تشهد مديريات الحملة الانتخابية للأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة حركة دؤوبة ونشاطا مكثفا تحضيرا للانطلاق الرسمي للحملة الانتخابية، فيما تعرف عديد البلديات إنزالا للقيادات الحزبية للإشراف على دورات تكوينية وتدريبية للمترشحين لإنجاح الحملة.
لم تتنظر التشكيلات السياسية الافتتاح الرسمي للحملة الانتخابية للاستحقاقات القادمة لتباشر نشاطها الميداني، فالأجواء التي تعيشها معظم مديريات الحملة الانتخابية توحي بأن الحملة انطلقت بالفعل، يبقى فقط النزول الميداني إلى الشارع في إطار العمل الجواري والتجمعات الشعبية لمخاطبة الناخبين.
فقد تحولت جل المقرات القيادية للأحزاب المعنية إلى قاعات عمليات لحشد الوسائل والإمكانات لإنجاح الحملة الانتخابية، والتنسيق مع المكاتب الولائية لمعالجة النقائص والإشكالات التي قد تطرح، فيما قام الأعضاء القياديون بإنزال للولايات لشرح الأطر القانونية التي تنظم الحملة الانتخابية، والشعارات المعتمدة وتحديد الخطوط التي لا ينبغي تجاوزها لضمان حملة نزيهة ونظيفة.
وفي هذا الصدد، تقوم مديرية الحملة الانتخابية للتجمع الوطني الديمقراطي بربط اتصالات مع المترشحين لضبط الأجندة الإعلامية والتعريف ببرنامج الحزب والشعار الذي تم اختياره تحت عنوان « حوكمة محلية لتغيير فعال»، على أن تنطلق الحملة الانتخابية رسميا من منطقة الشرق في إطار تجمع شعبي سينشطه الأمين العام.
وتم تنصيب خلية على مستوى المقر المركزي للتجمع الوطني الديمقراطي للتنسيق مع الولايات، وتقديم الدعم المادي والبشري لمديريات الحملة الانتخابية، وبحسب الناطق باسم الأرندي الصافي لعرابي «للنصر» فإن الحركة لم تتوقف على مستوى هيئات الحزب منذ استدعاء الهيئة الناخبة.
وأكد المصدر استعداد الجميع لخوض حملة انتخابية واسعة لتحقيق الفوز، لا سيما وأن الأرندي شارك في 90 بالمائة من المجالس المحلية، و80 بالمائة من المجالس الولائية، مع منح هامش من الحرية للمترشحين لتنظيم حملة انتخابية تتناسب مع خصوصيات وطبيعة كل بلدية.
ويطمح الأرندي لإثارة محاور هامة خلال الحملة الانتخابية، من بينها الموضوع المتعلق باستكمال البناء المؤسساتي، ودور المنتخبين في الإقلاع الاقتصادي، وضرورة تحرير المبادرات وتوسيع صلاحيات الأميار، ورفع القيود الإدارية للنهوض بالبلديات.
ويجتهد بدوره حزب جيل جديد من أجل خوض حملة انتخابية ناجحة وفعالة، من خلال التركيز على شرح فحوى الخطاب الانتخابي للمترشحين الذين يسهرون على المستوى المحلي لإعداد الوسائل والإمكانات وتنظيم العمل، وبحسب العضو القيادي في الحزب لحبيب براهمية فإن الخطاب الواقعي البعيد عن الديماغوجية، سيمثل دعامة أساسية لاستقطاب الناخبين وإعادة الثقة في العملية الانتخابية.
وقال المتحدث إن المقرات الولائية لمديريات الحملة الانتخابية لجيل جديد تعرف نشاطا مكثفا ومتواصلا، بعد أن قررت القيادة ترك حرية المبادرة للمترشحين لخوض حملة انتخابية تتلاءم مع طبيعة كل بلدية، وما تواجهه من تحديات ورهانات.
وتواصل بدورها حركة مجمع السلم التحضير المادي للحملة الانتخابية، مع تنظيم دورات تكوينية يشرف عليها الأعضاء القياديون لفائدة المترشحين للاستحقاقات القادمة، لشرح المواد القانونية التي تؤطر العملية الانتخابية، وكل ما يتعلق بالمراقبة وجمع الأصوات والطعون ومختلف مجريات يوم الاقتراع.
كما تحرص الحركة على تحسيس المرشحين الذين قدموا من خارج القواعد النضالية، بضوابط حركة مجمع السلم، وبالأهداف المرجو تحقيقها من خلال خوض الانتخابات المحلية، فضلا عن شرح الخطوط الحمراء التي لا ينبغي تجاوزها لضمان حملة انتخابية نظيفة.
وتعد الرسائل التي تنوي حمس توجيهها خلال الحملة من بين العناصر الهامة لاستقطاب أصوات الناخبين، وهي تشكل محاور جوهرية للدورات التكوينية التي تستهدف المترشحين للفوز بعضوية المجالس البلدية والولائية المنتخبة، بحسب ما أكده «للنصر» العضو القيادي في حمس نعمان لعور.
وفضل من جانبه، حزب صوت الشعب افتتاح الحملة الانتخابية بتنظيم ندوة صحفية يوم الخميس القادم بالمقر المركزي للحزب بالعاصمة، يتخللها فتح نقاش مع ممثلي وسائل الإعلام حول البرنامج الانتخابي للحزب، وأهداف المشاركة من الاستحقاقات المحلية، بالموازاة مع ما يقوم به المترشحون من عمل ميداني وتحضير للوسائل المادية لإنجاح الحملة، وفق ما أكده رئيس الحزب لمين عصماني، في أجواء حماسية لا تقل عما تشهده باقي الأحزاب المشاركة في العملية.
لطيفة بلحاج
