ضبطت الأحزاب السياسية والقوائم الحرة نقطة انطلاق الحملة الانتخابية للتشريعيات القادمة، وبينما اختارت بعضها الجنوب لرمزيته الاقتصادية والسياسية، فضلت تشكيلات تدشين حملتها من أحياء شعبية بالعاصمة، في حين ارتأت أخرى النزول إلى الشارع في عمل جواري والتواصل مباشرة مع الناخبين.
بدأ التنافس ما بين المشاركين للانتخابات التشريعية المقبلة يظهر للعلن، من خلال التسابق على وضع أحسن برنامج انتخابي، وتحديد نقطة انطلاق إستراتيجية للإعلان عن الانطلاق الرسمي للحملة الانتخابية وفق خطة محكمة تهدف إلى استقطاب الناخبين وجلب اهتمامهم منذ أول يوم للحملة التي ستستمر على مدار ثلاثة أسابيع.
وعلى خلاف الحملات الانتخابية السابقة التي كان التجمع الوطني الديمقراطي يستهلها من ولايات أقصى الجنوب، ستبدأ الحملة الانتخابية للأرندي من العاصمة بتنظيم تجمع يشارك فيه المترشحون لهذه الانتخابات، وينشطه الأمين العام للحزب طيب زيتوني، الذي أرجأ الكشف عن البرنامج الانتخابي إلى غاية اليوم بتنظيم ندوة صحفية بالمقر المركزي للحزب.
وبرر التجمع الوطني الديمقراطي التخلي عن تقاليده الانتخابية، بالانطلاق لأول مرة من الشمال بدل الجنوب للترويج لبرنامجه الانتخابي، باضطراب برنامج الرحلات الجوية بسبب الوضعية الوبائية، وهو ما أجبره على تخصيص الأسبوع الثاني من الحملة التي ستحمل شعار «من أجل التغيير»، للقيام بجولة بعدد من المناطق الجنوبية من بينها بشار وأدرار.
واختارت حركة النهضة بلدية باش جراح بالعاصمة لإعطاء إشارة انطلاق الحملة الانتخابية، وبحسب ما أفاد به الأمين العام للحركة يزيد بن عائشة «للنصر»، فإن هذا الحي الشعبي المعروف بكثافته السكانية يحمل الكثير من الرمزية بالنسبة للحركة وللولاية ككل، لذلك فهي تأمل أن يكون فاتحة خير عليها، عبر تنظيم عمل جواري للتقرب من مواطني البلدية مباشرة والإصغاء إلى مشاكلهم وانشغالاتهم.
وستكون ولاية ورقلة التي تمثل عصب الاقتصاد الوطني، وخزانا للثروات الطبيعية منطلق حركة مجتمع السلم، بتنظيم تجمع شعبي من طرف رئيس الحركة عبد الرزاق مقري يوم الخميس، ليتنقل بعدها إلى ولايات جنوبية مجاورة، وصولا إلى شمال الصحراء، مرورا بولاية بسكرة.
ويؤكد في السياق العضو القيادي بالحركة ناصر حمدادوش بأن ورقلة تحمل الكثير من الرمزية السياسية والاقتصادية، وأن برنامج الحملة لحمس سيتواصل بتنظيم تجمعات من قبل قيادي الحركة في جميع الولايات لفائدة قوائم المترشحين الذين سيجتهدون بدورهم لشرح برنامج الحركة عبر اللقاءات الجوارية التي ستجوب كافة بلديات وأحياء الدوائر الانتخابية، تحت شعار « التغيير، حرية، توافق».
ويرى من جهته حزب جيل جديد بأن الحملة الانتخابية التي سينشطها طيلة ثلاثة أسابيع ستكون جد مميزة ومغايرة تماما لما سطرته باقي التشكيلات والقوائم المشاركة في التشريعيات القادمة، وتحت شعار «فرصة للتغيير» سيقوم جيل جديد بحملة انتخابية قطاعية تستهدف العمال والموظفين والحرفيين، بتنقل المترشحين إلى المؤسسات والفضاءات التي تنشط بها هذه الفئات العمالية.
ويوضح بهذا الخصوص الناطق باسم الحزب حبيب براهمية بأن جيل جديد يعول على سواعد إطاراته الشبانية لإنجاح الحملة الانتخابية، وأنه سيكتفي بطباعة الملصقات وبرنامج الحزب لتوزيعه على المواطنين، وهو ما تسمح به الميزانية المتواضعة المخصصة لتمويل الحملة الانتخابية، التي ستعتمد بالنسبة لجيل جديد على أسلوب الإقناع والتواصل المباشر مع الناخبين خارج القاعات المغلقة.
وستكون انطلاقة هذه التشكيلة السياسية من الوسط، بتنظيم لقاءين جواريين بالبليدة وبومرداس يوم الخميس، ليتواصل البرنامج بتنظيم جولة نحو ولايات شرقية على غرار باتنة وقالمة، ومناطق أخرى.
واختارت جبهة العدالة والتنمية بدورها العاصمة، وبالضبط ساحة حرية التعبير بأول ماي لانطلاق حملتها الانتخابية، دفاعا على الحق في التعبير، وفق ما كشفه «للنصر» العضو القيادي في الحزب لخضر بن خلاف، قائلا إنه تحت شعار « السلطة للشعب» سينشط قياديو جبهة العدالة والتنمية حملة انتخابية مكثفة عبر أغلب ولايات الوطن، وسيتم عقد تجمعات وطنية وولائية وخرجات جوارية إلى غاية آخر يوم من عمر الحملة.
لطيفة بلحاج
