كشف مدير مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، عبد الكريم يلس شاوش، أمس، أن الهزة الأرضية ببجاية حررت 80 بالمائة من طاقتها، وقال أن الهزات الارتدادية طبيعية ولا تبعث على القلق، ونفى المتحدث ما تردد بشأن إمكانية تسجيل هزات عنيفة في الأسابيع المقبلة، موضحا بان ما يتردد بهذا الخصوص «غير علمي ولا دقيق» وأكد بان لا أحد بإمكانه التنبؤ بوقوع زلازل.
أوضح عبد الكريم يلس شاوش خلال ندوة صحفية بولاية بجاية، أن الهزة الأرضية التي عرفتها ولاية بجاية مرتبطة بالنشاط الزلزالي الذي تعرفه منطقة شمال البلاد، وفي سياق الهزات التي عرفتها البلاد دوريا خلال السنوات الأخيرة والتي تتراوح ما بين 5 إلى 6 درجات على سلم ريختر، مضيفا بان النشاط الزلزالي في الجزائر مرتبط بحركة الصفائح التكتونية ولا علاقة له بما يتداول من قبل البعض على غرار الجفاف أو شح المياه.
وأوضح البروفيسور يلس، أن الهزة الرئيسية التي ضربت المنطقة في عرض البحر بشدة 6 درجات كانت متبوعة بهزة أخرى بشدة 5,1 درجة ثم هزة ثالثة بشدة 4,5 درجات وهو ما سمح بتحرير 80 بالمائة من الطاقة المخزنة، وطمأن المواطنين بأن الهزات الارتدادية طبيعية ولا داعي للقلق، وقال بهذا الخصوص أن الهزات الارتدادية أمر طبيعي وتسمح بتحرير الطاقة المتبقية المخزنة.
وأكد مدير مركز «الكراغ» بأنه تم تسجيل انخفاض في عدد وشدة الهزات، ما يوحي بان النشاط الزلزالي يسجل تراجعا، وهو ما تظهره المتابعة اليومية، مشيرا بان الجزائر تسجل يوميا ما لا يقل عن 100 هزة واغلب تلك الهزات لا يشعر بها الإنسان، مضيفا بان الجزائر عرفت منذ عام 2000، حوالي 30 زلزال ارضي تتراوح شدتها من 5 إلى 6 درجات على سلم ريختر.
وفيما يتعلق بالإضرار التي لحقت بالبنايات عقب الهزة الأرضية التي عرفتها ولاية بجاية، قال الخبير في علم الزلازل، انه «لم يتم تسجيل خسائر بشرية وهذا هو الأهم باستثناء حالات هلع»، كما أن الخسائر المادية كانت محدودة ومست عشرات البنايات واقتصرت على جدران تلك البنايات ولم تمتد إلى الأساسات ما يعني حسبه أن تلك البنايات قاومت بشكل ايجابي الزلزال الذي ضرب الولاية.
وبخصوص المخاوف التي أثيرت بشأن إمكانية تعرض السواحل الجزائرية لموجة المد البحري «التسونامي»، قال مدير مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، أن خطر تعرض السواحل الجزائري للظاهرة جد منخفضة، وذلك مرتبط أولا بشدة الهزات التي سجلتها الجزائر من جهة، وكذا الطبيعية الجيولوجية للساحل الجزائري، وقال بهذا الخصوص انه تم تسجيل موجات بحرية ضعيفة على سواحل أوروبا، وهو الأمر ذاته الذي تم تسجيله عقب زلزال بومرداس، مضيفا بان السيناريو الذي وقع في اليابان مستبعد حدوثه في الجزائر.
كما رد المتحدث ضمنيا على التصريحات التي أطلقها لوط بوناطيرو حول إمكانية تسجيل هزات أرضية أخرى مستقبلا، وقال البروفيسور يلس انه من الناحية العلمية «يستحيل التنبؤ بحدوث زلازل على المدى القريب»، مضيفا بان الدراسات ترتكز حول إمكانية التنبؤ بهزات على المدى الطويل بناءا على مؤشرات تكتونية أو علمية، مضيفا بان التصريحات التي يطلقها البعض بهذا الخصوص (في إشارة إلى الدكتور بوناطيرو) عارية عن الصحة ولا تستند إلى أدلة علمية.
من جهته أكد مدير الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء، بومدين أوقاسي، أن المديرية قامت بأزيد من 1000 معاينة خلال 3 أيام، ولم يتم تسجيل خطر على مستوى الهياكل باستثناء التصدعات التي لا تستدعي غير بعض أشغال البناء.
كما كشف والي ولاية بجاية أن تسيير الأزمة في مرحلته الأولى والتي ترتكز على المعاينة وتقييم الأضرار، بعدها تأتي مرحلة الترميم وإعادة التهيئة، أما بخصوص تأجيل الدخول المدرسي عبر بعض المؤسسات قال المسؤول الأول في الولاية “لا يمكن أن نغامر بالتلاميذ نفضل الانتظار لغاية تكفل بكل الأضرار بهذه المؤسسات”
ع سمير
