حلت، أمس، بولاية الطارف لجنة وزارية متعددة القطاعات أوفدتها وزارة الفلاحة لمعاينة حجم الأضرار والخسائر التي لحقت بالفلاحين جراء الحرائق التي مست الولاية مؤخرا، و ذلك من أجل الإسراع في مباشرة عمليات التعويض العينية للمتضررين، و يرتقب الشروع في التعويض العيني للفلاحين المتضررين اعتبارا من اليوم الخميس.
قامت اللجنة فور وصولها بعقد اجتماع بحضور كل الهيئات والفاعلين بمقر مديرية المصالح الفلاحية ، قبل أن تقوم بمعاينة ميدانية للمناطق الفلاحية والغابية المتضررة من جراء الحرائق، خاصة بكل من بلديتي الطارف والقالة، وقفت خلالها الجنة عن قرب على حجم الخسائر التي طالت المحاصيل الفلاحية، و الأشجار المثمرة و كذا صناديق خلايا النحل و المواشي و الإسطبلات، فضلا عن شبكات السقي والمعدات الفلاحية.
و أكدت مصادر مقربة من اللجنة “للنصر” أنه سيشرع في التعويض العيني للفلاحين المتضررين اعتبارا من اليوم الخميس حتى يتسنى للمعنيين استئناف نشاطهم، وتخفيف حجم الكارثة عنهم .
من جهة أخرى أنهت اللجان الولائية التقنية عملية إحصاء وتقييم الخسائر التي تسببت فيها النيران التي مست 14 بلدية متضررة ، فيما تعكف اللجان على إعداد تقاريرها لتسليمها للسلطات المحلية التي ستقوم بعرض ملف الخسائر على اللجنة الولائية المختصة من أجل رفع الملف للجهات المركزية للإسراع في تعويض المتضررين قي أقرب وقت.
من جهة أخرى، أكد محافظ الغابات لولاية الطارف، منذر ونادة، أمس في تصريح “للنصر” أنه تم إخماد جميع الحرائق المشتعلة على مستوى الولاية، مشيرا أن الوضع تحت السيطرة وأن فرق التدخل للحماية المدنية والغابات مرابطة بمواقد النيران التي تم اخمادها، تحسبا لاشتعالها من جديد ، في حين تراقب فيه فرق أخرى الوضع عن كثب من خلال عمل المناوبة و تكثيف الدوريات وتفعيل لجان اليقظة بالمناطق الغابية على مدار الساعة، مع تجنيد كل الدعم من أجل التدخل السريع في أي طارئ، فيما تم تقسيم بعض المناطق إلى عدة مقاطعات من أجل أكثر فعالية لإخماد النيران في حالة نشوبها وتمكين فرق التدخل من التحكم في الوضع.
وأضاف المصدر، تسجيل لحد الآن نشوب 52 حريقا عبر 14 بلدية بينها 27 حريقا اندلعت في يوم واحد وفي نفس التوقيت بتاريخ 17 أوت عبر بلديات الطارف ، بوثلجة ،القالة وعين العسل ،و قد خلفت موجة الحرائق التي فتحت بشأنها تحقيقات أفضت لتوقيف 9 أشخاص مشتبه فيهم بكل من الطارف بحيرة الطيور وزريزر ، إتلاف أكثر من 6 آلاف هكتار من الغطاء النباتي والغابي، وهلاك 36 شخصا جلهم مصطافين من بعض الولايات لقوا مصرعهم حرقا و اختناقا على الطرقات بالقالة بعد أن حاصرتهم النيران، وسجلت حالات إغماء وإصابات طفيفة في صفوف فرق التدخل للحماية المدنية والغابات والذين تم إسعافهم قبل أن يعاودوا الالتحاق بالمواقد المشتعلة لإخمادها، كاشفا أن المساحة المحروقة سوف يتم التكفل بإعادة تشجيرها ضمن البرنامج الوطني للتشجير بتخصيص برنامج خاص للولاية ، وحرص المصدر على التأكيد بأن النيران لم تصل إلى المشاتي و التجمعات و كذا عدم تسجيل أي حالة وفاة وسط السكان بفضل سرعة التدخل والإجلاء، وأن الوفيات المسجلة كانت في الطريق بعد محاصرة النيران للضحايا.
وأشارت مصادر مسؤولة ، مغادرة اغلب المصابين للمستشفيات بعد تلقيهم العلاج، في حين أمر والي الولاية لدى تفقده مصابتين من الحرائق بمستشفى محمد بوضياف ببوحجار تحويلهما لتلقي الإسعافات بالمستشفى الجامعي بباتنة أين تكفلت مروحية الحماية المدنية بنقل المصابتين بحروق من الدرجة الثالثة وهما امرأتان من ولايتي سطيف وسوق أهراس، في الوقت الذي يتواصل فيه توافد القوافل المحملة بالمساعدات من مختلف الولايات في هبة وطنية ، أين تجاوزت الكميات التي تم استلامها ألف طن من 20 ولاية تكفلت بإرسالها عدة هيئات، وقد تكفلت اللجنة الولائية لاستقبال وتوجيه المساعدات التي يرأسها الأمين العام لولاية الطارف بن فليس محفوظ بتوزيع هذه الإعانات على العائلات المتضررة عبر مختلف البلديات وهي العملية التي تجري في ظروف تنظيمية محكمة تحت متابعة مدراء الجهاز التنفيذي وأعوان الرقابة للتجارة ، ا فيما ارتأت جميعات من خارج الولاية تكفلها بإيصال مساعدات بنفسها إلى بيوت العائلات المتضررة ، وعلمنا أن الولاية طلبت من بعض الولايات وقف إرسال مساعداتها على أن يتم طلب المساعدة عند الضرورة ، كما تقرر تعليق توزيع بعض المساعدات على البلديات بعد تدعيمها بالكميات المطلوبة من مختلف الإعانات من مواد غدائية و أفرشة و أدوية وأغطية و غيرها.
نوري.ح
