التهبت أسعار الخضر واللحوم بمختلف الأسواق عشية شهر رمضان بقسنطينة، وسط تهافت كبير على اقتناء مختلف المواد والسلع وتذمر من الارتفاع الكبير في الأسعار، في مشاهد تتكرر كل عام، فيما تؤكد مديرية التجارة أنها أطلقت منذ أمس الأول، حملة تحسيسية و رقابية واسعة لحث التجار على الالتزام بالتدابير التي أقرتها الوزارة الوصية عبر مختلف الولايات.
وتدفق الآلاف من المواطنين منذ صباح أمس، على مختلف أسواق مدينتي علي منجلي وقسنطينة، لكن الكثيرين تفاجأوا بارتفاع أسعار كل السلع، حيث ذكر أحد المواطنين أنه كان يتوقع أن تنخفض أسعار اللحوم البيضاء وفق تصريحات مسؤولي وزارة التجارة، غير أنه وقف على زيادات في ثمن الكيلوغرام من الدجاج الذي تراوح بين 350 و 360 دينارا، علما أنه قد انخفض قبل أيام بشكل طفيف ليقفز مجددا.
ولم ينزل ثمن الشرائح بمختلف الأسواق عن سقف 600 دينار وهو سعر مستقر نوعا ما مقارنة بالأيام الفارطة، فيما ذكر تاجر تجزئة على مستوى سوق بومزو أن سعر الكيلوغرام من الدجاج ارتفع بشكل كبير يوم أمس، بسبب من وصفهم بالانتهازيين، مشيرا إلى أن ثمنه الحقيقي لا يتعدى 320 دينارا في أقصى الحالات، فيما تجاوز ثمن الأجنحة إلى 180 دينارا والأفخاذ إلى 340 دينارا، علما أنه كان لا يتجاوز 290 دينارا.
ولم تسلم اللحوم الحمراء من الارتفاع المسجل، فقد وصل سعر الكيلوغرام من لحم الخروف إلى 1500 دينار بعد أن كان لا يتجاوز 1400 دينار، في حين سجلت زيادات أيضا في لحوم العجل إذ وصل ثمن الكيلوغرام لدى بعض القصابات إلى 1200 دينار علما أنه كان لا يتعدى 1100 دينار قبل أيام فقط، فيما عرفت أسعار بيع بقية الأنواع التي تقصدها عادة الطبقات الميسورة زيادات معتبرة فقد قفز ثمن "المرقاز" من ألف دينار إلى 1200 دينار في ظرف 48 ساعة.
و وقفنا على أحد المواطنين، وهو يسأل عن لحوم الجنوب لكن صاحب القصابة أكد له أنه لا يعرف شيئا عنها، فيما ذكر ذات التاجر أن الأسعار مستقرة نوعا ما، لكنه لم ينف استغلال الوضع، مضيفا “هذا هو منطق العرض والطلب فقد تعرضنا الأيام السابقة لخسائر كبيرة ولم يسأل عنا أحد”..
وتفاجأ المتسوقون بمزيد من الارتفاع في أسعار الخضر، فبعد انخفاض طفيف سجل في مادة البطاطا واسعة الاستهلاك، خلال الأيام الفارطة، عاد سعرها إلى الارتفاع مجددا، حيث وصل في بعض الأسواق إلى 80 دينارا للكيلوغرام، أما الطماطم فما زالت عند سعر 150 دينارا، في حين وصل ثمن الخس إلى 160 دينارا.
وارتفع سعر "الجريوات" والفلفل الحلو إلى 160 دينارا، أما البصل فقد سجل زيادات تتراوح بين 10 و 20 دينارا فقد كان ثمنه لا يتجاوز 60 دينارا ليصل صبيحة أمس إلى 80 دينارا.
ولقد لاحظنا بالأسواق التي زرناها، أنه لم يتم الاشهار بأسعار مختلف المنتجات من طرف التجار، في حين أبدى من تحدثنا إليهم من مواطنين، تذمرا شديدا من الوضع المسجل، حيث علق أحدهم قائلا “حتى أسعار التمر والدقلة لم تسلم من المضاربة فقد سجلت زيادات معتبرة مقارنة بالأسبوع الفارط فقط، إذ كانت لا تتجاوز 500 دينار للنوعية الجيدة لكنها قفزت أمس إلى أزيد من 600 دينار».
وذكر مدير التجارة رشيد حجال، في اتصال بالنصر، أن المديرية أوفدت مختلف مراقبيها إلى الأسواق من أجل حث التجار على الالتزام بالتدابير التي أقرتها الوزارة الوصية، مشيرا إلى إطلاق حملات تحسيس و رقابة ستبقى، مثلما أكد، قائمة طيلة شهر رمضان، مؤكدا أن الأسعار ستنخفض تدريجيا خلال اليومين المقبلين بعد تراجع الطلب.
لقمان/ق
