قالت الحماية المدنية بقالمة أمس الأحد بأن جهود إخماد حريق جبال بني صالح ما زالت متواصلة للقضاء على آخر البؤر، باستعمال وسائل التدخل الأرضي و الجوي، و بدعم من الجيش الوطني الشعبي، و مواطنين تنقلوا إلى خطوط النار لتقديم المساعدة لفرق الحماية المدنية و الغابات، و القطاعات الأخرى التي تعمل بالغابات المشتعلة لليوم الخامس، عقب اندلاع الحريق الكبير الخميس الماضي.
و قد سمح التدخل الجوي مساء السبت، بإخماد عدة بؤر صعبة كانت عصية على فرق التدخل الأرضي التي ظلت تقاوم، في محاولة للحد من تقدم النيران إلى مزيد من المساحات الغابية الواسعة، من الجبال الشهيرة المشتركة بين ولايات قالمة، سوق أهراس و الطارف.
و بدأت رقعة الحريق في الانحسار بعد تدخل طيران مكافحة الحرائق، و يتوقع السيطرة على الوضع خلال الساعات القليلة القادمة، بعد تراجع موجة الحر القوية التي ضربت المنطقة، و أدت إلى اندلاع عدة حرائق بالأقاليم الغابية و الأحراش الواقعة شرقي الولاية، ملحقة خسائر مادية كبيرة، و خاصة بمشاتي بلدية حمام النبائل حيث أتت النيران على رؤوس مواشي و مداجن، و أشجار مثمرة و مراعي.
و تتعرض المحمية الطبيعية بجبال بني صالح بقالمة إلى حرائق مدمرة في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تضرر الحياة البرية و تراجع أعداد حيوان الأيل البربري، الذي أصبح نادر الوجود بالمحمية الشهيرة التي تعد بمثابة الرئة الطبيعية بالإقليم الكبير المتاخم للحدود التونسية.
و قد تعرضت ولاية قالمة إلى موجة حر قوية خلال الأيام الماضية حيث تجاوزت الحرارة 47 درجة تحت الظل، صاحبتها رياح ساخنة فاقمت الوضع و وسعت رقعة الحرائق، و أخرجت الوضع عن السيطرة بعدة مواقع جغرافية صعبة.
و لأول مرة منذ عدة سنوات يشارك سكان ولاية قالمة في جهود الإخماد بقوة، من خلال عمليات ميدانية فعالة باستعمال صهاريج المياه، و تقديم المساعدات الغذائية و مياه الشرب للسكان المتضررين، و فرق الإطفاء المرابطة على الجبهات المشتعلة.
و لم تتوقف نداءات الإغاثة منذ الخميس الماضي داعية إلى تشكيل مجموعات من المتطوعين لتقديم المساعدة إلى فرق الإطفاء النظامية، التي خاضت معارك مضنية للسيطرة على الوضع، و حماية الأرواح و الممتلكات بالمشاتي الواقعة في دائرة الخطر.
فريد.غ