* استغلال الأبحاث والشهادات للتعرف على مكان وجود رفات موريس أودان
جدّد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، التأكيد على مواصلة المساعي لاسترجاع الأرشيف واستجلاء مصير المفقودين أثناء الثورة التحريرية المجيدة وتعويض ضحايا التجارب النووية وغيرها من القضايا المتعلقة بهذا الملف. وأضاف أنّ «الجرائم البشعة للاستعمار الفرنسي لن يطالها النسيان ولن تسقط بالتقادم».
أشاد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أمس، بنضالات موريس أودان وكل مفقودي الثورة التحريرية، مجدداً سعي الجزائر للتعرف على مكان وجود رفاتهم. وذلك خلال ندوة حول مناضل القضية الجزائرية موريس أودان، احتضنها المتحف الوطني للمجاهد، وقال إن دائرته الوزارية «ستواصل استغلال الأبحاث والأعمال العلمية والشهادات الحية للتعرف على مكان وجود رفات المناضل موريس أودان وكل مفقودي الثورة التحريرية».
وأضاف أنّ «الجرائم البشعة للاستعمار الفرنسي لن يطالها النسيان ولن تسقط بالتقادم»، مبرزاً أنه «لا مناص من المعالجة المسؤولة المنصفة والنزيهة لملف الذاكرة والتاريخ في أجواء المصارحة والثقة». وفي هذا الصدد، جدّد ربيقة التأكيد على «مواصلة المساعي لاسترجاع الأرشيف واستجلاء مصير المفقودين أثناء الثورة التحريرية المجيدة وتعويض ضحايا التجارب النووية وغيرها من القضايا المتعلقة بهذا الملف.
وفي معرض حديثه عن السيرة الذاتية والنضالية للمناضل موريس أودان الذي تحيي الجزائر بعد أيام ذكرى حادثة اختفائه القسري واختطافه من طرف القوات الاستعمارية في 11 جوان 1957 واغتياله بعد تعرضه لأبشع أنواع التعذيب، وصف وزير المجاهدين هذا الأخير بـ»البطل والرجل العظيم وأحد رموز الثورة التحريرية المجيدة»، مشدّداً على أنّ التاريخ «سيحفظ له شجاعته والتزامه وإصراره وسيبقى اسمه محفورا في ذاكرة الشعب الجزائري». واستطرد: «موريس أودان كان المناضل الشريف الذي آمن بالجزائر وبحق الإنسان في الحرية، وهو من أكبر المناهضين للاستعمار».
ودعا الوزير الأساتذة والباحثين والمؤرخين إلى «تكثيف الجهود لتعميق الدراسات والأبحاث حول السيرة والمسيرة النضالية للرمز موريس أودان، لاسيما ما تعلق منها بظروف اختفائه وإنجاز أعمال علمية تبرز نضاله حتى تظل مبادئه الإنسانية متقدة تسهم في إذكاء ودعم حركات تحرر الشعوب التي مازالت تحت نير الاستعمار.»
من جانبه، نوه نجل المناضل أودان، بيار أودان، بالأهمية التي توليها السلطات الجزائرية لملف مفقودي الثورة التحريرية، داعياً إلى استغلال كافة السبل والوسائل من أجل إيجاد رفات والده وكل مفقودي الثورة الجزائرية. وبعد أن عبّر عن سعادته بتواجده بين أحضان الشعب الجزائري، أكد بيار أودان أنّ الحفاظ على الذاكرة «أمر مقدّس للمضي نحو المستقبل.»
وأعرب رئيس جمعية جوزيت وموريس أودان، بيار مونصات، عن سعادته لتقديم مداخلته في المتحف الوطني للمجاهد رمز الذاكرة وتاريخ الجزائر. وقال: ” نشكر حفاوة الاستقبال في الجامعات والمدارس والسلطات الجزائرية، والمؤرخين والرياضيين وقدماء المجاهدين والمجاهدات، ومناضلي حقوق المرأة والمجتمع المدني والمثقفين،جمعيتنا تكافح منذ سنوات للوصول إلى حقيقة اغتيال موريس أودان، و المئات من المفقودين والجرائم الاستعمارية الممارسة على الجزائريين”.
وأضاف: ” ندافع من أجل مد الجسور بين الشعبين الفرنسي والجزائري، والعلاقة بين المؤرخين ، اختيار المجيء للجزائر بمناسبة الذكرى الـ60 للاستقلال هو اختيار جيد، يسمح بفتح فضاء للحوار والتعاون والأخوة”. وأكد مونصات، أن المعركة متواصلة للبحث عن رفات موريس أودان، ليكون أمل لمئات العائلات التي تعاني من ظروف اغتيال أقاربهم، وتنقل لجيل بعد آخر ألاف الجثث التي رميت في أماكن مجهولة،وأشار أن الجمعية طالبت من الحكومة الفرنسية للضغط على العسكريين القدماء لتقديم شهادات وتقديم أرشيفهم الخاص.
وتطرق المؤرخ كريستوف لافاي الباحث في التاريخ والمتخصص في مجال الغازات السامة، إلى الأسلحة الكيميائية التي استعملتها فرنسا بكثافة في المغارات والكهوف خلال الثورة التحريرية، نتج عنها عديد المفقودين الجزائريين. وتحدث المؤرخ عن تقنية جديدة تتمثل في تحليل الحمض النووي، ومحاولة إحصاء تلك المغارات والأماكن الموجودة تحت الأرض من أجل تحديد هوية المفقودين.
وللإشارة، كرم نجل موريس أودان ووالدته المتوفاة بوسام وشهادة اعترافا لنضال موريس أودان، وكرم أيضا أعضاء جمعية جوزيت وموريس أودان. ق و