ودعت الأسرة الجامعية وأسرة المجاهدين، أول أمس، المجاهد البروفيسور لزرق حسان، الذي وافته المنية في أولى ساعات صباح الخميس، عن عمر ناهز 100 سنة، تاركا وراءه موروثا فكريا وشواهد علمية ستذكره على مدار الأجيال ومنها جامعة العلوم والتكنولوجيا وجامعة السانيا وعيادة طب العيون بوهران، و تقدم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بتعازيه الخالصة إلى عائلة الفقيد.
وكتب الرئيس تبون على صفحته الرسمية بموقع تويتر قائلا: «تعازي الخالصة لعائلة المجاهد، البروفيسور لزرق حسان، ولكل رفقائه..أب الجامعة الجزائرية، قطب من أقطابها الوطنيين الأكفاء، وأول مدير لجامعة وهران. رحم الله الفقيد. إنا لله وإنا إليه راجعون».
وشيعت جنازة الفقيد في جو مهيب بحضور وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان، وكذا أسرة الفقيد والأسرة الجامعية والطبية وعدد من المواطنين.
ولد لزرق حسان سنة 1922 بالحروش في سكيكدة أين تحصل على بكالوريا فلسفة سنة 1945 ثم تحول لقسنطينة أين واصل دراسته الجامعية التي أهلته للانتقال إلى جامعة مونبوليي بفرنسا أين درس الطب وتخرج منها سنة 1954، ومباشرة بعد عودته للجزائر التحق بصفوف جيش التحرير الوطني بالولاية الخامسة لغاية 1962 حيث كان طبيبا ومجاهدا.
وتم تكريم البروفيسور لزرق حسان أحد أعلام الطب والتعليم العالي بالجزائر، في ماي الماضي من طرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وقد التقت النصر بالبروفيسور الراحل حينها بجامعة وهران وكان قد فقد السمع والقدرة على النطق وهو في سن يناهز القرن، كما تم تكريمه في عدة مناسبات والبارز منها سنة 2014 بوسام «الشمس الساطعة» الذي يمنحه الإمبراطور الياباني، وهذا تكريما لمسيرته العلمية التي دامت أكثر من 58 سنة من العطاء والجهاد سواء إبان الثورة التحريرية أو منذ الاستقلال.
ويعد البروفيسور المجاهد لزرق حسان أول طبيب مختص في طب العيون بالجزائر، وسميت باسمه أولى عيادات طب العيون بالجزائر و الواقعة بوهران، وهو أول عميد لجامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران وهي الجامعة التي تعتبر نموذجا من مجموع المشاريع التي أشرف عليها الدكتور لزرق بعد تعيينه بمرسوم رئاسي وقعه الرئيس الراحل هواري بومدين سنة 1975، للتكفل بمهمة المشاركة في أشغال الهندسة المعمارية رفقة الأستاذ الياباني «كنزوتانغ» وهو أشهر مهندس معماري في العالم آنذاك. للتذكير، كان البروفيسور لزرق يرفض الحديث عن نفسه أو تجاربه ومسيرته العلمية سواء في المجالس العلمية أو للصحافة، بينما تمكنت النصر سنة 2016 على هامش حضوره لملتقى بكراسك وهران، من افتكاك بعض الأجوبة منه في حوار نشر حينها ولقي صدى بالنظر لقامة الفقيد.
بن ودان خيرة