سجلت الفيدرالية الوطنية لحماية المستهلكين ارتفاعا في وتيرة الاستهلاك لدى الأسر منذ بداية موسم الاصطياف بحوالي 20 بالمائة، من خلال زيادة الإقبال على اقتناء العديد من المواد الاستهلاكية لا سيما المرتبطة بهذا الفصل، مما يؤشر وفق المنظمة على العودة إلى الحياة الطبيعية بعد وباء كورونا.
كشف عضو الفيدرالية الوطنية لحماية المستهلكين فادي تميم عن تسجيل زيادة في نسبة استهلاك مختلف المواد والمنتجات من قبل الأسر بنسبة قاربت 20 بالمائة، موضحا "للنصر" بأن نمط الاستهلاك لدى غالبية الأسر شهد بعض التغييرات منذ بداية الصائفة، بالإقبال المتزايد على اقتناء المواد الغذائية وبعض الحاجيات الضرورية لقضاء عطلة مريحة.
وسجل المصدر بارتياح العودة القوية للسياحة المحلية من خلال الإنزال الذي شهدته مؤخرا مختلف المناطق السياحية والساحلية، التي استقبلت منذ بداية فصل الصيف العديد من المواطنين الذين فضلوا اكتشاف المواقع السياحية التي تزخر بها البلاد، معتقدا بأن جائحة كورونا ساهمت في تغيير ذهنية الكثير من الجزائريين الذين كانوا يتوجهون إلى الخارج لقضاء العطلة السنوية.
وفسر المتدخل ارتفاع نسبة الاستهلاك في موسم الاصطياف مقارنة بباقي أيام السنة، بأنها من العادات التي تلتزم بها معظم الأسر في إطار الاستمتاع بالعطلة الصيفية، باقتناء ما ترغب فيه من حاجيات ومستلزمات، قد يتم الاستغناء عنها في الأيام العادية، لكنها تخصص لها ميزانية معينة لتوفيرها خلال العطلة الصيفية.
وأكد عضو الفيدرالية الوطنية لحماية المستهلكين بأنه إلى جانب ارتفاع نسبة الإقبال على اقتناء المواد الغذائية، انتعشت أيضا حركية الرحلات والتنقلات في إطار الحركية السياحية التي تعيشها البلاد منذ بدأ موسم الصيف، آملا في أن تعرف الخدمات تحسينات إضافية بما يتماشى مع طموح المواطنين.
وأبدى المتحدث ارتياحه لمستوى الأسعار التي لم تشهد ارتفاعا رغم ارتفاع الطلب على شتى المنتجات الاستهلاكية المرتبطة بفصل الصيف، فضلا عن المواد الغذائية، باستثناء ما تعرفه بعض الولايات الساحلية التي تستقبل هذه الأيام أعدادا كبيرة من الوافدين إليها من المناطق الداخلية، جراء ارتفاع أسعار بعض المواد من بينها المياه المعدنية والخضر، وكذا بعض المستلزمات الخاصة بالاصطياف. ونفى المصدر تسجيل نقص أو ندرة في المواد الغذائية وغيرها من المنتجات الاستهلاكية، رغم زيادة الطلب عليها، خاصة بالمناطق الساحلية التي تعد قبلة المصطافين في فصل الصيف، بفضل التدابير الاستباقية المتخذة من قبل السلطات المعنية في إطار التحضير لموسم العطل.
وأكد في هذا السياق الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين حزاب بن شهرة في اتصال معه، عن وضع برنامج خاص لضمان وفرة المواد الغذائية واستقرار أسعارها، قبل بضعة أشهر عن بداية فصل الصيف بالتنسيق مع مصالح وزارة التجارة، إلى جانب تجنيد التجار الموسميين الذين ينشطون بالمناطق الساحلية للمساهمة في تحقيق الوفرة وتلبية طلبات السياح.
وأكد المتحدث بأن التجار اتخذوا كافة الاحتياطات لتفادي الندرة وتذبذب السوق في فصل الصيف، كما تم التنسيق أيضا مع الوكالات السياحية لتوفير أفضل الخدمات للسياح المحليين ولضيوف الجزائر القادمين إليها من الخارج، عبر تكوين العاملين في هذا المجال من أجل النهوض بمستوى الخدمات. كما تم تجنيد المكاتب الولائية للتنظيم بالتنسيق مع القطاعات المعنية، على رأسها وزارة التجارة لضمان استقرار السوق، والحد من التجارة الفوضوية التي تؤثر على مستوى الأسعار، جراء استغلال دخلاء على القطاع موسم الصيف لتحقيق الأرباح على حساب جيوب المواطنين.
لطيفة بلحاج