يعقد رئيسا غرفتي البرلمان، صالح قوجيل، و إبراهيم بوغالي، اليوم اجتماعا بمقر مجلس الأمة بحضور وزير الاتصال محمد بوسليماني والمدير العام للتلفزيون العمومي وإطارات من الغرفتين يخصص لإعادة بعث مشروع القناة التلفزيونية البرلمانية التي تشكل الالتزام السادس والثلاثين لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.
وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد أوصى بداية العام الماضي خلال اجتماع لمجلس الوزراء، الحكومة بضرورة تجسيد مشروع القناة البرلمانية الذي يعد أحد الالتزامات الـ 54 في برنامجه الانتخابي، وقد عقدت لأجل ذلك لقاءات أولية لكن حل المجلس الشعبي الوطني في فبراير الماضي عطل المشروع إلى غاية إعادة انتخاب مجلس وطني جديد.
وقال مصدر من مجلس الأمة أن اجتماع اليوم "سيعيد بعث مشروع القناة البرلمانية والذهاب نحو الخطوات العملية لتجسيده" لأن الأجواء لم تكن مواتية في الأشهر الماضية من أجل مواصلة الاشتغال حول هذا الموضوع بعد حل الغرفة السفلى للبرلمان و كان لزاما انتظار انتخابات مجلس شعبي وطني جديد لبعث المشروع.
كما قال مدير الإعلام بمجلس الأمة سليم رباحي أن الاجتماع سيخصص لإعادة بعث المشروع، مؤكدا أن الإرادة السياسية متوفرة اليوم بما أن القناة تشكل أحد التزامات الرئيس ويبقى فقط ضبط الأمور التنظيمية المتعلقة بالمشروع.
ولتوسيع المشاورات و الرؤى من قبل الخبراء والمختصين والشركاء حول هذه القناة نظم مجلس الأمة في الخامس أبريل من العام الماضي يوما برلمانيا حول مشروع القناة البرلمانية تحت عنوان" القناة البرلمانية جسر بين الشعب وممثليه ورهان سياسي" أكد خلاله المشاركون على أن هذا المشروع سيكون بمثابة تجسيد لمبدأ الخدمة العمومية الموضوعاتية ومواكبة من المشهد الإعلامي للتحولات التي تعرفها البلاد.
وفي الواقع فإن مشروع إطلاق قناة برلمانية قديم يعود إلى بداية الألفية، وقد شكل مطلبا ملحا للكثير من النواب الذين مروا على غرفتي البرلمان خلال الفترات التشريعية الماضية، لكن غياب الإرادة السياسية في ذلك الوقت حال دون تجسيد هذا المشروع، كما أن عدم التفاهم حول الطبيعة القانونية لها و كيفيات تسييرها بين الشركاء الثلاثة، المجلس الشعبي الوطني، مجلس الأمة ووزارة الاتصال ممثلة في التلفزيون العمومي، أجل تجسيد هذا المشروع على أرض الواقع.
ويمكن للقناة البرلمانية أن تكون إضافة للمشهد الإعلامي الوطني وبخاصة أنها ستكون قناة موضوعاتية تهتم أولا بالشأن البرلماني من جميع جوانبه على غرار ما هو موجود في دول عديدة، وتكون جسرا رابطا بين المنتخبين في غرفتي البرلمان والمواطنين الذين انتخبوهم.
كما يأتي اجتماع اليوم من أجل تجسيد مشروع القناة البرلمانية في سياق عام وتحولات كبيرة تعرفها البلاد على جميع الأصعدة، وفي جو يحرص من خلاله رئيس الجمهورية على تجسيد جميع الالتزامات التي قطعها على نفسه خلال تقدمه للانتخابات الرئاسية في 2019، وتعزيز دور البرلمان بغرفتيه وفقا للصلاحيات التي منحها له دستور نوفمبر 2020 وأيضا تعزيز العمل الرقابي له.
ونشير فقط أن الحكومة وفي إطار تعزيز المشهد الإعلامي الوطني كانت قد أطلقت في الفاتح نوفمبر من العام 2020 قناة الذاكرة، وهي قناة موضوعاتية مخصصة للذاكرة الوطنية.
إلياس -ب