• التغيّرات الدولية تفرض العمل لتحقيق الأمن الغذائي • هناك إرادة للارتقاء بالاقتصاد في جميع المجــالات
أكّد الخبير الاقتصادي وعضو المجلس الإسلامي الأعلى البروفيسور محمد بوجلال، أمس، على إرادة الدولة للارتقاء بالاقتصاد الجزائري وتنويع الاقتصاد، مضيفا أن المستجدات الدولية، تفرض العمل من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي وتنويع الاقتصاد و التموقع على المستوى الدولي، بما يسمح بتحقيق مصالح الجزائر، كما أشاد بمواقف الجزائر الحكيمة والإيجابية في التعامل مع القضايا الدولية وخاصة التغيرات الجارية اليوم.
وأوضح الخبير الاقتصادي، وعضو المجلس الإسلامي الأعلى البروفيسور محمد بوجلال في تصريح للنصر، أمس، أن الظروف والمتغيرات على الساحة الدولية، تفرض السعي فعلا إلى تحقيق الأمن الغذائي، لافتا إلى الارتفاع المسجل في أسعار القمح في السوق الدولية، بعد الأزمة الأوكرانية، وهو ما يزيد من تكلفة استيراد هذا المنتج الحيوي.
وأكد البروفيسور محمد بوجلال، أن الجزائر تتوفر على الإمكانات البشرية و الموارد الطبيعية المادية والأراضي الشاسعة، القابلة للاستصلاح، ما يكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي و "نصبح دولة مصدرة للقمح كما كنا في عهد سابق"، و أضاف أن ما نحتاج له هو حسن إدارة هذه الموارد وهو ما نسعى إليه جميعا والكل مطالب بتقديم مقترحاته بالتفاعل الإيجابي في هذه الظروف الإقليمية والدولية الصعبة، مشيرا إلى ضرورة وضع استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي .
وأبرز الخبير الاقتصادي وعضو المجلس الإسلامي الأعلى، إرادة الدولة للارتقاء بالاقتصاد الجزائري، في جميع المجالات وتنويع الاقتصاد وعدم التعويل فقط على المحروقات، لافتا إلى وجود عقبات كثيرة يجب تجاوزها، مؤكدا على أهمية انخراط الجميع في الورشة الكبرى والمتمثلة في تحقيق الأمن الغذائي وتنويع الاقتصاد الوطني وخلق مناصب الشغل وبعث الأمل لدى الشباب في أن مستقبلهم في بلادهم.
واعتبر الخبير الاقتصادي، أن البيروقراطية، لازالت تنخر النسيج الاقتصادي الجزائري، رغم المجهودات التي قامت بها الدولة، حيث تم تذليل الكثير من العقبات، لكن تبقى هناك عراقيل بيروقراطية، مضيفا في هذا السياق، أن تذليل هذه العقبات، يحتاج إلى وقت وتغيير الذهنيات وحماية للمسؤولين من ناحية و عليهم كذلك أن يتسلحوا بروح المبادرة. وقال أننا نحتاج إلى إدارة خبيرة وليس إلى إدارة بيروقرطية.
و من جانب آخر، أكد البروفيسور محمد بوجلال، أن مواقف الجزائر، فيما يخص السياسة الخارجية، يشهد لها الجميع أنها مواقف حكيمة، لأنها تحافظ على خط عدم الانحياز المعروف عند الجزائريين و تنسج علاقات مع كل الدول على نفس المسافة، وعدم التخندق مع معسكر ضد معسكر آخر، منوها بما تقوم به الجزائر على الساحة الدولية، من حياد وحكمة في التعامل مع القضايا الدولية وخاصة التغيرات الجارية بعد الصراع المحتدم بين المعسكر الغربي وروسيا ودول آسيا، الصين والهند والذي ينبئ أن هناك تغيرات هيكلية على الساحة الدولية ستحدث لا محالة، مضيفا أن على الجزائر وكثير من دول عدم الانحياز أن تحسن تموقعها بحيث لا تكون في معسكر في صراع ضد معسكر آخر، كون هذا الأمر لا يعنيها، بل الذي يعنيها هو مصالحها وهي تبني اقتصاداتها في ظل ظروف إقليمية ودولية صعبة وهذا تحد.
وأضاف قائلا: أن ثقتنا في الجزائر أنها تحسن إدارة هذا الوضع بما يفيد بلادنا وما يفيد الاقتصاد الجزائري، مؤكدا أن تعامل الجزائر لحد الآن مع المتغيرات الدولية إيجابي جدا، بحيث لا تتخدنق مع طرف ضد طرف آخر ولكن من حقنا أن ندافع عن مصالحنا محليا ودوليا، -كما قال- بحيث يجب أن نعيد هيكلة اقتصادنا بما يسمح بتنويع الاقتصاد وتحقيق الاكتفاء الذاتي من جهة وخلق مناصب الشغل وعلى المستوى الدولي، التموقع بما يسمح بتحقيق مصالح الجزائر.
مراد - ح
