الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الجزائر تحتفل بيومه الوطني : الجيـــش.. إنجــــازات شـاهــدة وتحديـــات كبيــرة


يحيي الجيش الوطني الشعبي ومعه الجزائر اليوم يومه الوطني، وهذا  لأول مرة بعد القرار الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع  الوطني السيد، عبد المجيد تبون، في الثامن عشر جانفي الماضي والقاضي بجعل الرابع من أوت كل عام يوما وطنيا للجيش الوطني الشعبي.
وقد جاء إعلان رئيس الجمهورية عن هذا اليوم خلال خطاب له في 18 جانفي من السنة الجارية بمقر وزارة الدافع الوطني، وتنفيذا لذلك صدر في الجريدة الرسمية رقم 39 لشهر جوان الماضي المرسوم الرئاسي رقم 22-217 المؤرخ في 8 ذي القعدة عام 1443 الموافق 8 جوان سنة 2022، والمتضمن ترسيم هذا اليوم الوطني الذي يخلد تاريخ تحويل جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي في الرابع أوت 1962.
يعتبر ترسيم يوم وطني للجيش الوطني الشعبي و الاحتفاء به كل سنة عرفانا واعترافا بالدور الكبير والمحوري الذي لعبته هذه المؤسسة في الدفاع عن الاستقلال الوطني ووحدة الأمة والوطن منذ الاستقلال إلى اليوم، وهو بذات الوقت اعتراف بدورها أيضا في مسيرة التشييد والبناء الوطني رفقة جميع مكونات الأمة.
 يصادف الرابع أوت تاريخ تحويل جيش التحرير الوطني سنة 1962 إلى الجيش الوطني الشعبي، وهو أكبر دليل على أن الجيش الوطني الشعبي هو فعلا «سليل» جيش التحرير الوطني، هذا الأخير الذي خاض حربا تحريرية ضارية من أجل استرجاع السيادة الوطنية بدعم من فئات الشعب الجزائري برمتها.
يؤكد هذا من جانب آخر أن الجيش الوطني الشعبي ولد من نار ودم وليس بجرة قلم أو بمرسوم، وولد في لحظة تاريخية فارقة وعنيفة في تاريخ الشعب الجزائري، و في ظرف قاهر نهض فيه الشعب للدفاع عن نفسه، وليس في لحظة استرخاء أو رفاه.
مهام متعددة ومسيرة مستمرة
يخوض الجيش الوطني الشعبي منذ تأسيسه إلى اليوم مهاما و معارك عديدة وعلى جبهات متعددة، فهو وكما ينص على ذلك الدستور وكما هي مهمة الجيوش في كل دول العالم، يتولى الدفاع عن الوطن وعن حدوده وسلامة ترابه و وحدة شعبه والدفاع عن الاستقلال الوطني.
وقبل هذا كان الجيش العمود الفقري في بناء الدولة الجزائرية بعد الاستقلال لظروف تاريخية وسياسية واجتماعية عديدة، وقد ساهم أيضا بشكل واضح وكبير في مسيرة البناء والتشييد التي انطلقت مباشرة بعد استعادة السيادة الوطنية وفي العديد من المجالات، ولا تزال لحد اليوم العديد من الإنجازات التي قام بها في هذا الشأن شاهدة على ذلك على غرار السد الأخضر والطريق العابر للصحراء، دون أن ننسى مساهماته المستمرة في دعم وتقوية الاقتصاد الوطني عبر فروعه النشطة في مجال الصناعات العسكرية ذات المردودية الاقتصادية الواضحة.
 كما ظل الجيش الوطني الشعبي يساهم في العمل الوطني التضامني خلال الكوارث الطبيعية والأزمات والأحداث والكوارث الكبرى مثل الزلازل والفيضانات والحرائق والأزمات الصحية، وخلال الصائفة الماضية فقط دفع من خيرة شبابه العشرات الذين ذهبوا ضحايا الحرائق الإجرامية التي عرفتها ولايات عدة من القطر الوطني والتي كانت أهمها بتيزي وزو وبجاية. معارك أخرى فرضتها  التحولات الجيوساسية، و الإستراتيجية في المحيط الإقليمي والدولي  جعلت مؤسسة الجيش في مقدمة من واجهوا تحدياتها بداية من تسعينيات القرن الماضي عندما وقف سدا منيعا في وجه آلة الإرهاب الهمجي التي كانت تستهدف الشعب الجزائري ووحدته، ودفع لذلك ثمنا غاليا من أرواح أبنائه أبناء الشعب، وتمكن في الأخير من دحر الإرهاب والانتصار عليه.
 بعدها ومع مطلع الألفية الجديدة وجد الجيش الجزائري نفسه في مواجهة تحديات أمنية كبيرة على المستوى الإقليمي والعالمي بعد بروز جماعات إرهابية في العديد من المناطق ومنها المحيطة بنا، جماعات تشتغل في سياق «موجة إرهاب دولي» جزء منه غامض المنشأ والهدف، ما استدعى من الجيش اليقظة الدائمة والجاهزية التامة لأي طارئ.
بعد اندلاع موجة ما سمي الربيع العربي أصبحت بعض الدول مهددة بالزوال ككيانات، واختلطت المصالح والحسابات الدولية وقد نتجت عن هذا الربيع بؤر توتر جديدة وخطيرة وللأسف كان بعضها على حدودنا  وهو ما زاد من ثقل المهام الملقاة على الجيش الوطني الشعبي من أجل تأمين سلامة التراب الوطني والحفاظ على الحدود.
لقد جابه الجيش حدودا ملتهبة تزيد عن 9 آلاف كلم ولم تكن مراقبة هذا الشريط الحدودي الطويل بالأمر السهل حتى على أعتى الجيوش وأكبر القوى من الناحية الاقتصادية والتكنولوجية، وهو ما فرض على الجيش تحديات كبرى واستثمارات ضخمة في مجال الجاهزية البشرية و التكنولوجية والعملياتية لصد أي خطر محتمل.
وقد شرعت مؤسسة الجيش الوطني الشعبي منذ السنوات الأولى للألفية الجديدة في عمليات عصرنة  ومعركة تحد كبيرة، للتحكم في التقنيات والتكنوجيات الحديثة والمتطورة جدا لمجابهة الحروب الجديدة من الجيل الرابع والخامس، سواء على جبهة التسلح والجاهزية ومراقبة الحدود، أو على مستوى الحروب الخفية التي تجري على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى الجبهات الافتراضية وفق التطور الحاصل في تكنولوجيات الإعلام والاتصال والتي ترمي إلى ضرب مقومات الأمة ووحدتها عبر زرع الفتن، ونشر المغالطات والأخبار الكاذبة، و استهداف  العقل بشكل مباشر.
 لقد أبانت مؤسسة الجيش في الاستعراض العسكري الأخير المنظم بمناسبة ستينية الاستقلال أن المنتسبين إليه ثابتون على العهد وعلى المبدأ الذي ضحى من أجله أسلافهم، وكلهم عزيمة من أجل مواصلة رسالة الشهداء في الدفاع عن الوطن، وأظهر خلال هذا الاستعراض بأنه قد وصل إلى مكانة محترمة في مجال امتلاك القدرات العلمية والتكنولوجية العسكرية العالية والتحكم فيها، و مواكبة ما يستجد في هذا المجال، الشيء الذي يجعله مستوعبا لجميع الرهانات.في الجانب العقائدي يحافظ الجيش الوطني الشعبي على عقيدته العسكرية التي رسمها الآباء المؤسسون، فهو جيش وطني جزائري من صلب فئات الشعب مهمته الدفاع عن السيادة الوطنية وحماية التراب الوطني ووحدة الأمة، لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول وليست لديه أي نزعة في هذا الاتجاه، جيش جمهوري يضع كافة قدراته للدفاع عن الجزائر وحماية حدودها و الحفاظ على سيادتها وحماية الاستقلال الوطني. وهذا لا يمنعه من المساهمة في الحفاظ على السلم والاستقرار في العالم وفق ما تنص عليه مواثيق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
سيبقى على الجيش الوطني الشعبي جاهزا لمجابهة كل التحديات التي يخفيها المستقبل والتي قد يفرضها تطور الأحداث في العلاقات الدولية ومساراتها، في عالم متشابك المصالح لا يستريح من إثارة الحروب واختلاق النزاعات.                              إلياس –ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com