كشف أمس، محافظ الغابات لولاية الطارف، منذر ونادة، في تصريح للنصر، أنه تم إطفاء جميع الحرائق على مستوى الولاية، وآخرها الحريق الذي أخمد مساء أمس الأول بغابات بلديتي شيحاني مع حدود ولاية قالمة، بعد الاستعانة بالحوامات وتدخل الجيش والدرك الوطني، وكذا فرق الإنقاذ المشتركة من الحماية المدنية والغابات وحتى المواطنين.
وأكد المسؤول إخماد 40 حريقا منذ 10 أوت الجاري عبر 15 بلدية، وقد خلفت خسائر فادحة بالثروة الغابية قدرتها مصادر أخرى في حصيلة أولية بحوالي 2000 هكتار. ونوه المسؤول بالجهود الكبيرة التي بذلتها القطاعات وفرق الإنقاذ المشتركة في السيطرة والتحكم في النيران وحماية المواطنين والممتلكات.
وجدد المتحدث التأكيد بأنه لم يتم تسجيل أية خسائر في الأرواح أو الممتلكات، بفضل سرعة التدخل وتطويق ألسنة النيران التي أتت على مساحات قليلة من الأشجار المثمرة، فيما تم التكفل بإجلاء بعض العائلات القريبة من المواقد المشتعلة، قبل عودتها لمنازلها بعد الاطمئنان على الوضع الذي قال المسؤول إنه تحت السيطرة. ولا تزال فرق الإنقاذ مرابطة بعتادها بالغابات ومحيطها العمراني على مدار الساعة، تحسبا لأي طارئ في حالة عودة نشوب الحرائق.
من جهته أكد مدير الحماية المدنية لولاية الطارف، المقدم ملبوس عبد العزيز، في تصريح للنصر يوم أمس، أن الوضعية عادية بعد أن تم إخماد 28 حريقا عبر 14 بلدية، حيث تم خلال الـ 24 ساعة الماضية إطفاء آخر حريقين نهائيا بغابتي عين برقوقاية و شيحاني مع حدود ولاية قالمة، في حين تواصل فرق التدخل حراسة المناطق الغابية و المواقد التي تم إخمادها خاصة بغابات بلديات الزيتونة، شيحاني و العيون، كما سجل المتحدث عدم مغادرة فرق الإنقاذ المشتركة المناطق الغابية التي توجد حسبه، تحت حصار الحراسة على مدار 24 ساعة.
وأشار المسؤول إلى أن الإمكانيات المسخرة لمجابهة الحرائق بالولاية آتت أكلها في السيطرة على النيران و التحكم فيها، بما فيها تدخل الأرتال المتحركة للحماية المدنية و الغابات التي أعطت دفعا للعملية، في وقت سجلت فيه بحسب المتحدث، 6 حرائق كبرى ومهولة بكل من بلديات بالريحان، أم الطبول، العيون، الزيتونة و عين الكرمة و التي تمت السيطرة عليها بعد ساعات وجهود طويلة من التدخل، دون وقوع أي خسائر في الأرواح والممتلكات، و هذا تحت المرافقة والمتابعة الميدانية للسلطات المحلية التي جندت بدورها كل الإمكانيات بما فيها المؤسسات العمومية و الخاصة لمجابهة أي طارئ، جراء موجهة الحرائق التي شهدتها الولاية.
و تطرق المدير الولائي للحماية المدنية، إلى الدعم المعنوي الكبير الذي قدمه المواطنون و السكان لفرق الإنقاذ خلال فترة إخماد النيران و كذا الجهود التي قامت بها بعض الجمعيات في مد يد المساعدة لتجاوز هذا الظرف الصعب، إلى جانب المساهمة القوية و الفعالة للجيش في السيطرة على الحرائق جويا وميدانيا.
من جهة أخرى، استقبلت ولاية الطارف عدة قوافل تضامنية محملة بالمساعدات من مختلف الولايات على غرار قسنطينة، وهران، سوق أهراس و قالمة، حيث وجهت حسب القائمين عليها محليا، للعائلات المتضررة من الحرائق، في الوقت الذي تطمئن فيه الجهات الرسمية عدم تسجيل أي أسرة متضررة بفعل النيران إلى غاية يوم أمس.
و جاءت المساعدات التضامنية بعد الحملة التي أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، غير أنه وبعد وصول هذه الإعانات تم تحويلها لمخازن تابعة للهلال الأحمر الجزائري لبلدية الطارف، بغرض دعم المخزون الاحتياطي وتوزيع هذه المساعدات لاحقا على العائلات المعوزة، في حين تتحدث الجهات المختصة عن تهويل للوضع بالطارف من قبل البعض و توجيه نداءات طلب الاستغاثة رغم أن الحالة عادية ومستقرة و لا وجود لأي شخص منكوب أو متضرر من هذه النيران .
نوري.ح