كشف الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين محمد عليوي «للنصر» أمس عن الشروع هذا الأسبوع ولأول مرة في استغلال الثروة الحيوانية لأقصى الجنوب لتموين مختلف مناطق الوطن باللحوم الحمراء خلال شهر رمضان، على أن تشرف على العملية فرق طبية بيطرية، بهدف كسر الأسعار وضمان الوفرة.
أعلن محمد عليوي في تصريح خص به «النصر» عن تنقل أطباء بيطريين تابعين لوزارة الفلاحة إلى ولايات أقصى الجنوب من بينها أدرار وتمنراست وتندوف وعين صالح، لمعاينة الثروة الحيوانية الموجهة لتموين ولايات الشمال باللحوم الحمراء خلال الشهر الفضيل، ويتعلق الأمر بالأبقار وذلك قبل تحويلها إلى المذابح، وستنطلق العملية ابتداء من اليوم بالتنسيق مع موالي وفلاحي المناطق الجنوبية المعروفة بتنوع وثراء الثروة الحيوانية.
وأفاد عليوي في رده على سؤال حول أسباب عدم استغلال الثروة الحيوانية الهامة التي تزخر بها مناطق أقصى الجنوب خلال السنوات الماضية، لإشباع السوق بهذه المادة وكسر أسعارها، مقابل الاستمرار في استيرادها من بلدان أمريكا اللاتينية وبأسعار مرتفعة، قائلا إن المجموعات التي كانت تتحكم في تموين السوق باللحوم الحمراء هي التي فرضت هذا المنطق، وتعمدت تجاهل الثروة الحيوانية الموجودة بأقصى الجنوب التي كانت تصدر في الغالب إلى بلدان مجاورة لا سيما النيجر ومالي.
وأضاف المصدر بأن الثروة الحيوانية بالجنوب ثرية ومتنوعة وتتكون خاصة من الأبقار والأغنام بمواصفات جد عالية، يمكنها تلبية جزء هام من احتياجات السوق، مذكرا بأن الحديث في السابق كان يتمحور حول إمكانية استقدام اللحوم الحمراء من السودان بالنظر إلى أسعارها المنخفضة دون أن يتحقق ذلك، في حين أن بلادنا تتوفر على إمكانيات معتبرة لتغطية النقص عبر تثمين الثروة الحيوانية المحلية، وجهود الموالين والفلاحين التي لم تنقطع رغم صعوبة الظروف.
وطمأن محمد عليوي بمراعاة الشروط الصحية خلال عملية الذبح التي ستجري تحت مراقبة صارمة من قبل أطباء بيطريين، مع استثناء الحيوانات التي قد تظهر عليها الأمراض التي تمس الماشية، كما سيتم الاحتفاظ باللحوم بعد عملية الذبح لمدة لن تقل عن 20 ساعة تحت درجات حرارة جد منخفضة قبل نقلها إلى الولايات الشمالية، قصد تموين السوق وجعلها جاهزة للعرض خلال الأيام القليلة المقبلة، على تستمر العملية طيلة شهر رمضان.
واعتبر المتحدث بأن استغلال الثروة الحيوانية للجنوب الكبير يعد عرفانا ووفاء للفلاحين والموالين الذين أصروا على مواصلة النشاط وتحدي كل الظروف والمصاعب، لا سيما ما تعلق بغلاء أسعار الأعلاف خاصة «النخالة»، آملا في أن تعمم هذه المبادرة وتستمر طيلة أيام السنة، من خلال التزام الدولة بضمان التسويق وتوفير التسهيلات اللازمة.
وعبر محمد عليوي أن أسفه لعدم تثمين جهود موالي أقصى الجنوب في السنوات الماضية، قائلا إن جل ما كانوا ينتجونه من لحوم حمراء كان يتوجه إلى الدول المجاورة في إطار التبادل التجاري بينها وبين المناطق الحدودية، وبحسب المتحدث فإنه ما كان ممنوعا بالأمس أصبح اليوم مسموحا ومتاحا، لتنتقل لأول مرة اللحوم التي ينتجها موالو أقصى الجنوب إلى الشمال بمعايير صحية ونوعية جيدة.
ولم يخف الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين ارتياحه لهذا الإجراء، قائلا إن المجموعات التي كانت تتحكم في استيراد اللحوم الحمراء انتهت اليوم ومضى وعهدها، ليشرع ابتداء من اليوم ومن ولاية أدرار في ذبح العشرات من رؤوس الأبقار لتدعم السوق باللحوم الحمراء التي يزداد الطلب عليها في شهر رمضان.
وفضلا عن ذلك كشف المصدر عن ترسيم نظام المقايضة هذا الأسبوع بين أربع ولايات من أقصى الجنوب وهي أدرار وإليزي وتندوف وتمنراست والدول الإفريقية المجاورة، لتسهيل تموين سكان هذه المناطق بشتى أنواع المنتجات التي يحتاجها سكانها، نظرا لبعدها الولايات الشمالية، وتشمل تجارة المقايضة مختلف البضائع التي تحتاجها الدول المجاورة، أي المالي والنيجر، منها التمور الجافة والملح الخام والأواني البلاستيكية والألومنيوم، والحديد والفولاذ ومنتوجات الصناعة التقليدية والألبسة الجاهزة والأفرشة وغيرها.
لطيفة بلحاج