قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعجي، أمس من سكيكدة، إن الجزائر تشهد صحوة ونهجا سياسيا جديدا شعاره الخروج من التبعية للخارج مؤكدا أن مسعى الآفلان من دخول الانتخابات المحلية القادمة تقوية الجبهة الداخلية وتحقيق الاستقرار السياسي، معتبرا استقرار الجزائر أولى من مصالح الحزب الذي يحمل مثلما أضاف رسالة تاريخية ترتبط بتطبيق مبادئ أول نوفمبر.
وأوضح بعجي خلال تجمع شعبي نشطه بقاعة قصر الثقافة مالك شبل بمدينة سكيكدة، أن الجزائر دولة بمثابة قارة في مساحتها وقوة شعبها وإمكانياتها الضخمة، و إذا كانت تريد أن تأخذ مكانة في هذا العالم لا بد من تقوية الجبهة الداخلية وتقوية الاستقرار السياسي، معتبرا الانتخابات المحلية القادمة يدخلها الآفلان من أجل إنجاح هذا الموعد الانتخابي، لأن «استقرار الجزائر أولى من مصلحة الحزب وفوز جبهة التحرير ليس بنظرة حزبية سياسية ضيقة ولكن لأن جبهة التحرير الوطني تحمل رسالة ومكلفة بتطبيق بيان أول نوفمبر»، الذي من مبادئه «تحقيق اقتصاد قوي ودولة ذات طابع اجتماعي يتساوى فيها كل الجزائريين في الحقوق والواجبات».
وتحدث بعجي عن الصحوة التي تشهدها الجزائر على الصعيد الدولي والإقليمي، من خلال التأكيد أن «الجزائر الآن وبعد عشرين سنة من النظام السابق تشهد صحوة ونهجا سياسيا جديدا شعاره الخروج من التبعية للخارج برئيس جديد وجيش وأمن من أجل المحافظة على سيادتنا وحريتنا»، مؤكدا أن الجزائر تأخذ موقفها استنادا إلى قيم ثورة نوفمبر ومصالح الشعب ولا توجد أي قوى أخرى تؤثر على قرارها السياسي»، و «تجلى ذلك من خلال جزأرة مؤسسات كبرى في البلاد وأيضا من خلال تنويع شراء القمح كمادة استراتيجية من كندا وروسيا وبلدان أخرى». كما تجسد أيضا، يضيف، في عودة الجزائر إلى إفريقيا بعد قرابة عشرين سنة، كما «استطاعت أن تنتصر لمقاربتها على المحيط الإقليمي الملتهب في ليبيا ومالي والنيجر»، موضحا أن لوبيات كانت تصرخ في الجزائر وتنهب ثروات البلاد بصفقات مشبوهة لصالح قوى أجنبية.
وتابع يقول، «إن هذه الصحوة هي بداية لإحياء المشروع الوطني في سنوات السبعينيات للرئيس الراحل هواري بومدين الذي واجه عراقيل من طرف لوبيات في الداخل والخارج لكن حاليا سيعاد بعث هذا المشروع بقيادة سياسية و عسكرية قويتين»، لذلك «جاء العمل الطائش للمخزن المغربي بقتله ثلاثة مدنيين جزائريين، لكن الرد سيكون عاجلا أم آجلا على هذه المنظومة العدائية التي تمثل قاعدة متقدمة لخدمة المصالح الصهيونية والفرنسية في المنطقة». وتحدث الأمين العام للآفلان عن ما أسماه «البيروقراطية المتوحشة التي عشعشت في مختلف المجالات»، داعيا إلى ضرورة احترام القانون والضرب بقوة لتسهيل دخول رؤوس الأموال وتحريك عجلة الاستثمار، معرجا بالحديث عن التعليم العالي من خلال التأكيد على فشل نظام «أل أم دي»، واقتراح العودة إلى النظام القديم والتفكير في إصلاح منظومة الخدمات الجامعية.
و دعا بعجي إلى تغيير قانون البلدية والولاية لمنح صلاحيات أكثر للمنتخبين من أجل خلق الثروة وتحريك عجلة التنمية، مؤكدا بأن حزبه سيرافع من أجل منح صلاحيات أكبر للمنتخبين المحليين داعيا في الأخير المناضلين إلى التلاحم والتضامن فيما بينهم.
كمال واسطة
