أعلن الهلال الأحمر الجزائري عن إطلاق مبادرة لفائدة الأسر التي فقدت الاتصال بذويها ممن اختاروا الهجرة غير الشرعية، قصد تمكينهم من العثور عليهم والاطمئنان على أوضاعهم، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تعنى بهذه الفئة من المهاجرين.
وأكد الهلال الأحمر الجزائري في منشور له عبر موقعه الرسمي بأنه سيسعى إلى مساعدة الأسر التي فقدت الأمل في التواصل مع أبنائها وذويها الذين هاجروا بطريقة غير شرعية، مستغلا الشراكة التي تربطه باللجنة الدولية للصليب الأحمر لتحقيق حلم عشرات العائلات التي تنتظر سماع أخبار مطمئنة بشأن أفرادها الذين قرروا ركوب قوارب الموت للعبور إلى الضفة الأخرى.
كما تتوجه المبادرة التي أطلقها الهلال الأحمر إلى كل من يرغب في التواصل مع المهاجرين غير الشرعيين من الجزائريين، سواء تعلق الأمر بصديق أو قريب أو أخ، بغية إعادة ربط الاتصالات معهم، بعد أن يتم العثور إليهم والتعرف على مقرات إقامتهم، من خلال استغلال المعلومات التي تتوفر عليها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ودعا الهلال الأحمر في ذات المنشور، الأسر التي تضررت من انقطاع التواصل مع أفرادها وذويها، للتقرب من المكاتب الولائية التابعة له، أو من المكتب الوطني الكائن مقره بالعاصمة، للحصول على المساعدات الممكنة، من خلال إطلاق عملية البحث عن «الحراقة» المفقودين بالتعاون مع فروع اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تتوزع في عديد الدول.
وتقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكذا الهلال الأحمر بالبحث عن أفراد الأسر الذين تم فقدانهم لأسباب عدة، من بينها النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية أو التي يتسبب فيها الإنسان، فضلا عن الهجرة الشرعية التي تفاقمت في السنوات الأخيرة، جراء تنامي شبكات الاتجار بالبشر التي تستغل الظروف القاهرة للشباب لدفعهم إلى المغامرة بحياتهم عبر ركوب قوارب الموت، لتتوقف بهم أحلامهم في عرض البحار.
وستعيد المبادرة التي أعلن عنها الهلال الأحمر الجزائري لأسر ظلت لسنوات وهي تنتظر أن يعود أبناؤها إلى أحضانها، فرارا من جحيم الإقامة غير الشرعية والحياة غير المستقرة، ومن التنقل من بلد إلى آخر بحثا عن ظروف أفضل، عن طريق الجهود التي قررت هذه الهيئة الإنسانية إطلاقها لإعادة الأمل إلى الحراقة وذويهم، بإعادة جمع شملهم من جديد.
وأوضح الهلال الأحمر بأن العثور على الحراقة أضحى أمرا ممكنا، وسيتم تجسيده على أرض الواقع من خلال الشراكة التي تربط هذه الهيئة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تكرس قسما هاما من عملها ونشاطها الإنساني للعناية بفئة المهاجرين، لا سيما المستضعفين منهم، الذين يذهبون ضحية شبكات الاتجار بالبشر، والوعود الزائفة قبل أن يصطدموا بواقع مرير.
ويذكر بأن جهود البحث عن الحراقة المفقودين لم تتوقف يوما من قبل الأسر المتضررة، التي لجأت إلى التنسيق فيما بينها والتواصل مع السلطات المعنية لمساعدتها على العثور على أبنائها، واضطرت كثير منها للتنقل إلى دول مجاورة بعد أن وردتها معلومات غير مؤكدة بشأن مصير ذويها، دون أن تتوصل إلى نتائج ملموسة.
ومن شأن تولي الهلال الأحمر الجزائري مهمة البحث والتواصل مع الشباب الذين هاجروا بطرق غير شرعية، أن يخفف العناء عن الأسر التي ما تزال تبكي فقدان أبنائها، لا سيما وأن التعاون سيتم على المستوى الدولي من خلال فروع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على أمل سماع معلومات مطمئنة باعثة للأمل.
وتتزامن مساعي هذه الهيئة الإنسانية التي تساهم في العناية بالفئات الهشة، مع الجهود التي تقوم بها السلطات العمومية للقضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية، عبر التكفل بالمشاكل الاجتماعية لفئة الشباب، من بينها الإجراء الأخير المتعلق بإقرار منحة للبطالة، فضلا عن مضاعفة فرص العمل، عبر تمكين خريجي الجامعات من استحداث مشاريع لحسابهم، وغيرها من التدابير الأخرى ذات البعد الاجتماعي.
لطيفة بلحاج
