- ننتظر تعيين المبعوث الشخصي للأمين العام لإيجاد حل دائم
أعرب سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر أمس عن ترحيب جبهة البوليساريو بتعيين، الروسي ألكسندر إيفانكو، ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيراس، في الصحراء الغربية ورئيسا لبعثة المينورسو، وقال إن « البوليساريو » تنتظر تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام الذي ما يزال شاغرا منذ استقالة المبعوث الشخصي السابق إلى الصحراء الغربية، هورست كولر منذ سنتين، للتوصل إلى حل سلمي ودائم لإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية.
وأوضح السفير الصحراوي في تصريح للنصر بأن ترحيب جبهة البوليساريو بتعيين الروسي ألكسندر إيفانكو، خلفا للكندي كولين ستيوارت، على رأس « مينورسو »، يعود إلى كون الممثل الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية، ملما بملف النزاع في الصحراء الغربية كونه سبق وأن شغل منصب رئيس أركان بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية منذ عام 2009، فضلا لما له من الخبرة في الشؤون الدولية وحفظ السلام على مدى ثلاثة عقود.
وفي ذات السياق أكد السفير الصحراوي تمسك جبهة البوليساريو، بمطلب توسيع مهام بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية «مينورسو» وتمكينها من آلية لمراقبة وضعية حقوق الإنسان في المدن المحتلة مثلها – كما قال - مثل باقي البعثات الأممية الموزعة على مختلف مناطق النزاع في العالم.
وتأسف السيد الطالب عمر لفشل بعثة «مينورسو» منذ حوالي ثلاثة عقود في مهمتها الأساسية في توفير شروط تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي منذ إنشائها قبل 29 سنة إلى جانب فشلها – كما قال - في مهمة مراقبة وضعية حقوق المدنيين الصحراويين بالأراضي المحتلة.
ولفت السفير الصحراوي إلى أن جبهة البوليساريو، طلبت من مجلس الأمن في عديد المرات توسيع مهمة «مينورسو» التي أنشأها مجلس الأمن بموجب قراره 690 (في أفريل1991) لمساعدة الممثل الخاص في جميع جوانب تنظيم وإجراء استفتاء تقرير مصير شعب الصحراء الغربية، لكي تشمل مهامها «مراقبة حقوق الإنسان طبقا للمبادئ الأساسية لعمليات حفظ السلام الأممية ولكن نداءاتها بقيت دون صدى».من جهة أخرى أكد سفير الجمهورية الصحراوية بأن جبهة البوليساريو تنتظر وتلح على ضرورة تعيين المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية الذي لا يزال منصبه شاغرا منذ استقالة الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر في شهر ماي 2019 لأسباب صحية وفق ما تم إعلانه، مبينا بأن مهام الممثل الأممي الخاص رئيس المينورسو، (المقيم في مدينة العيون المحتلة) تختلف عن مهام المبعوث الخاص ( غير المقيم )، إذ يركز الأول بشكل أكبر على إدارة عمل البعثة الأممية، بينما ينصب عمل الثاني على المفاوضات بين طرفي النزاع والبحث عن حل له.
ومعلوم – حسب محدثنا – أن عمل الرئيس كولر قد أتاح إحراز تقدم كبير في الملف الذي كان يضطلع بمسؤوليته، ولا سيما عقد حلقتي نقاش في جنيف جمعتا جبهة البوليساريو والمغرب لذلك فإن الطرف الصحراوي – يضيف – يدعو إلى الإسراع في تعيين مبعوث خاص للأمين العام من أجل استمرار الدينامية الإيجابية التي خلقها كولر سعيا لإيجاد حل للقضية الصحراوية، ووضع حد لكل المحاولات المغربية التي تسعى لإحباط كل محاولة تسعى لإنهاء الاستعمار من آخر مستعمرة إفريقية، سيما عرقلة جهود تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية لخوفه الواضح من نتيجة الاستفتاء.
وبعد أن لفت إلى أن جبهة البوليساريو ظلت لما يقرب من ثلاثة عقود ملتزمة التزاما كاملا بعملية الأمم المتحدة للسلام في الصحراء الغربية وقدمت تنازلات هائلة لكي تتقدم العملية صوب تحقيق هدفها المتفق عليه من قبل الطرفين، وهو إجراء استفتاء حر ونزيه لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية، أكد السفير الصحراوي أن الإرادة السياسية والمرونة التي تحلت بهما جبهة البوليساريو لم تقابلا بالمثل من قبل الطرف الآخر، مشيرا إلى أن غياب موقف قوي وواضح وحازم من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، إزاء استخفاف المغرب التام بولاية الأمم المتحدة وقراراتها المتعلقة بالصحراء الغربية قد شجع دولة الاحتلال على الاستمرار، مع الإفلات التام من العقاب، في ممارساتها الاستعمارية ومحاولاتها لفرض الأمر الواقع بالقوة في الصحراء الغربية المحتلة.
وأكد السيد عبد القادر الطالب عمر أن الخيار الوحيد لإنهاء النزاع في الصحراء الغربية، هو إتاحة الفرصة للشعب الصحراوي لممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال بكل حرية وديمقراطية، من خلال إجراء استفتاء حر ونزيه.
وتأسف المتحدث من أن غياب موقف قوي وواضح وحازم من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إزاء استخفاف المغرب التام بولاية الأمم المتحدة وقراراتها المتعلقة بالصحراء الغربية قد شجع دولة الاحتلال على الاستمرار في ممارساتها الاستعمارية ومحاولاتها لفرض الأمر الواقع بالقوة في الصحراء الغربية المحتلة ، مع الإفلات التام من العقاب.
وبهذه المناسبة، جدد السفير الصحراوي تمسك الشعب الصحراوي وممثله الوحيد جبهة البوليساريو في الظرف الراهن بحقه في الاستمرار في الكفاح المسلح بسبب تقاعس الأمم المتحدة عن العمل بحزم في مواجهة الأعمال المغربية المزعزعة للاستقرار والعدوانية، سيما قيام المحتل المغربي، في13 نوفمبر 2020، بانتهاك صارخ لوقف إطلاق النار الموقع بين طرفي النزاع عام 1991 وقرارات مجلس الأمن، وقد أدى العمل العدواني المغربي – يضيف – السيد الطالب عمر، وبنحو عنيف تجاه الشعب الصحراوي إلى انهيار ما يقرب من 30 عاماً من وقف إطلاق النار وإلى اندلاع حرب جديدة يمكن أن تكون لها أخطر العواقب على السلم والأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
وقال في هذا « إن كانت جبهة البوليساريو تلتزم التزاما تاما بالتوصل إلى حل سلمي ودائم لإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية، فإن الشعب الصحراوي لن يتخلى أبداً عن حقه غير القابل للتصرف وغير القابل للمساومة في تقرير المصير والاستقلال، وسنواصل استخدام جميع الوسائل المشروعة للدفاع عن حقوقه وسيادة بلده».
عبد الحكيم أسابع