* وضع اللّمسات الأخيرة لفتح معبر الدبداب وإعادة الخط البحري الجزائر- طرابلس
أكد وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم أن الجزائر لبت نداء الأخوة وواجب الجيرة و لم تقف موضع المتفرج من الأزمة التي تمر بها الجارة ليبيا ولم تدخر جهدا من أجل التحرك و التأثير على الصعيدين الإقليمي والدولي لإعادة هذا البلد إلى مكانته ضمن إطار المغرب العربي وإفريقيا وبين الأمم، وكشف عن وضع آخر اللمسات بالتنسيق مع الجانب الليبي من أجل إعادة فتح معبر الدبداب الحدودي بين البلدين، وإعادة فتح الخط البحري بين الجزائر وطرابلس.
جدد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، أمس دعم الجزائر الكامل لجهود السلطات الليبية، مجسدة في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية لإعادة الاستقرار السياسي والأمني بليبيا، وتحقيق المصالحة الوطنية بين كافة أفراد الشعب الليبي، وتوحيد مؤسسات الدولة و تقويتها، تمهيدا لإجراء انتخابات عامة حرة و نزيهة تصون سلامة ووحدة التراب الليبي وتضع ليبيا على سكة إعادة الإعمار و الازدهار و النمو.
وقال بوقدوم في كلمته الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي الجزائري- الليبي المنعقد أمس بفندق الأوراسي بالجزائر أن الجزائر عبر دبلوماسيتها "لم تدخر جهدا وتحركت بكل ما تملك من رصيد وقوة تأثير على الصعيدين الإقليمي والدولي لإعادة ليبيا إلى مكانتها ضمن المغرب العربي، إفريقيا وبين الأمم".
وعاد المتحدث للعلاقة التاريخية المتينة والروابط العميقة التي تجمع الشعبين الجزائري والليبي فقال" إن الجزائريين كافة ينزلون ليبيا و لأسباب شتى منزلة خاصة، فكيف لنا أن ننسى ما قدمه الشعب الليبي الشقيق من دعم مادي ومعنوي للثورة الجزائرية المجيدة، و كيف لنا أن لا نستحضر في هذا المقام بكل فخر و اعتزاز "معركتي إيسين" في 3 أكتوبر 1957 و 25 سبتمبر 1958 التي اختلط فيهما الدم الليبي بالدم الجزائري، في أسمى صور التضحية و أرقى معاني الإيمان بالمصير المشترك للشعبين".
وعليه وانطلاقا من هذه القيم المشتركة وبالنظر لما تعيشه ليبيا أردف بوقدوم " لم يكن ممكنا للجزائر و أختها الشقيقة ليبيا تمر بمحنتها الكبيرة أن تقف موضع المتفرج، فلبت نداء الأخوة وواجب الجيرة وتحركت الدبلوماسية الجزائرية بكل ما تملك من رصيد و قوة تأثير على الصعيدين الإقليمي و الدولي لكي ترجع ليبيا إلى مكانتها ضمن المغرب العربي، إفريقيا و الأمم".
ومن هذا المنطق أكد بوقدوم أن الجزائر بادرت- حين غفل البعض واستصعب البعض الأخر الأمر- إلى استقبال كافة الفرقاء الليبيين على اختلاف مشاربهم للتقريب بينهم وللبحث عن حلول توافقية يضعها الليبيون أنفسهم بما يبعد بلادهم عن الأطماع والتدخلات الأجنبية المتربصة بخيراتها وبمقدرات شعبها، وواكبت في الوقت ذاته و دعمت كافة المساعي و المبادرات الدولية الجادة و المخلصة الرامية لوقف الفتنة في ليبيا، بما في ذلك مسار برلين و توقيع الاتفاق السياسي الليبي تحت الرعاية الأممية.
وبشأن المنتدى الاقتصادي الجزائري الليبي الهام الذي افتتح أمس بالأوراسي أورد وزيرنا للشؤون الخارجية أنه يمثل "بما يصبو إليه من إرساء لأسس شراكة اقتصادية حقيقية و شاملة بين البلدين، شكلا آخر لا يقل أهمية عن الدعم السياسي والأمني الذي تقدمه الجزائر إلى جارتها وشقيقتها ليبيا"، مشددا على أن طموح الجزائر في الشراكة الاقتصادية المنشودة مع ليبيا أكبر من أن يقتصر على الرفع من المبادلات التجارية، وإنما يتعداه إلى تشجيع تدفق الاستثمارات المباشرة المتبادلة وإنشاء الشركات المختلطة و الاشتراك في رأس مال المؤسسات وغير ذلك من الآليات الكفيلة بالاستغلال الأمثل لفرص التعاون الكبيرة بين البلدين.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي فقد بادرت الجزائر- يضيف ذات المتحدث- إلى اتخاذ مجموعة من القرارات و التدابير الكفيلة بتوفير الإطار المؤسساتي والقانوني بما يمكن المبادرين الاقتصاديين ورجال الأعمال الجزائريين والليبيين من إطلاق مشاريع تعاون و شراكات ترتقي إلى مستوى المؤهلات الكبيرة التي يتمتع بها اقتصاد البلدين.
وتبعا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، القاضية بإعادة فتح المعبر الحدودي الدبداب، أعلن بوقادوم في كلمته الافتتاحية أن الجانب الجزائري بصدد وضع آخر الترتيبات اللوجيستية و التقنية بالتنسيق مع الجانب الليبي، كما يعكف الجانبان الجزائري والليبي على استكمال المحادثات النهائية لإعادة فتح الخط البحري الرابط بين طرابلس و الجزائر العاصمة للاستغلال في مجال نقل السلع و البضائع.
وعبر الوزير عن أمله في أن يشكل هذا المنتدى الاقتصادي فرصة لإجراء تقييم شامل لمسار الشراكة و آليات التعاون القائمة بين البلدين، و أن تكلل أشغاله بالتوقيع على اتفاقيات تعاون ثنائية مثمرة، تؤسس مستقبلا لشراكة اقتصادية جزائرية ليبية شاملة و دائمة تعود بالفائدة والخير على البلدين والشعبين الشقيقين.
ويشارك في هذا المنتدى الاقتصادي الذي يحتضنه فندق الأوراسي على مدى يومين 400 متعامل اقتصادي من الجزائر وليبيا من مختلف القطاعات الاقتصادية، فضلا عن ممثلي غرف التجارة والصناعة والفلاحة ومنظمات أرباب العمل والهيئات الحكومية ذات الصلة بالشأن الاقتصادي، وينظم المنتدى بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وبحث فرص الشراكة التي تتيحها مختلف القطاعات في البلدين.
وعلى هامش المنتدى سينظم معرضا للمنتجات الجزائرية( سلع وخدمات) بقصر المعارض بالصنوبر البحري اليوم وغدا ويكون بذلك فرصة لإطلاع المتعاملين الاقتصاديين الليبيين على هذه المنتجات وعقد الشراكات الثنائية مع نظرائهم الجزائريين.
إ -ب