الأحزاب تستحسن التنظيم و احترام البروتوكول الصحي بعنابة

تميزت العملية الانتخابية في ولاية عنابة، بتأطير جيد في مختلف المكاتب و المراكز الانتخابية التي سادها الهدوء و استقبال الناخبين في أحسن الظروف، مع مراعاة البروتوكول الصحي و مرافقة كبار السن و المعاقين لتسهيل أداء واجبهم الانتخابي.
و جرت الانتخابات في ظروف تنظيمية أحسن مقارنة بالانتخابات التشريعية الماضية، حيث لم تشهد احتجاج الأحزاب المشاركة، عن عدم توفر أوراقهم في المكاتب أو تأخر فتحها، كما لم تسجل محاولات للتزوير، باستثناء ملاحظات بسيطة تلقتها السلطة بشأن محاولة تأثير أشخاص على الناخبين خارج المكاتب لصالح أحزاب و أشخاص بعينهم.
و حسب ما رصدته النصر في بعض المراكز الانتخابية بمدينة عنابة، فقد كان الإقبال ضعيفا في الفترة الصباحية، حيث وصلت نسبة المشاركة في حدود الساعة العاشرة صباحا 3.45 بالمائة في البلديات و 3.42 في المجلس الولائي و هي نسبة مرتفعة في ذات التوقيت مقارنة بالانتخابات التشريعية الماضية التي سجلت فيها نسبة مشاركة بـ2.09 بالمائة.
النصر رصدت سير العملية الانتخابية بعدة مراكز و كان مركز عبان رمضان بوسط المدينة كعينة، فقد لاحظت النصر إقبالا محتشما للناخبين، حيث كانت مكاتب الرجال أكثر حركية من النساء في الفترة الصباحية و جاء كبار السن في الصدارة، مع وجود تسهيلات و توفير الجو المناسب للاقتراع، وفق البروتوكول الصحي و فتح مكتب لاستلام بطاقات الناخبين بالنسبة للمسجلين، حيث بلغت نسبة المشاركة بمركز عبان رمضان في حدود الساعة الحادية عشر صباحا، نحو 2.2 بالمائة و بدأت النسبة ترتفع ، في حين رصدنا إقبالا أحسن ببلديات الضواحي مثل البوني و هذا للعدد الكبير للمترشحين من سكان البلدية بمختلف الأحياء، ما شجع معارفهم و أقاربهم على الذهاب للإدلاء بأصواتهم.
كما اقتربت النصر من بعض الناخبين و كانت آراؤهم مختلفة حول الانتخابات، فالبعض اعتبارها فرصة لتغيير الوجوه القديمة التي بقيت لسنوات تتداول على مقاعد البلديات و المجلس الولائي لعهدات متتالية و آخرون أكدوا أن واجبهم الوطني هو الدافع للمشاركة في الانتخابات، في ظل عدم وجود برامج مقنعة أو خطاب يتسم بالمصداقية، فيما فضلت الأغلبية تلبية دعوة أقاربهم و معارفهم للتصويت عليهم في هذه الانتخابات.
كما تباينت نسبة المشاركة من بلدية لأخرى، حيث سجلت بلدية الشرفة أعلى نسبة توافد على مراكز الاقتراع، ثم تلتها شطايبي، التريعات، عين الباردة، الحجار، سرايدي، واد العنب و بنسبة أقل البوني، سيدي عمار، العلمة، برحال و أقل نسبة مشاركة تسجل دائما ببلدية عاصمة الولاية عنابة و التي تضمن الوعاء الانتخابي الأكبر ما بين البلديات و هي نفس الملاحظات التي تسجل في كل عملية انتخابية، لعدة اعتبارات منها وجود الطابع الجهوي في المناطق غير الحضرية و معرفة الناس لبعضهم ما يشجعهم على التصويت كي يجدوا من يمثلهم في المجالس المحلية و يرفع انشغالاتهم.
و حسب ما رصدته النصر من معلومات في المكاتب و عبر بلديات الولاية، فإنه لم تسجل تجاوزات كبيرة باستثناء احتجاج بعض الأحزاب، على تسريب مراقبين لأوراق الانتخابات إلى خارج المراكز لصالح مترشحين و قوائم بعينها و كذا تدخل منتخبين على مستوى بعض المراكز في البلديات التابعة لهم و هو ما تم نقله للسلطة الولائية، على غرار ما وقع في سيدي عمار و الحجار، حيث تم تسجيل عدم إدراج أسماء في القائمة الانتخابية، بمبرر أنهم سقطوا سهوا بعد إعادة طبع السجلات. و تدخلت السلطة الولائية للانتخابات على مستوى عدة مراكز، كما تم تشكيل فريق لرصد كل النقائص و حلها في حينها، خاصة ما تعلق بنقص الأوراق.
و حسب ما وقفت عليه النصر، فقد كان تواجد مراقبي المترشحين ضعيفا على مستوى مكاتب التصويت، باستثناء بعض الأحزاب التقليدية التي تملك خبرة في الانتخابات السابقة، لاستلام جميع المحاضر بشكل شخصي و الإطلاع على نتائج الفرز، ما يمكنهم من احتساب الأصوات بشكل ذاتي قبل إعلان النتائج، حيث كان حزب حركة مجتمع السلم حاضرا بمراقبيه في أغلب المراكز الموزعة عبر كامل تراب الولاية. كما اعتمدت السلطة العليا للانتخابات، إجراءات جديدة لأول مرة في طريقة تسليم المحاضر، بحيث لا يمكن الطعن فيها و خاصة بحضور ممثلي المترشحين، إلى جانب استقبال نتائج الفرز في قاعة العمليات و إدخالها إلكترونيا، مع تصوير المحاضر الرسمية لتكون مطابقة للنتائج و نسبة المشاركة و متصلة بقاعدة البيانات الوطنية، حيث يمكن للسلطة المركزية للانتخابات معالجتها على الفور بنظام المعلومات الجديد، الذي يصنف كل مترشح آليا بحسب عدد الأصوات و ذلك حسب ما كشف لنا ممثل عن السلطة بعنابة.
و عرفت الانتخابات المحلية بعنابة، مشاركة 10 قوائم في المجلس الولائي، منها 9 أحزاب و قائمة حرة، أما على مستوى البلديات، فأحصت السلطة 56 قائمة على مستوى 12 بلدية بعنابة، كما تم تسجيل مشاركة 3 قوائم أحزاب فقط ببلدية عنابة و يتعلق الأمر بحركة مجتمع السلم، التجمع الوطني الديمقراطي و جبهة المستقبل، حيث تم إسقاط حزب الأفلان لأول مرة، لعدم استيفاء قائمته شروط الترشح و المشاركة، فيما نجح حزبا حماس و المستقبل في المشاركة على مستوى جميع البلديات.
و كان الشيء المميز في هذه الانتخابات بعنابة، هو ترشح كبير للشباب من خريجي الجامعات، كما حصل في الانتخابات البرلمانية الماضية، رغبة في دخول المعترك السياسي بعد سنوات من الانغلاق و رفض المشاركة في العمل الحزبي.
و بلغت الهيئة الناخبة بولاية عنابة، 443 ألف ناخب بعدد مراكز اقتراع قدر بـ 148، تم توزيعهم على 12 بلدية، بمجموع 1060 مكتبا، بزيادة 2 مكتب مقارنة بالانتخابات التشريعية الماضية، يؤطرها 13 ألف مؤطر.
حسين دريدح