أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة، أن الاستعمار في ثوبه الجديد أدرك أن المواجهة المباشرة مع الشعوب أصبحت "مكلفة وغير مجدية"، مبرزا ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية والاقتداء بصانعي ثورة أول نوفمبر المجيدة لإفشال هذا النوع من "الحروب الجديدة".
وقال الفريق شنقريحة في كلمة ألقاها أمام إطارات ومستخدمي مؤسسة تجديد عتاد السيارات بالدار البيضاء (الناحية العسكرية الاولى) خلال زيارة عمل وتفتيش لها: "أود بهذه المناسبة، التي تأتي بعد أيام قليلة من احتفاء بلادنا بالذكرى السابعة والستين لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 المظفرة، التأكيد أن الاستعمار في ثوبه الجديد قد أدرك مبكرا أن المواجهة المباشرة مع الشعوب أصبحت غير مجدية وتكلفه الكثير من الخسائر، لاسيما البشرية، التي لم يعد يتحملها رأيه العام، فتوجه إلى أشكال أخرى من المواجهة تتجاوز الأشكال التقليدية للحرب بغرض حرمان الخصم من القدرة على المقاومة".
ومن أجل "التصدي بفعالية" لهذا النوع الجديد من الحروب -- يضيف الفريق شنقريحة-- فإنه "يتعين علينا إعادة قراءة تاريخ بلادنا لفهم عينة من أساليب هذا النمط الجديد القديم واستنباط الطرق الكفيلة بإفشاله".
كما أكد أن "الاستعمار الفرنسي قد اعتمد على أساليب الحرب النفسية منذ الوهلة الأولى للاحتلال بغرض إرغام الشعب الجزائري على التخلي نهائيا عن كل أشكال المقاومة".
وفي هذا السياق --يقول رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني-- "أجمع المؤرخون على حقيقة اعتماد الاستعمار الفرنسي على أساليب الحرب النفسية منذ الوهلة الأولى للاحتلال، لاسيما من خلال استعمال الخداع وبث فكرة أن احتلال فرنسا للجزائر كان بهدف مساعدة سكانها على التحضر وأن الجيش الفرنسي جيش لا يهزم ولا توجد أي جدوى من مواجهته، بل الأسلم للسكان أن يخضعوا ويتخلوا نهائيا عن كل أشكال المقاومة".
واستطرد بأن "الحال كان على ذلك إلى أن برزت ثلة من الشباب الوطني الواعي، الذي تفطن مبكرا لهذه المغالطات وأيقن، لاسيما بعد مجازر 08 ماي 1945، أن ما ضاع بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة"، مبرزا أن هؤلاء الابطال "سعوا بشكل حثيث إلى اجتثاث تلك الأفكار الخبيثة من عقول الجزائريين بهدف إحياء روح المقاومة في نفوسهم، بالتركيز على نشر فكرة أن الاستعمار ليس قدرا محتوما على الجزائر،
بل بالإمكان محاربته وإلحاق الهزيمة به واستعادة أمجاد الأمة، شريطة تحلي الإنسان الجزائري بالثقة في النفس واسترجاع زمام المبادرة وحرية الفعل".
وأكد الفريق شنقريحة أنه "لمواجهة وإفشال هذا النوع من الحروب الجديدة، يتعين الاقتداء بأسلافنا"، قائلا بهذا الخصوص: "يتعين علينا اليوم أن نقتدي بهؤلاء الأمجاد في مواجهة وإفشال هذا النوع من الحروب الجديدة، وذلك من خلال تعزيز أواصر وحدتنا الوطنية والعمل على إبراز ما يجمعنا والابتعاد عما يفرقنا واستعادة الثقة في قدراتنا وإمكانياتنا، لأننا في كل مرة وثقنا في أنفسنا وآمنا بقدراتنا حققنا المعجزات".
وتابع بأن "كل ذلك من أجل المحافظة على وديعة شهدائنا الأبرار والمساهمة الفاعلة في بناء الجزائر الجديدة، تحت قيادة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني".
وتندرج هذه الزيارة --حسب بيان لوزارة الدفاع الوطني-- في اطار "حرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على المتابعة المتواصلة لأداء مؤسسات الإسناد، لاسيما تلك المتخصصة في تجديد عتاد السيارات وتصميم وإنجاز عتاد المعتمدية".
وأضاف بأن هذه الزيارة حضرها كل من الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات وقائد الدرك الوطني وقائد الناحية العسكرية الأولى ورؤساء الدوائر بأركان الجيش الوطني الشعبي ووزارة الدفاع الوطني والمراقب العام للجيش ومديرين مركزيين.
وذكر انه بعد مراسم الاستقبال، استمع السيد الفريق إلى عرض قدمه المدير المركزي للعتاد ليلتقي بعدها بإطارات ومستخدمي مؤسسة تجديد عتاد السيارات، حيث ألقى كلمة توجيهية أكد في مستهلها أنه "من أجل التصدي بفعالية للجيل الجديد من الحروب، فإنه يتعين إعادة قراءة تاريخ بلادنا".
وعقب ذلك، قام السيد الفريق بتفقد وتفتيش مختلف ورشات المؤسسة، لاسيما المتعلقة بتجديد عتاد السيارات، كما عاين نماذج من عتاد المعتمدية التي تم تصميمها وإنجازها بمساهمة المديرية المركزية للمعتمدية، حاثا مسيري وإطارات وعمال هذه المؤسسة الهامة على "العمل دون هوادة من أجل الارتقاء بمسار الإسناد التقني واللوجيستي إلى مداه المنشود وأن يسهروا على جعل هذا الصرح الصناعي المعتبر حلقة أخرى من حلقات العمل المثمر والناجح والحرص على تحقيق الأهداف التي أنجز من أجلها".
وأج