دعا الاتحاد العام للعمال الجزائريين إلى مضاعفة الجهود لمواجهة الانعكاسات الثقيلة لوباء كورونا على عالم الشغل بأقل ضرر ممكن وذلك عبر حوار اجتماعي جديد وجدي يجمع كل الأطراف الفعالة في المجتمع من أجل حلول قابلة للتطبيق، وأكد إعادة النظر في أدائه النقابي بإعادة صياغة الأولويات.
وأوضح الاتحاد العام للعمال الجزائريين في بيان له أمس بمناسبة العيد العالمي للشغل المصادف للفاتح مايو من كل سنة، أنه كطرف فعال يضع ضمن أولوياته "العمل من أجل الحفاظ على مناصب الشغل والمؤسسات الاجتماعية وبعث الاستثمار الخلاق للثروة ومناصب العمل من أجل تحسين الحياة الاجتماعية للعمال والاستجابة لمطالبهم وأيضا كطرف حيوي يعمل على تجسيد أهداف التنمية المستدامة".
و استعرض البيان ذاته الانعكاسات السلبية التي خلفتها جائحة كورونا على عالم الشغل، مشيرا بهذا الخصوص أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين ومنخرطيه ينضمون إلى عمال العالم في احتفالهم بأول ماي 2021 تحت ظروف استثنائية يسودها وباء كوفيد 19.
وأكدت المركزية النقابية أن ديمومة الجائحة وانعكاساتها الثقيلة على عالم الشغل وعلى الحياة الاجتماعية" تهدد الكثير من العمال في حياتهم الاجتماعية ومناصب عملهم وتتسبب في تدهور القدرة الشرائية"، وهو ما يدعو النقابة اليوم للوقوف وإعادة النظر في أدائها النقابي بإعادة صياغة الأولويات.
واعتبرت أن بقاء الجائحة حتمية لإعادة بعث دواليب الاقتصاد والأخذ بعين الاعتبار صحة وسلامة العمال كأولى الأولويات خصوصا عمال الخطوط الأولى لمواجهة الجائحة.
وشددت المركزية النقابية في هذا السياق على أن الجائحة "تسببت في الكثير من الأزمات الاجتماعية جراء التدهور الاقتصادي بدون سابقة وهو ما يدعونا اليوم إلى مضاعفة الجهود لمواجهة هذه الانعكاسات بأقل ضرر ممكن وذلك بفضل حوار اجتماعي جديد وجدي يجمع كل الأطراف الفعالة في المجتمع من أجل حلول قابلة للتطبيق".
وأكد ذات البيان أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين كان خلال كل مساره التاريخي قوة طرح ولا يزال من أجل عالم شغل خال من كافة أشكال الظلم من أجل بناء جزائر جديدة، وهو يعيش مع مطالب العمال والعاملات وأمالاهم بتحسين القدرة الشرائية وتجسيد العدالة الاجتماعية والحق في العمل اللائق وفي حق التقاعد والتي كلها ورشات مفتوحة للنقاش والعمل لتحقيقها.
نشير فقط أنه وبعد أكثر من عام عن جائحة كورونا فقد تراجعت عروض العمل في الجزائر بنسبة 30 من المائة حسب وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، الهاشمي جعبوب، خلال سنة 2020 ، كما أن التدابير الوقائية التي اتخذتها السلطات العمومية خاصة في بداية الجائحة تسبب في فقدان العديد من مناصب الشغل.
وعلى الرغم من المساعدات التي قدمتها الدولة لحماية الفئات الهشة التي فقدت مناصب عملها إلا أن الخبراء ينصحون بانفتاح أكبر للاقتصاد الوطني على الاستثمار لمواجهة تراجع عروض العمل خاصة في هذه الظروف الصعبة، وهو ما يتوافق والتدابير العديدة التي اتخذتها الحكومة لتخليص الاقتصاد الوطني من عراقيل إدارية متعددة. إلياس -ب
