تتواصل الترتيبات والتحضيرات التي تقوم بها الجزائر من أجل جعل القمة العربية المقبلة في الجزائر والمقررة يومي 1 و2 نوفمبر المقبل، منعرجا هاما في تاريخ العمل العربي المشترك، مع إبراز للدور العربي في المشهد الدولي، بقيادة الجزائر التي تحظى بمكانة وازنة على المستوى الإقليمي والدولي.
تشكل القمة العربية المقبلة بالجزائر، محطة هامة للم الشمل وتوحيد الصف العربي، سيما في ظل الظروف والتحديات الراهنة، على الصعيد الدولي ، و قد عملت الجزائر منذ مدة من خلال الجهود التي تقوم بها، على توفير كل الشروط و الظروف التي من شأنها إنجاح هذا الموعد الهام وإعطائه بعدا دوليا.
ويرى المتتبعون، أن هذه القمة، ستشهد انطلاقة جديدة للعمل العربي، خصوصا بعد تأكيد قادة الدول العربية مشاركتهم فيها والمساهمة في إنجاحها ، كما سيزيد حضور ضيوف الشرف من الشركاء الأجانب ، من وزن و أهمية هذا الموعد التاريخي ، واعتبر مراقبون أن الجزائر لديها مصداقية كبيرة لتكون قائدا للعمل العربي المشترك .
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أكد ، حضوره القمة العربية، مشيدا بالمساهمة الاستثنائية للجزائر في الدبلوماسية العالمية متعددة الأطراف.
كما تسلم الرئيس السنغالي، ماكي سال، دعوة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لحضور القمة العربية كضيف شرف، بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، مؤكدا حرصه على المشاركة شخصيا «لمساندة الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل مد جسور التعاون والتضامن بين الفضائين العربي والافريقي».
و تسلم أيضا رئيس أذربيجان، إلهام علييف، نفس الدعوة لحضور القمة كضيف شرف بصفته الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز.
والواقع أن الجزائر التي ترافع في مختلف المحافل الدولية دفاعا عن القضايا العادلة، مع العمل على حلحلة الأزمات من خلال التأكيد على أسلوب الحوار و اعتماد الحلول السلمية و عدم التدخل في الشؤون الداخلية ورفض التدخلات الخارجية بإمكانها أن تقود مبادرة ناجحة هذه المرة أيضا على الصعيد العربي بالنظر إلى الرصيد الكبير الذي تمتلكه على كل المستويات، من أجل أن تعيد التموقع العربي في المحفل الدولي ، سيما في ظل الثقل الدبلوماسي والعودة القوية للجزائر في مختلف المحافل وتبوئها لمكانة محترمة على الصعيد الدولي بالنظر إلى علاقاتها المتوازنة وموقفها المتوازن من أهم القضايا الكبرى واعتراف الدول الكبرى بالدور البارز للجزائر في الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة.
وأوضح المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور بشير شايب في تصريح للنصر، أمس، أن القمة العربية المقرر عقدها في الفاتح نوفمبر بالجزائر ، تأتي في خضم تجاذبات سياسية وتوتر في العلاقات الدولية وسوق الطاقة وغيرها.
وأضاف أن الدعوات التي وجهتها الجزائر لشخصيات عالمية وازنة، سواء على المستوى الإفريقي أو على مستوى الأمم المتحدة، بالإضافة إلى ضيوف شرف يحضرون القمة ، سيزيد الوزن السياسي والدبلوماسي للقمة العربية والتي من المنتظر، أن تؤسس لانطلاقة عربية في العمل المشترك لمعالجة مختلف هموم العالم العربي.
واعتبر المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية، أن قمة الجزائر، هي انعطافة قوية في العمل السياسي العربي، تؤسس لانطلاقة جادة لمعالجة القضايا العربية الراهنة.
وقال إن قوة الجزائر تكمن في عدم انحيازها للتكتلات العربية أو لطرف دون طرف آخر في النزاعات، فهي دائما تقف على مسافة واحدة من الخصومات العربية وهذا بحد ذاته يعطيها مصداقية أكثر للعب دور الوسيط والمنسق أو القائد للعمل العربي المشترك، مضيفا أن هذه القمة تؤسس لما بعدها من عمل سياسي ودبلوماسي تقوده الجزائر .
مراد - ح