شهد المركز الحدودي بأم الطبول بولاية الطارف ، أمس، مع دخول قرار إعادة فتح المعابر البرية مع تونس حيز التنفيذ ،إقبالا محتشما للمسافرين الجزائريين القاصدين البلد المجاور، حيث لم يتعد عدد الذين اجتازوا المعبر 600 شخص و 180 سيارة في حصيلة لشرطة الحدود إلى غاية منتصف النهار، خلافا لكل التوقعات التي كانت تتنبأ بطوابير طويلة.
وقد استنأفت حركة تنقل الأشخاص بين البلدين عند منتصف الليل بحضور المدير الجهوي لشرطة الحدود بالشرق بسوق أهراس ، وتحت إشراف اللجنة الأمنية للولاية والسلطات المحلية التي رافقت وتابعت عن قرب ظروف عبور المسافرين والإمكانيات والإجراءات المتخذة لتسهيل تنقلهم في ظروف حسنة مع التقيد بالتدابير الصحية للوقاية من الجائحة.
عائلات قضت 6 ساعات أمام المعبر خوفا من الطوابير
و تجمعت عشرات العائلات والمسافرين على الطريق الدولي عند المدخل الحدودي لمركز أم الطبول، في إنتظار ساعة الصفر للقيام بإجراءات الدخول إلى البلد المجاور، حيث فضل هؤلاء المواطنين البقاء أكثر من 6 ساعات أمام المعبر في مسعى تفادي متاعب الطوابير والزحام ، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة الشديدة ،وهذا بعد أن التهبت مواقع التواصل الاجتماعي بالإشاعات بخصوص توافد حشود كبيرة من الجزائريين على المعبر مباشرة بعد فتح الحدود.
غير أنه وباستثناء اللحظات الأولى من فتح الحدود عند منتصف الليل التي سجل فيها توافد أعداد لا بأس بها من المسافرين القادمين من مختلف الولايات ، كانت حركة العبور بعدها في الصبيحة ضعيفة وأحيانا منعدمة تماما.
و قد لاحظنا و نحن في طريقنا إلى المعبر الحدودي بأم الطبول المحاذي لمعبر ملولة التونسي أن حركة تنقل السيارات شبه منعدمة والطريق خالية من المسافرين،
وعند مدخل بلدية أم الطبول الحدودية قامت فرقة الدرك الوطني بنصب حاجز أمني على مدار الساعة مباشرة بعد فتح المعابر لمراقبة تنقل المركبات والأشخاص وتسهيل الحركة ، كما نصبت من جهتها مصالح الأمن والدرك الوطني في تنسيق أمني حواجز أمنية متقدمة قبل الوصول لمعبر أم الطبول لأول مرة من أجل التحكم في الوضعية و حركة السير وتجنب الطوابير والتأكد من هوية الأشخاص الذين تم إلزامهم باستظهار جواز السفر والجواز الصحي مقابل السماح لهم بمواصلة السير للوصول إلى المعبر المذكور.
تقيّد صارم بالبروتوكول الصحي
من جهتها فرضت المصالح الصحية بمعبر ملولة على الجزائريين الوافدين إليها إظهار جواز التلقيح الصحي أو تحليل مخبري بي سي آر مدته 48 ساعة أو تحليل مخبري مدته 24 ساعة في حين تم إعفاء الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18سنة من إظهار أي وثيقة طبية ، فيما ألزمت اللجنة الطبية الجزائرية على الأشخاص الذين يجتازون الحدود للدخول لأرض الوطن سواء كانوا جزائريين أو أجانب إظهار جواز التلقيح على أن لا يقل عن تسعة أشهر أو إجراء تحليل مخبري بي سي أر مدته 72ساعة ، كما تم إلزام الأشخاص من 12سنة إلى 18سنة إظهار وثيقة التحليل المخبري، بي سي آر وإعفاء الأشخاص الذين تقل أعماهم عن 12سنة من إظهار أي وثيقة صحية للعبور.
وقد تم في اليوم الأول من إعادة فتح الحدود منع دخول عدد من المسافرين في الاتجاهين من اجتياز الحدود لعدم تقيدهم بالبروتوكول الصحي .
إجراءات العبور لا تتعدى 5 دقائق
بادرت إدارة الجمارك باستقبال المسافرين بتوزيع عبوات المياه والعصائر عليهم في لفتة لقيت التنويه، من جانبه بادر الهلال الأحمر الجزائري لولايات الطارف و قالمة و سطيف بتوزيع الكمامات وتعقيم المسافرين عند الخروج من المعبر، إضافة إلى توزيع مطويات عليهم تتعلق باحترام البرتوكول الصحي مع تقديم نصائح وإرشادات للحد من الإصابة بالجائحة.
وأثنى المسافرون الذين تحدثت إليهم "النصر" على الإجراءات والتدابير العملية والتسهيلات التي وضعت من قبل المصالح المختصة من الجمارك وشرطة الحدود للعبور في ظروف حسنة، حيث لا تتعدى مدة إتمام إجراءات العبور 5دقائق كأقصى تقدير ، كما نوهوا بالوسائل والإمكانيات المسخرة لتوفير كل ظروف الراحة لهم ، خاصة من ناحية سرعة اتمام إجراءات العبور.
في حين قالت مصادرنا أنه تم تهيئة شاملة لمعبري أم الطبول وكذا العيون من أجل تحسين ظروف استقبال المسافرين والتكفل بهم من جميع الجوانب، خصوصا بمعبر أم الطبول الذي استفاد من عملية تهيئة شاملة ودعمه بكل المرافق التي يحتاجها المسافرون كالمياه و المراحيض وكذا المقاهي و المطاعم ، فضلا عن مكاتب للتأمين والصحة، علاوة على تخصيص فضاءات لراحة العائلات و استراحة ألعاب للأطفال وغيرها ، كما تم وضع شبابيك مجهزة لتسريع إجراءات العبور دون نزول المسافرين من مركباتهم، و كذلك الحال بالنسبة للجمارك ، وهو ما استحسنه الجميع لاسيما بعد التحسينات التي طرأت على المعبر في المدة الأخيرة ، زيادة على ذلك تم اتخاذ تدابير احترازية من أجل تسهيل دخول أفراد الجالية المقيمة بالخارج وتوفير المرافقة لهم.
وزيران يستقبلان السيّاح الجزائريين
عمدت السلطات التونسية إلى تخصيص استقبال يليق بالمكانة الأخوية التي تجمع الشعبين الجزائري والتونسي ، أين تنقل أمس كلا من وزير النقل و وزير السياحة التونسيان، إلى الحدود الفاصلة بين معبري أم الطبول وملولة من أجل استقبال أولى أفواج السياح الجزائريين المتوجهين نحو البلد المجاور، وبالمناسبة أثنى الوزيران على عمق العلاقات والأخوة والتاريخ المشترك بين الشعبين، و أكدا أن الجزائريين سوف يلقون كل الترحاب والراحة والطمانية وحسن المعاملة طيلة تواجدهم في بلدهم الثاني، كما أعربا عن ارتياحهما لقرار إعادة فتح المعابر البرية التي أغلقت مؤقتا بسبب تداعيات الجائحة.
من جانبه تنقل قنصل تونس بعنابة إلى معبر أم الطبول البري للوقوف عن كثب على ظروف عبور المسافرين الجزائريين وظروف الاستقبال التي وفرت لهم والوسائل المجندة لتنقل الأشخاص بسلاسة، خاصة في أوقات الذروة، في ظل التوقعات بتوافد أكثر من 1.5 مليون مسافر جزائري على البلد الشقيق.
توفير كل الإمكانيات لتنقل المسافرين من قبل الأسلاك الأمنية
أكد رئيس فرقة الجمارك بمعبر أم الطبول، اتخاذ إدارة الجمارك جملة من التدابير لتسهيل عبور المسافرين بين البلدين من خلال التكفل المرن وتوفير أحسن ظروف الاستقبال، و كذا تخصيص الرواق الأخضر للعائلات والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى بداية العمل بتطبيق سند العبور الالكتروني حيث بإمكان أي مسافر استصدار سند عبور مركبته من منزله والاعتماد على تقنية الانتقاء عند تفتيش المسافرين للتصدي للتهريب والغش الجمركي.
في حين أكد المكلف بالإعلام بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني، تسطير خطة أمنية بعد إعادة فتح الحدود البرية بهدف تسهيل تنقل المواطنين، أين تم تسخير لهذا الغرض أزيد من ألف دركي يضمنون سلامة تنقل المسافرين عبر إقليم اختصاص ولاية الطارف.
من جانبه أشار رئيس فرقة شرطة الحدود إلى تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية لتسهيل تنقل المسافرين في ظروف حسنة.
نوري.ح