قال، يوم أمس، نزيه برمضان مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالحركة الجمعوية والجالية الجزائرية بالخارج، أن ما أثير ويثار حول التكتل الوطني للجمعيات، باعتباره حزبا يراد به دخول المعترك السياسي والانتخابات التشريعية القادمة، لا يعدو أن يكون سوى قراءات خاطئة و مجانبة للصواب، مؤكدا على أن التكتل ليس حزبا، و أنه حضر اللقاء الذي أعلن فيه عن تأسيسه بعد تلقيه لدعوة قام بتلبيتها في إطار المهام الموكلة إليه.
و أضاف، برمضان، في تصريحات صحفية، على هامش مشاركته في الملتقى الوطني الأول متطلبات تمتين الجبهة الداخلية للجزائر، تحت شعار «المجتمع المدني والشباب في قلب التحدي» الذي أقيم بجامعة محمد البشر الإبراهيمي بولاية برج بوعريريج، أن تكتل الجمعيات، خلف سوء فهم لدى البعض و حتى من طرف بعض الأحزاب السياسية، مشيرا إلى مشاركته في العديد من لقاءات الاستشارة للجمعيات عبر ولايات الوطن، و الإصغاء لمختلف انشغالاتها، بما فيها تلبيته لدعوة التكتل الوطني للجمعيات على مستوى العاصمة، مجددا تأكيده على أنه ليس حزبا سياسيا، بل هو دليل كما أضاف على ما وصلت إليه الحركة الجمعوية من تنسيق وتلاحم رغم اختلاف الأهداف والغايات.
كما أكد بأن للجمعيات على المستوى الوطني و الولائي قادة و نخب و أعيان من نساء و رجال لهم كفاءات، و يشهد لهم بما يقدمونه من خدمات للمجتمع والصالح العام، كونهم، كما قال، ساهموا في حماية البلاد من الأزمات، و كان لهم كما أضاف دور مهم في الأزمة الصحية الأخيرة وغيرها من المناسبات، «أين قدموا خدمات جليلة و ذات قيمة عالية، و إذا رأوا أنهم يملكون المصداقية والكفاءة التي تسمح لهم بالوصول إلى قبة البرلمان، فذلك من حقهم و لا أحد بإمكانه أن يقف في طريق ترشحهم ما داموا يحظون بدعم المواطنين»، مضيفا بالقول أن «أي مواطن جزائري سواء كان فاعلا وناشطا جمعويا، أو غير ذلك، له كل الحقوق في الترشح لأنه مبدأ وحب دستوري» والدستور منح هذا الحق لكل مواطن بالترشح لأي موعد انتخابي سواء التشريعيات التي هي على الأبواب أو بعدها في المجالس المحلية. و قال نزيه برمضان، إن «نداء الوطن» الذي يتخذه التكتل الوطني للجمعيات كشعار، ليس مجرد شعار بل نابع من رؤية الجمعيات و منظمات المجتمع المدني لمكانتها الحقيقية، خاصة وأن البلاد بحاجة إليهم في هذه المرحلة الحساسة، وتلك، حسبه، هي الغاية والسبب الرئيسي للتكتل، معربا عن سعادته للقاءات الاستشارية، والحرية و الديناميكية القوية التي تترجمها مثل هذه اللقاءات الشبانية التكاملية بين الجمعيات و المنظمات الطلابية
و السلطات، مستدلا باللقاء الوطني المنعقد بجامعة البرج من قبل الحركة الجمعوية، لما له من رمزية، و ما يمنحه من مساحات مشتركة.وأكد المتحدث بأنه لكل جمعية أهداف و قانون أساسي الذي يضبطها، وبما أنها جمعيات جزائرية و في مجتمع جزائري، فستكون لها نقاط مشتركة خاصة في هذه المرحلة و الجزائر مقبلة على موعد وطني هام متمثلا في الانتخابات التشريعية، ما يتطلب بحسبه تعبئة و تحسيس المواطنين برهانات المرحلة القادمة وأهميتها لمستقبل البلاد و مستقبل الجزائر الجديدة، من خلال بناء مؤسسات تشريعية جديدة، و هذا الأساس، حسبه، في تحديد المجلس الشعبي الوطني، لتليها رهانات أخرى لتجديد المجالس المحلية، التي ستكون، كما قال، فرصة للشباب لإثبات قدراتهم، فضلا عما يمكن أن تضفيه من مصداقية لما لها من دور محوري كبير، خاصة بعد القرارات المتخذة للفصل بينها و بين السلطة التنفيذية و القضائية. وأشار برمضان إلى أن الجزائر تمر بمرحلة تاريخية، ساهم فيها المجتمع المدني، بمباركة من رئيس الجمهورية الذي أعطى أهمية كبيرة، من خلال قراراته و خطاباته، والتي من أبرزها، كما قال، التحضير لتنصيب المركز الوطني للمجتمع المدني في القريب العاجل و المجلس الأعلى للشباب، فضلا عن تنصيب هيئات عليا استشارية كدليل على الاهتمام بالدور الفعال للحركة الجمعوية. ع/ بوعبدالله