دعا خبراء في المجال الفلاحي و باحثون جامعيون إلى ضرورة تثمين خبرات الفلاحين في المناطق الجبلية والواحات و مربي الماشية في السهوب و الغابات، من أجل دمجهم في المجهود الوطني الرامي إلى ضمان السيادة والأمن الغذائي الوطني.
وشدد فريق التفكير '' فلاحة إينوف ''، خلال ندوة نقاش بمقر المجموعة في أولاد فايت بالجزائر العاصمة، تم خلالها، عرض التوصيات التي تلخص عملا جماعيا مشتركا أنجزه مجموعة خبراء وجامعيين من فريق التفكير "فلاحة إينوف"، العاملين داخل وخارج أرض الوطن، حول الأمن و السيادة الغذائية في الجزائر، إلى ضرورة تثمين المهارات المحلية سيما من خلال ضمان لامركزية تطوير المعارف و قرارات السياسات الفلاحية على مستوى جهوي أو محلي كإحدى السبل التي من شأنها تحقيق السيادة و الأمن الغذائي الوطني.
وفي هذا الصدد، أكد المختص في الاقتصاد الفلاحي، إبراهيم زيتوني، الذي قدم عرضا مفصلا لهذه الوثيقة، إلى أهمية تثمين خبرات سكان الواحات و الفلاحين في المناطق الجبلية و مربي الماشية في السهوب و الغابات، من أجل تحقيق الهدف المسطر، مبرزا بأن ذات الوثيقة تم إعدادها خلال الفترة الممتدة بين شهري أفريل و جويلية الماضيين، تقترح تشجيع التوجه نحو زراعات بدون مواد كيميائية، بل و تتكيف طبيعيا مع المناخ السائد في البلاد، و ذات قيمة مضافة عالية على غرار زيت الزيتون و التمور و مشتقاتها و الزعفران و الفواكه الجافة.
كما أكد ذات الخبير الفلاحي، بأن نتائج هذه الوثيقة توصي بتشجيع استعمال البذور المحلية سيما تلك التي تتكيف مع المناخ، مبرزا أهمية تدعيم البنك الوطني للبذور بالأصناف المحلية.
وقال زيتوني، أن هذا العمل انطلق من فكرة بعض الخبراء الجزائريين المحليين و آخرين مقيمين بالخارج، ذوي اختصاص في القطاع الفلاحي، الراغبين في المشاركة في النقاش حول المسألة الغذائية، مؤكدا بأن الوثيقة التي تحمل عنوان "فلاحة دي زاد 2022"، عبارة عن مقاربة منهجية تكميلية، تهدف إلى تعزيز خارطة طريق القطاع الفلاحي في البلاد.
من جهة أخرى دعت توصيات مجموعة التفكير إلى ضرورة توجيه الجزائريين نحو استهلاك مواد صحية، إلى جانب التأكيد على ضرورة التوجه نحو استعمال طرق ري اقتصادية للحفاظ على المخزون المائي سيما طرق الري الحديثة التي تعتمد على التقطير خاصة في جنوب البلاد. كما تضمنت ذات التوصيات ضرورة توجه القطاع الزراعي في البلاد عموما إلى تبني حلول الزراعة الذكية التي تضمن المردود الجيد.
وخلال النقاش الذي شارك فيه خبراء في المجال الفلاحي وباحثون أكاديميون، ومستثمرون في القطاع الفلاحي واستمر إلى غاية الفترة المسائية من يوم أمس الأول السبت، تم التأكيد على ضرورة تحالف مختلف القطاعات سيما قطاعات الفلاحة والصناعة والمالية من أجل التوجه نحو ضمان إنتاج وطني نوعي كفيل بسد حاجيات الاستهلاك المحلية، مشددين على أن تحقيق الاكتفاء الذاتي يتوقف على '' الذكاء الجماعي''. كما تم التأكيد على أهمية عصرنة شبكات التخزين وتطوير قطاع اللوجستيك في البلاد الذي يعد حلقة هامة في ضمان وصول منتوج المناطق الصحراوية على وجه التحديد إلى مختلف أنحاء
الوطن. ع.أسابع
