اتفقت الوفود الإفريقية المشاركة في الملتقى الثامن رفيع المستوى للسلم والأمن في إفريقيا الذي اختتمت أشغاله، أمس بوهران، على التنديد بالأطراف والدول التي تمول وتساند المجموعات الإرهابية وتم إدراج هذه التوصية لأول مرة في بيانات مجلس السلم والأمن الإفريقي.
و تضمن البيان الختامي للملتقى الثامن لمجلس السلم والأمن الإفريقي والذي قرأه للصحافة المكلف بالدراسات والتخطيط على مستوى ديوان وزارة الخارجية السيد رتياب كمال، أنه من الضروري بالنسبة للأفارقة، تقوية ودعم الجهود الرامية لمحاربة الإرهاب بطريقة مشتركة وموحدة، والبارز في التوصيات هو إلزامية توحيد المصطلحات التي تحدد النشاط الإرهابي حتى تتمكن الدول التي تقع في الأزمات الأمنية من تحديد الظاهرة الإرهابية وفق المصطلحات المتفق عليها إفريقيا، وهذا لإمكانية التدخل لحل الأزمة ومكافحتها بالطرق المناسبة، والعمل على تحديد المفاهيم والسياسات ليتم من خلالها تحديد الآليات الناجعة لمحاربة مختلف المخاطر وعلى رأسها الإرهاب.
وأكد المشاركون من خلال التوصيات، أن رقعة الامتداد الإرهابي تتوسع في إفريقيا و وصلت لمناطق ودول لم تكن تعرف الظاهرة من قبل، حيث هناك مجموعة من الدول التي بدأت تواجه النشاط الإرهابي ولم يسبق لها أن عرفته، وعليه دعوا لضرورة بعث سبل تعزيز نجاعة آليات الاتحاد الإفريقي لمجابهة هذا الخطر، وكذا وجوب الاستفادة من التجارب الناجعة في مجال محاربة الإرهاب وأساسا التجربة الجزائرية وأيضا المصرية، والعمل على تقليل الخطر الإرهابي من خلال تضييق فرص ولوجه للشبكات العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى صعيد آخر، جاءت التوصيات لحث الدول على تقليص الهوة بين الإعلانات السياسية للقادة الأفارقة والموارد التي يتم رصدها لتحقيقها، و تطرق المشاركون للإنجازات التي تحققت والعقبات التي تعرقل تقدم الدول الإفريقية والتي يجب إيجاد الحلول لها ضمن الهندسة الإفريقية للحكامة، التي لها أهمية في تسيير شؤون القارة، وكذا ضرورة تحقيق تنسيق لجهود القارة من أجل توحيد صوت إفريقيا داخل مجلس الأمن الأممي، وأشاد رؤساء الوفود الإفريقية بالدور الكبير والهام الذي تقوم به الجزائر لتوحيد كلمة إفريقيا في المنتديات الدولية على غرار مجلس الأمن الأممي.
وخلص المشاركون في الندوة، إلى الدعوة لضرورة الاتفاق على تقوية ومساندة كل المؤسسات الإفريقية التي تم وضعها من طرف الدول الإفريقية ووجوب احترام قراراتها، والعمل على تقوية القيادة و وزن هذه المؤسسات لدى المنظمات الدولية ومنها الأمم المتحدة، وكذا تقوية الحكامة الإفريقية مع إعطاء دور هام للمرأة والشباب، والعمل على إشراك القادة الدينيين والنساء والشباب في السياسات الموضوعة لمحاربة الإرهاب.
ومن توصيات الملتقى أيضا، الدعوة لتنسيق أكبر بين مجلس الأمن والسلم الإفريقي و مجموعة الأعضاء الأفارقة «3 +1» في مجلس الأمن الأممي، قبل افتتاح أشغال مجلس الأمن حتى يكون ممثلو إفريقيا على دراية بجميع المواضيع والملفات التي يجب توحيد صف إفريقيا بشأنها.
بن ودان خيرة