توقع رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين حاج طاهر بولنوار أمس تسجيل تراجع محسوس في عدد نقاط البيع الفوضوية وتجارة الأرصفة مع انطلاق المعارض التجارية التي سيتجاوز عددها 500 معرض عبر الوطن، ستروج لمنتجات مختلفة وبأسعار مدروسة.
برر ممثل الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين في تصريح «للنصر» انتعاش التجارة الموازية خلال هذه الأيام التي تستعد فيها الأسر لاستقبال الشهر الفضيل بارتفاع الطلب على عديد من المنتجات سواء ما تعلق بالمواد الغذائية أم مستلزمات منزلية، وهي مناسبة يستغلها التجار غير الشرعيين لنصب طاولاتهم على الأرصفة لعرض منتوجات مختلفة، من بينها مواد غذائية تباع في ظل غياب أدنى الشروط الصحية، منتهزين فرصة النقص الفادح في الأسواق الجوارية والبلدية.
ويتوقع حاج طاهر بولنوار تسجيل تراجع محسوس في عدد الأسواق الموازية مع اقتراب شهر رمضان عكس السنوات الماضية، قائلا إن الفضل في ذلك يعود إلى قرار وزار التجارة المتضمن فتح أزيد من 500 معرض عبر مختلف الولايات للترويج لمستلزمات منزلية وألبسة ومواد غذائية ومنتجات أخرى بأسعار سوق الجملة، وبنفس القيمة التي تخرج بها من الوحدات الإنتاجية أي دون هوامش ربح، لدعم المستهلكين وكسر الأسعار وضمان الوفرة.
ويذكر في هذا الصدد تسجيل انتعاش واضح للتجارة الفوضوية خلال هذه الأيام تزامنا مع شروع الأسر في التحضير لشهر الصيام وفق العادات والتقاليد المترسخة منذ سنوات، باقتناء أواني منزلية ومواد غذائية معروفة بارتفاع الطلب عليها في هذه المناسبة، من فواكه جافة وحبوب وزيوت وتوابل، ويشار أيضا إلى أن الأسواق الفوضوية تنتعش بكثرة في الأحياء الشعبية على غرار سط العاصمة وأحياء باش جراح و الحميز والرغاية المعروفة بكثافتها السكانية.
ويعرض الباعة الفوضويون أنواعا مختلفة من المنتوجات من بينها الأجهزة الكهرمنزلية وأفرشة وستائر وألبسة وأحذية وأواني منزلية، إلى جانب مواد غذائية كالخضر والفواكه والتوابل والمعلبات والزبدة والأجبان والتمور والزيتون تحت أشعة الشمس الحارقة، وأمام تراكم الأوساخ والغبار وانبعاث دخان المركبات، ورغم ذلك يتم الإقبال عليها من قبل كثير من المواطنين دون الاكتراث للأضرار الصحية الناجمة عن تناول مواد لم تخضع لشروط الحفظ والتخزين.
ويرى المصدر في هذا الشأن بأن فتح المعارض قبيل رمضان سيقلل من هذه الظاهرة، في انتظار القضاء على التجارة الموازية نهائيا بإنشاء أسواء جوارية إضافية للقضاء على العجز، وإدماج التجار الفوضويين في الإطار الرسمي.
التجار يواجهون منافسة غير نزيهة
ويؤكد من جهته الأمين العام للتجار والحرفيين حزاب بن شهرة بأن التجار الرسميين يواجهون منافسة غير نزيهة من قبل الباعة الفوضويين، موضحا «للنصر» بأن السوق الموازية لا تضر بالتجار الشرعيين فقط بل بالاقتصاد الوطني أيضا، لأن البائع الفوضى لا يملك لا سجلا تجاريا ولا يسدد لا الرسوم ولا الضرائب، ويحتل الأرصفة والمساحات العامة لتحقيق أرباح دون المساهمة في دعم الخزينة العمومية، وفي ظل تجاهل تام لشروط الصحة والنظافة، معتقدا بأن الوضع يستلزم تشديد الإجراء لاستئصال الظاهرة عبر إيجاد حلول ناجعة.
ويقدر السيد بن شهرة حجم العجز في عدد الأسواق الجوارية على المستوى الوطني بحوالي 1470 سوق، لو احتوى كل واحد منها على 50 محل تجاري فقط، فإن ذلك سيوفر فرص عمل لأزيد من 73 ألف تاجر من القطاع الموازي، معتقدا بأن حل هذا الإشكال سيؤدي إلى التخلص تدريجيا من ظاهرة التجارة الموازية التي أنهكت الاقتصاد الوطني، وكبدت الخزينة العمومية خسائر فادحة.
ويقترح الأمين العام للتجار والحرفيين في هذا الشأن تسهيل إجراءات انضمام التجار غير الشرعيين إلى القطاع الرسمي، عبر إنشاء سوق بلدية وجوارية إضافية، واستغلال حوالي 500 سوق ما تزال مغلقة رغم مرور عدة سنوات على تشييدها، فضلا عن إعادة تهيئة محلات الرئيس التي يتجاوز عددها 51 ألف محل، وتوزيعها على الشباب الذي ينشط في القطاع الموازي.
وأفاد المتحدث بخصوص الوفرة والأسعار خلال رمضان بأن كل الجهود منصبة على ضبط السوق لتلبية الطلب في ظل استقرار الأسعار، سواء من خلال المعارض التي ستنطلق قريبا، أو عن طريق المساحات التجارية المختلفة التي تعرض كل أنواع المنتجات، مؤكدا أيضا سهر الموزعين على إيصال المواد الغذائية إلى أبعد نقطة من التراب الوطني.
لطيفة بلحاج
