الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق لـ 22 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

مواطنون يتجاهلون التدابير الوقائية ويتهافتون على المساحات التجارية: اكتــظاظ بالأســواق و ازدحــام مـــروري عشيــــة رمــــضان


شهدت عديد الأسواق والفضاءات التجارية أمس إقبالا كبيرا من قبل المواطنين الذين خرجوا بكثافة لاقتناء مستلزمات شهر رمضان، فيما اصطف آخرون في طوابير طويلة لاقتناء حليب الأكياس، واكتظت الكثير من المحاور بالعربات، وتحولت إلى نقاط مزدحمة، لا سيما بمراكز المدن والأحياء المعروفة بطابعها التجاري، رغم حساسية الظرف الصحي.
لم يكن نهار أمس يوما عاديا بالنسبة لأغلب الأسر الجزائرية التي استغلت آخر السويعات قبل بداية الشهر الفضيل لاقتناء المواد الغذائية، والمستلزمات اليومية من خضر وفواكه وتوابل وحتى الأواني المنزلية، مستغلة بعض التخفيضات المغرية التي بادر بها الكثير من التجار، لا سيما بالأسواق الموازية التي شهدت إقبالا مكثفا، على غرار سوق باش جراح والرغاية والحميز وباب الوادي بالعاصمة، فضلا عن الأسواق الجوارية التي نفد ببعضها ما كان معروضا من فواكه جافة ولحوم وبعض الأصناف من الخضر.
ولم يثن الوضع الصحي الذي تعيشه البلاد الكثير من المواطنين عن التوجه بكثافة إلى الفضاءات التجارية، ضاربين عرض الحائط بتوصيات ونصائح الأخصائيين بضرورة احترام مسافة التباعد الجسدي، وارتداء الكمامة التي أصبحت من الماضي بالنسبة للكثيرين، إلى درجة تحولت فيه مداخل البلديات ذات الكثافة السكانية والمعروفة بطابعها التجاري إلى نقاط سوداء، بسبب ازدحام حركة المرور.
ولم يكن الظفر بسيارة أجرة أمرا هينا بالنسبة للمواطنين الذين أجبرتهم الظروف الطارئة على مغادرة البيت لقضاء مصالح مستعجلة، والتنقل ما بين بلدياتها، خاصة العاصمة، ذلك أن جل سائقي سيارات الأجرة تفادوا دخول المحاور المزدحمة، وهي معاناة عاشها سائق سيارة أجرة اضطر إلى تمديد المسافة، ودخول مسالك جانبية لإيصال الزبائن من بلدية باش جراح إلى حسين داي، غير أن هذا الحل قد لا يروق إلى بعض الزبائن لأن تغيير المسلك المعروف والمباشر ينجر عنه حتما تسديد تكلفة أعلى.
طوابير أمام المحـلات وتهافت على اقتناء المواد الغذائية  
ولأن شهر رمضان يشهد عادة تغيرا جذريا في نمط الاستهلاك، رغم إرشادات منظمات حماية المستهلكين والأطباء الأخصائيين بعدم الإفراط في الأكل، وعقلنة المصاريف واقتناء ما يلزم لتلبية الحاجيات اليومية وبتفادي التخزين، فقد شهدت المحلات التجارية إقبالا مكثفا، لا سيما تلك التي تعرض المستلزمات الخاصة برمضان، كالفواكه الجافة ومواد تحضير الحلويات، إلى جانب الزيت والسميد، فيما اصطف العشرات من المواطنين في طوابير غير منتهية للظفر بكيس من الحليب، الذي يزداد الطلب عليه.
وكانت أسواق بيع الخضر والفواكه مكتظة عن آخرها منذ الفترة الصباحية لنهار أمس، وكان الولوج إلى بعض الأسواق الشعبية المعروفة بأسعارها المعقولة وتنوع السلع والبضائع المعروضة، هدفا صعب المنال بالنسبة للكثيرين، بسبب الزحام والجموع الغفيرة التي قصدت هذه الفضاءات في نفس التوقيت الزمني للتزود بالمواد الغذائية، رغم أن الوفرة موجودة ومضمونة طيلة الشهر الفضيل، بنفس الكميات والأسعار والجودة، وفق تطمينات مصالح وزارة التجارة التي جندت أعوانها لمراقبة الأسواق وحماية حقوق المستهلكين، لقضاء شهر رمضان في أريحية تامة. ولم يتوقف الإقبال على الأواني المنزلية ومعدات وأدوات تحضير مائدة رمضان، وكل ما يتعلق بالديكور والأثاث والستائر والأفرشة إلى غاية نهار أمس، أي قبل سويعات فقط من دخول شهر رمضان، فقد استمر الطلب عليها من قبل الكثير من الأسر، التي تخصص ميزانية لاستقبال الشهر الفضيل في أجمل حلة، وفق عادات طبعت النمط المعيشي للجزائريين، لم يمحها الظرف الاقتصادي الصعب، وما يفرضه من مراجعة للسلوك الاستهلاكي وتكيف مع المستجدات، بالتخلي عن العادات التي تثقل كاهل أرباب الأسر.
 واضطرت الحركة غير العادية التي عاشتها الكثير من المدن والأحياء بعض المواطنين إلى تأجيل لإتمام مصالحهم والدخول المبكر إلى البيت هروبا من الضغط والازدحام، وانتظار ترقب هلال غرة رمضان في جو أسري مريح، بعد أن واجهوا صعوبات كبيرة في تجاوز ازدحام الطرقات والوصول إلى الوجهة المحددة، باستثناء الحالات الطارئة التي لا تنتظر التأجيل. ولم تختلف الصور التي كانت عليها شوارع وطرقات وأحياء المدن أمس، عن تلك التي طغت عليها في مواسم سابقة، وبالضبط في الأيام الأخيرة التي تسبق بداية شهر الصيام، رغم الحملات التحسيسية والتوعوية، وتوجيهات الأئمة بتخصيص هذا الشهر للعبادة والتجرد من الماديات والمغريات الدنياوية. وأمام حالة التراخي والتجاهل الواضع لحساسية الظرف الصحي، يواصل الأخصائيون دق ناقوس الخطر من إمكانية تفاقم عدد الإصابات بالفيروس، وانتشار واسع للمتحور، ويؤكد في هذا الشأن البروفيسور مصطفى خياطي بأن ارتفاع الإصابات الجديدة يوميا «بكوفيد «19 أصبح يبعث على القلق من إمكانية تدهور الوضع الصحي خلال رمضان بسبب التزاحم في الأسواق والحلات.  وقال خياطي «للنصر» إن الأمر أصبح يدعو بالفعل إلى رفع مستوى الحيطة والحذر، لتجنب الدخول في موجة أخرى، والغلق التام لمختلف الأنشطة، على غرار بلدان أوروبية عدة اضطرت للمرة الثالثة لفرض الحجر الصحي بسبب تدهور الوضعية الوبائية للفيروس.                      لطيفة بلحاج

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com