كشفت وزيرة البيئة، سامية موالفي، يوم أمس أن عائدات التثمين والاستغلال الاقتصادي للنفايات تقدر بـ 151 مليار دينار سنويا بالنسبة للنفايات المنزلية، و 18,66 مليار دينار من شعبتي الإطارات المستعملة و الزيوت و البطاريات، فضلا عن خلقه لفرص الشغل، ودعت بالمناسبة إلى ضرورة اعتماد التكنولوجيات الحديثة في مجال تثمين النفايات ورسكلتها، مبرزة استعداد قطاعها لمرافقة إنشاء المؤسسات الناشطة في هذا المجال.
و خلال إشرافها على انطلاق فعاليات الطبعة الثالثة للصالون الجزائري الافتراضي للنفايات، المنظم من طرف الوكالة الوطنية للنفايات، بالمركز الدولي للمؤتمرات، عبد اللطيف رحال، أكدت موالفي أن التكنولوجيات الحديثة تمثل محورا أساسيا، لتثمين أفضل للنفايات و تحويلها لثروة خلاقة لمناصب الشغل، مشيرة إلى تواجد 14 ألف مؤسسة ناشطة في مجال تثمين النفايات بالجزائر، موضحة أن الاستثمار في هذا المجال يستدعي إعطاء دفع أكبر. وفي هذا الصدد أكدت ممثلة الحكومة استعداد قطاعها لمرافقة إنشاء المؤسسات الناشطة في مجال رسكلة و تثمين النفايات و اتخاذ قرارات من شأنها تذليل العقبات و الصعوبات التي قد تعترض الاستثمار في هذا المجال الواعد. وأشارت بالمناسبة إلى أن قطاعها الوزاري كرس في السنوات الأخيرة جهودا كبيرة في مجال تسيير النفايات في إطار المبادئ والخطوط التوجيهية الواردة في الإستراتيجية الوطنية للتسيير المدمج للنفايات أفاق2035 والتي تهدف إلى تنفيذ نظام جديد يشجع الفرز/ إعادة التدوير، مبرزة بأن هذه الجهود تظهر من خلال القضاء على إشكالية المفارغ العشوائية الكبرى، وتنظيم عملية جمع النفايات، والحد من تأثيراتها السلبية على البيئة من خلال ضمان مرافقة تقنية لمنشآت معالجة النفايات وتجهيزها بـ 34 محطة لمعالجة عصارة النفايات. وحرصت الوزيرة من جهة أخرى للإشارة إلى أن تنظيم هذا الصالون المنظم على مدى يومين تحت شعار ‹› من أجل ترقية الاستثمار في مجال النفايات ‹›، يأتي في إطار تجسيد تعليمات رئيس الجمهورية المتمثلة في دعم و تشجيع الاستثمار في مجال تحويل و معالجة النفايات في خضم التحديات الاقتصادية و البيئية و الاجتماعية الراهنة. من جانبه، أشار المدير العام للوكالة الوطنية للنفايات، كريم ومان، أن تنظيم هذه الطبعة الثالثة للصالون الافتراضي للنفايات من شأنه، تعزيز سبل و فرص الاستثمار في سوق النفايات من أجل خلق القيمة المضافة، مشيرا إلى أنه سيكون فرصة للتطرق إلى أحدث التكنولوجيات المعتمدة في مجال تثمين و تسيير النفايات مع فتح المجال لحاملي الأفكار من الشباب لطرح مختلف انشغالاتهم و تبادل الأفكار مع خبراء و مختصين و فاعلين في مجال البيئة.
وذكر ومان بأن الصالون يتميز بمشاركة 100 عارض من الجزائر و دول أخرى على غرار تونس و الكاميرون و كوريا الجنوبية في هذه الطبعة الثالثة.
أما سفير كوريا الجنوبية بالجزائر، كيم شانغ مو، الذي حضر مراسم الافتتاح، فأبرز أهمية تنظيم مثل هذه الصالونات لتكثيف التعاون في مجال تسيير النفايات مع الدول الأخرى، مؤكدا أن المعهد الكوري للتكنولوجيات البيئية «كايتي» يرافق الوزارة في كل مبادراتها المتعلقة بتسيير و تثمين النفايات. من جهتها، أبرزت ممثلة عن محافظة الطاقات المتجددة و النجاعة الطاقوية، نادية شيوخ، أهمية تدوير و تثمين النفايات التي قال أنها أصبحت من أكبر مجالات الاستثمار و الرهانات البيئية و الاقتصادية، مؤكدة أن التثمين الطاقوي للنفايات له دور كبير للحفاظ على الموارد الطبيعية و الحد من الانبعاث الحرارية.
ع.أسابع