أوضح الدكتور عبد الحفيظ قايدي، أخصائي الفيروسات و الأمراض المعدية، بأن الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لكوفيد 19، تحيي المناعة المكتسبة من الجرعتين الأولى و الثانية، و أكد أمس للنصر، بأن المواطنين الذين تلقوا الجرعة الأولى و الثانية منذ أكثر من 6 أشهر، قد تنقص مناعتهم تدريجيا، لهذا يتوجب إحياؤها من جديد، عن طريق جرعة ثالثة من اللقاح، و ذلك حتى تتمكن خلايا الجسم من تذكر جينات الفيروس، و إذا أصيب الشخص بالفيروس تكون الخلايا مهيأة للتصدي له.
و أضاف الدكتور قايدي، بأن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة و المسنين هم أكثر الفئات التي تعاني من تناقص المناعة، لذلك هم بحاجة إلى جرعة ثالثة من اللقاح، لإحياء المناعة لديهم والتصدي للفيروس، مشددا بأن الفئة المعنية بالجرعة الثالثة حاليا ببلادنا، تتمثل في المصابين بأمراض مزمنة، الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة، و يتوقع الأخصائي تعميم أخذ الجرعة الثالثة على كل الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 18 سنة، خلال الأسابيع القادمة.
الجزائر ليست بمنأى عن «أوميكرون»
بخصوص المتحور الجديد لفيروس كورونا» أوميكرون» الذي ظهر بجنوب إفريقيا، و انتشر بعدد من الدول الأوروبية، أوضح المتحدث، بأن الجزائر ليست بمنأى عن انتشار المتحور الجديد، و شدد على أهمية التلقيح للوقاية منه، حيث أن تحقيق المناعة الجماعية لا يكون إلا بتلقيح ما بين 60 إلى 70 بالمئة من السكان، مضيفا بأن الوصول إلى هذا المستوى، يجعل الحالات الخطيرة المصابة بالفيروس، تتراجع بشكل كبير.
و في السياق ذاته، أوضح الدكتور عبد الحفيظ قايدي، بأن كل المؤشرات تدل على دخول الجزائر موجة رابعة، مشيرا إلى تزايد عدد حالات المصابين بالمصالح الاستشفائية، رغم من أن هذا التزايد يتم بوتيرة بطيئة، ولم تصل المستشفيات إلى مستوى الضغط الذي عاشته في الموجة الثالثة.
و اعترف قايدي بأن الأطقم الطبية خائفة من الموجة الرابعة، خصوصا وأنها كانت تعول على تحقيق مناعة جماعية، بتلقيح عدد كبير من المواطنين، مؤكدا بأن التلقيح يبقى هو الحل، لتفادي الإصابات الخطيرة، كما حدث في الموجة الثالثة، مشيرا إلى وقوفه كطبيب على حالات كارثية ، كما أن أعداد المرضى الذين أدخلوا إلى قاعات الإنعاش كبيرة، مما أدى إلى نقص مادة الأوكسجين، كما امتلأت جميع المصالح بالمصابين، و لم تكن هناك أسرة متوفرة لاستقبال المزيد من المرضى، و في نفس الوقت شهدت الوفيات ارتفاعا رهيبا.
و أضاف أخصائي الفيروسات والأمراض المعدية، بأن الأطقم الطبية خائفة من تكررا مشاهد الموجة الثالثة خلال الموجة الرابعة، مشددا بأن كل المؤشرات تدل على دخول الجزائر موجة جديدة، بعد الخروج من مرحلة الاستقرار في الإصابات، التي كانت تعيشها منذ أسابيع، فكانت المصالح الاستشفائية شبه فارغة.
و تابع المتحدث بأن الأمل في رفع نسبة التلقيح كبير، لتتم مواجهة الموجة الجديدة بخسائر أقل، سواء من حيث عدد الحالات الخطيرة التي تدخل المستشفيات، أو الوفيات.
من جهة أخرى، تحدث الدكتور عبد الحفيظ قايدي، عن معالجة الأطقم الطبية بالتنسيق مع مصالح وزارة الصحة، كل النقائص التي شهدتها الموجة الثالثة، خصوصا في ما يتعلق بنقص مادة الأوكسجين في المستشفيات.
نورالدين ع
