رفعت المديرية العامة للحماية المدنية مستوى التأهب مع عودة حرائق الغابات بعدد من المناطق جراء الظروف المناخية الاستثنائية من خلال الارتفاع القياسي في درجات الحرارة، وقامت ذات المصالح بتعزيز وحداتها بالولايات المعروفة بغطائها النباتي، لمواجهة حالات الطوارئ، وللسيطرة على بؤر النيران.
كشف النقيب بن أمزال زهير مكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية "للنصر" عن اتخاذ تدابير خاصة لمحاصرة النيران التي اندلعت في الأيام القليلة الماضية بعدد من المناطق بسبب ارتفاع درجات الحرارة، عبر تعزيز تعداد أعوان الحماية المدنية بالمناطق التي شملتها الحرائق، وكذا المهددة بأن تطالها ألسنة النيران.
وسجلت ذات المصالح إلى غاية أمس 102 حريق على مستوى الأغطية النباتية والمساحات الغابية بعدد من المناطق، تم السيطرة عليها جميعا بفضل التدخل الفوري للأعوان المختصين في إخماد النيران، وكذا الدعم الذي تلقته الولايات المتضررة من قبل المناطق المجاورة وفق ما كشف عنه ذات المصدر.
واستمرت تدخلات أعوان الحماية المدنية إلى غاية أمس بولايات الطارف وجيجل والبليدة وتيبازة والشلف وتيزي وزو، للسيطرة على 11 حريقا ظل مشتعلا بمناطق غابية وأغطية نباتية، ويعد الحريق المسجل بغابة بوتيهي بولاية الشلف بلدية عكاشة دائرة تنس، من أكبر الحرائق التي اندلعت خلال شهر أكتوبر الجاري، بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت المعدل الفصلي.
ولم يستبعد المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية النقيب بن أمزال زهير تمديد مخطط مكافحة الحرائق إلى ما بعد 31 من الشهر الجاري، في إطار التكيف مع الظروف المناخية الخاصة التي تسيطر على مجمل مناطق البلاد، والمتميزة بارتفاع محسوس لدرجات الحرارة أعادت إلى الأذهان موسم الصيف المنصرم الذي شهد بدوره عدة حرائق.واستدعت السيطرة على بؤر النيران بولاية الشلف الاستعانة بمروحيتين من قبل ذات المصالح، بسبب الطابع الغابي والجبلي للمنطقة، وتعذر إخماد الحرائق بالوسائل العادية التي تستعمل في المناطق التي يمكن الوصول إليها بسهولة.
وأكد المتدخل بأن رفع مستوى حالة التأهب سيظل مستمرا بسبب الظروف المناخية التي تسيطر على مجمل مناطق الوطن، بعد أن كانت المديرية العامة للحماية المدنية توقف العمل بمخطط مكافحة الحرائق في 31 أكتوبر من كل سنة، لتشرع في اعتماد المخطط الخاص بفصل الشتاء، للوقاية من الفيضانات والاختناقات وغيرها من المخاطر المرتبطة بالموسم.
وارتفعت حالات الحرائق هذه الأيام مقارنة بالأسبوع الماضي، في ظل توفر الأسباب المؤدية إلى اندلاع ألسنة النيران، وتمثلت هذه المرة وفق النقيب بن أمزال، في عوامل طبيعية محضة وهي الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، مصحوبة بهبوب رياح ساعدت على تسارع انتشار رقعة النيران وانتقالها إلى مساحات مجاورة في ظرف وجيز.
وتتواجد حاليا بالولايات ذات الطابع الغابي والمعروفة بالغطاء النباتي الكثيف، فرق من الحماية المدنية مهمتها السهر على مراقبة الوضع وضمان التدخل الفوري والسريع في حال تسجيل بؤر جديدة للنيران، علما أن المصالح المختصة أحصت عدة نقاط سوداء، وهي المناطق التي تهددها كارثة الحرائق بسبب غطائها النباتي الممتد على مساحات واسعة.
كما تم نصب أبراج مراقبة بالغابات المهددة بالحرائق، لرصد كل تحرك غير عادي أو مشبوه، وللكشف عن بؤر الحرائق التي قد تتحول في حالة عدم التدخل السريع إلى كارثة حقيقية، فضلا عن توزيع فرق مختصة بالولايات المتضررة لتعزيز تعداد الأعوان المختصين في إطفاء النيران على مستواها.
لطيفة بلحاج