حذر المفتش البيطري بوزارة الفلاحة نجيب دحمان أمس، من اقتناء الأضاحي من نقاط البيع العشوائية، بسبب عدم خضوعها للمراقبة البيطرية، في ظل لجوء كثير من الوسطاء إلى تسمين الحيوانات باستعمال الهرمونات لتحقيق الربح السريع، ناهيك عن عدم خضوع هذه الفضاءات إلى إجراءات الوقاية من فيروس كورونا.
وأكد المفتش البيطري في تصريح «للنصر» تزايد عدد نقاط البيع العشوائية مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى، قائلا إن كثيرا من الوسطاء استغلوا مساحات عامة لعرض الماشية بعيدا عن رقابة الجهات المختصة، وهي تستقطب يوميا عشرات المواطنين الذين يبحثون عن الأسعار المعقولة دون الاكتراث لنوعية الأضاحي، وما تتلقاه من أعلاف وأدوية لا ينصح بها الأخصائيون.
وتطرح نقاط البيع غير المرخصة كل سنة مشاكل عدة، لأن كل ما يعرض بها من ماشية لا يخضع للمراقبة البيطرية الدورية للتأكد من سلامة الحيوانات ومن مصادرها وفق المصدر، وبما أن عددها يتجاوز بكثير عدد النقاط المعتمدة، فإن الإقبال عليها يكون أكثر، في ظل قلة وعي المواطنين بخصوص المخاطر الناجمة عن اقتناء الأضحية من هذه الفضاءات.
وبحسب الدكتور نجيب دحمان فإن السيطرة على كافة نقاط البيع الفوضوية يبدو صعبا نوعا ما بسبب أعدادها الكبيرة، واتخاذها أماكن متفرقة وغير ظاهرة لعرض الماشية بأسعار متفاوتة، بغرض السيطرة على السوق، خلافا للنقاط المعتمدة التي تطبق أسعارا متقاربة، وتقع في مساحات معلومة.
وأوضح المتدخل بخصوص الأخطار الصحية الناجمة عن تناول لحوم مجهولة المصدر، بأنها متعددة، لا سيما إذا كان المربي من الصنف الذي ينتهز فرصة العيد لتحقيق الربح السريع، باستعمال مواد محظورة لتسمين الماشية في ظرف قياسي، من خلال منحها الهرمونات الأنثوية، او «الأستروجين» المتواجد في حبوب منع الحمل، مؤكدا بأن تداعيات هذه المواد جد خطيرة على صحة المستهلك.
كما يلجأ الكثير من الوسطاء الذين لا يمتون بصلة لمهنة تربية المواشي إلى تقديم أغذية مركزة للحيوانات بغرض التسمين، مما يؤثر على نوعية اللحوم ويجعلها أكثر ذهنية وغير صحية، وهو ما يشتكي منه الكثير من المواطنين بعد نحر الأضحية.
ويضيف المتدخل بأن نقاط البيع المقننة عكس العشوائية، تتيح للبياطرة الفرصة لتفقد الحيوانات المعروضة، للوقوف على الأمراض التي قد تحملها، خاصة ما تعلق بالكيس المائي بمختلف أنواعه وكذا الطفيليات، كما تسمح لأعوان الأمن الذين يسهرون على تأطيرها وتنظيمها فرض التقيد بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا على كل الوافدين عليها، لا سيما مع ارتفاع عدد الإصابات الجديدة المسجلة يوميا.
وبخصوص تفادي ظاهرة تحول لحوم الأضاحي إلى اللون الأخضر، على غرار ما تم تسجيله في مواسم سابقة في عديد من الولايات، نصح الطبيب البيطري بتسريع عملية سلخ الأضحية، وعدم الانتظار لوقت طويل إلى غاية قدوم من يتولى هذه المهمة، إلى جانب الحرص على تنظيم مكان النحر باستعمال الماء، لتفادي تنقل البكتيريا المنتشرة في الفضاء الخارجي إلى لحم الأضحية.
وذكر المفتش البيطري بأن عيد الأضحى لهذه السنة سيتزامن مع موسم الحر، لذلك فإن اتخاذ الإجراءات الوقائية، خاصة ما تعلق بنظافة مكان النحر والأيادي والأدوات المستعملة، تعد عناصر ضرورية للوقاية من الأمراض الناجمة عن تناول لحوم غير سليمة.
كما حذر المتدخل من النتائج الوخيمة لتجاهل البروتوكول الصحي للوقاية من فيروس كورونا، مشددا على ضرورة ارتداء الكمامات وغسل الأيادي، و احترام التباعد الاجتماعي، من أجل تمضية هذه المناسبة في أجواء هادئة، والحد من نسبة العدوى بالفيروس.
لطيفة بلحاج