مع معايير السوق العالمية.
وزير الصناعة الصيدلانية وخلال إشرافه على تدشين وحدة إنتاج المضادات الحيوية بعين مليلة، التابعة لمجمع القفازات الطبية، كشف بأن فاتورة ثقيلة تدفعها الجزائر لاستيراد الأدوية الموجهة لعلاج مرضى السرطان، وذلك خلال العرض الذي قدم له حول الوحدة الجديدة الجاري إنجازها بالمدينة، والموجهة لإنتاج 23 نوعا من الأدوية الموجهة لمرضى السرطان، مبينا بأن مجمع صناعة القفازات الطبية سمح للجزائر بتوفير 70 مليون دولار التي كانت توجه سنويا لاقتناء الأدوية وغيرها من المواد الصيدلانية، معتبرا بأن مشروع الأدوية الموجهة لمرضى السرطان مشروع هام جدا سواء من الجانب الصحي أو من ناحية المردود الاقتصادي.
وخلال معاينته لخطوط إنتاج القفازات الطبية أكد الوزير في كلمته بأنه ومنذ نشأة وزارة الصناعة الصيدلانية وفي إطار مخطط عمل القطاع الوزاري، تم وضع ترسانة قانونية وتنظيمية جد هامة ترمي إلى خفض فاتورة الاستيراد وتطوير الإنتاج الوطني مع التوجه نحو التصدير مع العمل دائما على تطوير القطاع الصيدلاني، وذلك في إطار تعليمات رئيس الجمهورية لاسيما خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد يوم الثامن والعشرين من شهر فيفري من السنة الجارية، والذي شدد خلاله على تسريع إجراءات دعم الاستثمار في مجال الصناعات الصيدلانية.
وأضاف الوزير بأن تشجيع الإنتاج المحلي لتغطية السوق الوطنية وتحفيز التصدير يعتبران كأولوية من أولويات قطاع الصناعة الصيدلانية، مبديا اعتزازه وافتخاره بوجود مؤسسات جزائرية بكفاءات محلية في الجزائر وتدخل الأسواق العالمية من خلال إنتاج محلي بحت، وبيّن وزير الصناعة الصيدلانية بأنه أشرف على انطلاق وحدة إنتاجية جديدة تابعة لمصنع المجمع الخاص لصناعة القفازات الطبية بعين مليلة، وذلك بعد رفع جميع العراقيل عن نشاطاته الإنتاجية من طرف القطاع الوزاري، وهي الوحدة المجهزة بوسائل تكنولوجية متقدمة وفائقة التقنية ومهيأة بكافة المعدات العلمية الحديثة لصناعة المواد الصيدلانية، من خلال تصنيع المضادات الحيوية في شكل أقراص وتلك القابلة للحقن امتدادا للهيكل الصناعي الحالي، المتمثل في الوحدة المختصة في صناعة القفازات الطبية.
وأشار الوزير بأن هناك توسعات هيكلية أخرى متواصلة، أين تم الإشراف على وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز وحدة صناعية جديدة ستخصص حصريا للتصدير مجهزة بوسائل تكنولوجية، على غرار ما هو معمول به على المستوى العالمي، والموجهة لصناعة جيل جديد من القفازات الطبية والمصنوعة بمادة النتريل.
وأشار المتحدث بأن المؤسسة وفي إطار سعيها لتطوير وحدة إنتاجية أخرى سوف تخصص حصريا للأدوية المضادة للسرطان، علاوة على فتح مجالات ومناصب للتشغيل، بالمنطقة والتطوير الهيكلي الذي تم إرساؤه، فقد حقق هذا المجمع خلال السنوات ما بين 2019 و2020 عمليات تصدير دفعات معتبرة من المستلزمات الطبية والمتمثلة في قفازات جراحية إلى كل من تونس وإسبانيا، كما أدرج في برنامجه لصناعي للسنة الجارية عمليات تصدير كميات هامة من المضادات الحيوية لكل من موريتانيا واليمن.
أحمد ذيب