قال رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، أمس بعنابة، بأن نوابه سيعملون على تحقيق أمنية الشعب المتمثلة في النهوض بحاله ومعيشته عن طريق نظام عادل، ومؤسسات تحظى بالشرعية قوية وفعالة، فيما أكد يوم الخميس بقالمة بأن الأحزاب السياسية في الجزائر هي مؤسسات شعبية لا تكن العداء لأي جهة، و اعتبرها من مؤسسات الدولة التي تعمل على تربية الفرد و تقويم سلوكه الديني و السياسي بما يعود بالخير و الصلاح على الأمة و الوطن.
و أوضح جاب الله لدى تنشيطه تجمع شعبي بدار الثقافة والفنون محمد بوضياف بعنابة، بأن أهم ما يساعد على إصلاح الدولة، توفر الشرعية الكاملة، ما يحقق الفاعلية والمرونة والاستقرار وضمان الحقوق والقيام بالواجبات، وإرساء القانون ورعاية الصالح العام، مضيفا "من كانوا يرسمون السياسات لا يعيشون واقع الشعب ومعاناته، جميع البرامج التي قدمت مآلها الفشل لأنها غير مستمدة من الواقع".
وأكد عبد الله جاب الله، بأن حزبه يتمسك بالاجتهادات في رسم السياسات، بمبدأ دفع الضرر وتقبل الآخر، معتبرا جميع الدساتير فيها خلل.
وذكر المتحدث، بأن بعض الممارسات وحتى النصوص تعرقل الأحزاب، منها جوانب تنظيمية كجمع الاستمارات، مشيرا إلى عجز قوائم وأحزاب على جمع النصاب، رغم ذلك تم التدخل لتمريرها بعد تمديد آجال إيداع الاستمارات.وتساءل جاب الله عن جدية وجود جهد مبذول، للحفاظ على الدخل القومي للبلاد، وحماية المال العام و وضع حد للتبذير والنصب والاحتيال و الرشوة وغيرها من الآفات التي تنخر الاقتصاد والمجتمع، دون الحديث على بعض الاستثناءات الموجودة للتصدي لبعض هذه الظواهر حسب تعبيره. كما انتقد جاب الله، سياسة الأجور والضرائب، قائلا "هناك مزاجية في تحسين أجور المواطنين، أصبح راتب الجزائري من بين الأسوأ في العالم العربي، كما أن نظام الضرائب مجحف ولا يحفظ مصالح وأموال الناس".
وتحدث جاب الله على صعوبة الوضع الذي تعيشه البلاد، وكان قرار مشاركة حزبه في هذه الانتخابات– حسبه - من باب المساعدة على رفع الضرر، والتقليل من الأخطاء التي تحدث بسبب التشريع وسن القوانين، و أضاف بأن عمل نواب الحزب إذا ما تم تزكيتهم وكانت لهم كتلة مهمة في البرلمان، سيرتكز على الرقابة على عمل السلطة، والدفاع عن الشرعية، ومنع استغلال ثروات الأجيال القادمة، وأن يكون نواب الحزب وسطاء لدى السلطات المحلية والمركزية لقضاء حوائج الناس المظلومين، مشيرا إلى الرصيد النضالي والتجربة التي اكتسبها الحزب في السنوات الماضية عن طريق نوابه في البرلمان.
و قال جاب الله متحدثا أمام مناضلي و أنصار حزبه، بالقاعة متعددة الرياضات بمركب سويداني بوجمعة بقالمة، بأن الأحزاب من حقها ممارسة الرقابة على مؤسسات الدولة، و هذه من صلاحياتها و ليست امتيازات كما يعتقد البعض، موجها انتقادات حادة للمؤسسات الرسمية التي تعمل على تعطيل مصالح الناس و تدفع بهم إلى مستنقع اليأس، داعيا إلى الاعتماد على خصائص الكفاءة و القدرة و الأمانة لتولي المسؤولية.
و يرى عبد الله جاب الله بأن إصلاح الدولة و المجتمع يكون بتعميق نظام ديمقراطي يعتمد على مبدأ المشاركة في الحكم، معتبرا كثرة القوائم المستقلة و تراجع مكانة الأحزاب السياسية في انتخابات البرلمان، بأنه تكسير لهذه الأحزاب.
و دعا المتحدث إلى حرية و نزاهة الانتخابات و تحقيق المواطنة على أساس العدل و المساواة، و التمكين لروابط الوحدة و الماضي المشترك بين العرب و الأمازيغ في الجزائر، و تحقيق شراكة كاملة و عادلة بين كل أبناء الأمة على أساس احترام الدين و القانون الشرعي، و صون عرض المواطن و ماله و حمايته من الاعتداء مهما كان شكله و مصدره.
و دعا عبد الله جاب الله إلى دولة يتعاون فيها المجتمع مع حكامه لرعاية مصالح الأمة رعاية عادلة، في ظل الوحدة الوطنية المتطلعة إلى التطور الاقتصادي و الاجتماعي و التنشئة الصالحة للأبناء، حتى يكونوا جيل المستقبل المتمكن من أسباب التقدم.
و ختم عبد الله جاب الله خطابه بالدعوة إلى مواصلة المعركة مع الفساد و نهب المال العام و توظيفه لمآرب أخرى، و محاربة أمراض الإدارة الجزائرية، و زيادة أجور الموظفين.
حسين دريدح /فريد.غ