حذرت نقابات التربية تلاميذ الأقسام النهائية من مغادرة الأقسام مبكرا لتلقي الدروس الخصوصية، جراء عدم اعتمادها على معايير بيداغوجية، ودعت الممتحنين إلى الالتزام بإتمام البرامج مع الأساتذة قصد الحصول على تكوين بيداغوجي استعدادا للالتحاق بمقاعد الجامعة.
سجل الأمين العام لمجلس أساتذة الثانويات الجزائرية زبير روينة بداية نزوح تلاميذ الأقسام النهائية نحو الدروس الخصوصية بدعوى تسريع وتيرة التحضير لشهادة البكالوريا، رغم عدم اعتماد هذه الدروس على معايير بيداغوجية، وتركيزها أكثر على تقديم نمط معين من التمارين التطبيقية مستنسخة عن بعضها.
وأوضح الأستاذ روينة «للنصر» بأن دروس الدعم لا يمكن أن تكون بديلا عن تلك التي يقدمها الأساتذة في الأقسام، مؤكدا بأن تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية يعد جريمة في حق المدرسة العمومية، وأن الحل يكمن في تشديد الإجراءات القانونية لإلزام التلاميذ بالحضور اليومي إلى المؤسسة التعليمية.
وتأسف الأمين العام لنقابة «الكلا» لاهتمام الأولياء بالنتائج التي يحققها الأبناء عقب اجتياز الامتحانات، مقابل إغفال التحصيل العلمي الذي يستفيد منه التلميذ خلال المسار الدراسي، معتقدا بأن هذه الذهنيات جعلت الكثير من المتمدرسين بعيدين عن الهدف الحقيقي.
وأكد الأستاذ زبير روينة بأن سلبيات الدروس الخصوصية تكمن في اعتماد أغلبها على إجراء التمارينات، مقابل تجاهل شبه تام لتقديم الدروس التي يتغيب عنها تلاميذ الأقسام النهائية، مما يحرمهم من تدارك التأخر، وقد يعرضهم إلى صعوبات خلال اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا.
ويعتقد المصدر بأن ما يتلقاه التلميذ في الدروس التدعيمية خارج أسوار المؤسسات التعليمية، لا يعدو أن يكون مجرد تمارين نمطية تجعل الطالب يشعر وكأنه أحاط بالبرنامج الدراسي، لكن أماله غالبا ما تخيب خلال اجتياز الامتحانات الرسمية، بسبب خروج المواضيع عن السياق الذي يتعود عليه في الدروس الخاصة.
واقترح المتدخل بأن إجراء دروس الدعم خارج أوقات الدراسة بدل أن تتزامن معها، لتكون إضافة لما يقدمه الأساتذة وليس بديلا عن التعليم الرسمي، متأسفا لتغيب بعض التلاميذ لمدة شهر كامل لمتابعة الدروس الخصوصية، ثم يعودون مجددا إلى الأقسام لتفادي الإجراءات العقابية.
وأضاف من جهته رئيس نقابة الكنابست مسعود بوديبة بأن ظاهرة هجران الأقسام من قبل المترشحين لاجتياز شهادة البكالوريا بدأت في الانتشار منذ إلغاء البطاقة التركيبية، لتتحول مع مرور الوقت إلى ممارسات شبه عادية، بعد أن أصبح الطلبة يهتمون فقط بالتحضير للشهادة.
وأكد مسعود بوديبة بأن الكثير من التلاميذ يكتفون بحضور بعض المواد فقط، ويتجاهلون الباقي اعتقادا منهم بأنها ليست مهمة، ولا تحقق الفارق خلال اجتياز الشهادة، متوقعا بأن ترتفع نسبة التلاميذ المغادرين للأقسام فور استلام استدعاءات شهادة البكالوريا، المزمع سحبها من الأرضية الرقمية للديوان الوطني للمسابقات والامتحانات خلال الثلاثي الثالث.
وتضمن الدروس الحضورية على مستوى المؤسسة التعليمية التواصل الدائم والمباشر بين الأساتذة المكلفين بالمواد والطلبة، لا سيما وأن الجانب النظري تتبعه التمارين التطبيقية، في إطار التقيد الصارم بالمعايير البيداغوجية، مما يمكن الطالب من الحصول على تكوين بيداغوجي يؤهله لبلوغ مستويات عليا.
وتجمع النقابات على تسجيل تقدم مرض في تنفيذ الدروس رغم الظرف الصحي، بفضل الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها الوزارة، من بينها تخفيف البرنامج لتكييفه مع النظام الاستثنائي للدراسة، كما طمأنت المقلبين على اجتياز الامتحانات الرسمية بأن المواضيع ستتمحور حول الدروس المنفذة داخل الأقسام.
كما أفاد من جهته رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد في اتصال معه، بأن تنفيذ البرنامج الدراسي يسير بوتيرة عادية بالنسبة لجميع المستويات، وأن استقرار ما تبقى من الموسم الدراسي سيساعد على الإعداد الجيد للمقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية.
لطيفة بلحاج