أكد الأمين العام لوزارة الموارد المائية والأمن المائي، إسماعيل عميروش أمس على أهمية إشراك الأئمة في توعية مختلف أطياف المجتمع حول اقتصاد المياه، قصد الحد من تفشي ظاهرة تبذير المياه، والربط العشوائي.
وفي كلمة ألقاها نيابة عن وزير القطاع خلال مراسم افتتاح أشغال لقاء موجه لأئمة الجزائر العاصمة، وبومرداس، وتيبازة
و البليدة، على مستوى مركز التكوين للتسيير
و مهن المياه لشركة المياه
و التطهير للجزائر"سيال"، بالقبة، الجزائر، أبرز السيد عميروش أهمية دور الأئمة في إرساء ثقافة اقتصاد المياه وترشيد استعمال هذا المورد الحيوي، وألح في ذات الوقت على أهمية دور المسجد في وعظ المواطنين بهدف محاربة ظاهرة تبذير المياه والتسرب والربط العشوائي الذي يوضع - كما قال - في خانة سرقة المياه.
وبدوره أكد مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف، عمر بافولولو أن أئمة المساجد سيكونون سندا قويا لنشر الوعي و"الموعظة الحسنة في شأن اقتصاد المياه، مضيفا أن الخطب والدروس التي سيقدمونها حول موضوع الأمن المائي ومحاربة التسربات والربط العشوائي ستستهدف مختلف شرائح المجتمع، وستركز على الوعظ والإرشاد والفتوى أيضا.
وفي تصريح للصحافة على هامش ذات اللقاء المنظم بشراكة بين وزارة الموارد المائية والأمن المائي، ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف، جدد بافولولو التأكيد على أهمية تركيز حملة التحسيس والتوعية التي ستستهدف مختلف أطياف المجتمع الجزائري عبر الخطب والدروس التي تقدم في المساجد وأيضا الندوات والدروس والنشاطات التي ستقدم على مستوى المراكز الثقافية الإسلامية، على إبراز أهمية العمل الحثيث من أجل ترشيد استهلاك الماء لضمان الأمن المائي للبلاد، على غرار ما تسعى إليه مختلف بلدان العالم.
وشدد المتحدث على ضرورة تركيز الأئمة في خطبهم ومختلف المتدخلين في المراكز الإسلامية المنتشرة عبر الوطن، على إبراز الحكم الشرعي في المسائل المتعلقة بعدم دفع الفواتير والربط الشرعي، التي تصنف في خانة المخالفات مثلها مثل السرقة، مشيرا في ذات السياق إلى أنه قد تم إعداد برنامج في كل المؤسسات المسجدية والمؤسسات الثقافية تحت الوصاية لوزارة الشؤون الدينية، من أجل رفع الوعي الحضاري، وإبراز ما توليه الشريعة الإسلامية لهذا الشأن.
وركز مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف بالمناسبة على إبراز الأهمية التي توليها السنة النبوية لاقتصاد الماء وترشيد استهلاكه، وقال " لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم، يشدد على ضرورة عدم الإسراف في الماء، ولو كنا على نهر جار "، حتى تنعم الأجيال المقبلة بهذا المورد.
وفي ذات السياق كشف المدير الفرعي على مستوى الوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية، عُقاد المهدي، في تصريحه للصحافة، أنه منذ سنة 2016 وإلى غاية السنة الجارية قامت هذه الوكالة بتجنيد 3000 مسجد في 12 ولاية بهدف توعية و تحسيس المواطنين حول عقلنه استعمال المياه، مشيرا إلى أن الوكالة قامت هذه السنة لوحدها بتنظيم أيام إعلامية على مستوى 103 مدرسة قرآنية مست أكثر من 2500 شخص.
أما نائب المدير العام لشركة المياه والتطهير للجزائر «سيال» المكلف بالخدمة العمومية، أمين حمدان، فكشف في تصريح للصحافة على هامش ذات القاء، أن نسبة تسرب المياه بولاية الجزائر منذ بداية السنة الجارية و لغاية اليوم، بلغت ما بين 30 و40 بالمائة.
وقال ردا على أسئلة الصحافيين "أن فرق «سيال» تعمل جاهدة لتتبع هذه التسربات قصد تصليحها وتفادي تبذير المياه، كما تحدث عن برنامج قال إنه يجري تنفيذه لإعادة تهيئة قنوات المياه القديمة التي تعد المشكل الحقيقي الذي يسبب التسربات".
وذكر في هذا السياق بأن الجزائر العاصمة تضم 6000 كلم من قنوات توزيع المياه الشروب مقابل 1200 كلم في ولاية تيبازة.
وفي إطار هذا اليوم الإعلامي، قدمت عروض حول الوضعية الحالية للموارد المائية في البلاد ومن محاضرات حول التغيرات المناخية إلى جانب تنظيم زيارات ميدانية على مستوى محطة معالجة المياه الشروب «بودواو» وكذا سد قدارة بولاية بومرداس.
ع.أسابع
